الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
النساء وفرص المشاركة في بناء السلام
النساء وفرص المشاركة في بناء السلام
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حازم صافي
النـص :

يرى المهتمون بنظريات بناء السلام ، ان السلام الذي تشارك النساء في صناعته وتحديد ابعاده ، يحظى غالبا بفرص حقيقية لان يكون سلاما مستداما وقابلا للصمود امام الهزات والمتغيرات السياسية والامنية والاجتماعية التي تمر بها المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة ،ويمكن ان نشير هنا الى خلاصة جوهرية يتبناها العاملون في مجال بناء السلام وحل النزاعات وهي: ان ضمان امكانية معقولة لاستدامة اتفاقيات السلام ،توازي في الاهمية الوصول الى ابرام تلك الاتفاقيات والمعاهدات ،وتتأتى اهمية مشاركة النساء الفعالة والايجابية في مشاريع حل النزاعات ووقف العنف المسلح وبناء السلام ،من ان اية مفاوضات /او اية اليات اجرائية تستهدف بناء السلام تشارك النساء فيها وفي صياغة القرارات المتعلقة بها ،تعني اننا سنحصل في نهاية الامر على سلام يستجيب للحالات الانسانية والاجتماعية والصحية والثقافية لمئات الملايين من الفتيات والنساء اللواتي خرجن ،او يعشن في مناطق شهدت او تشهد نزاعات مسلحة ،وهو الامر الذي ينطبق تماما على الحالة العراقية وخاصة بعد سيطرة تنظيم داعش المسلح على اجزاء شاسعه من الجغرافية العراقية ابتداء من عام 2014 ،وهو ما ينطبق في عين الوقت ، على منطقة شمال محافظة بابل(جنوب بغداد) حيث استطاع تنظيم داعش الارهابي  في عام 2014 من احتلال ناحية جرف الصخر ،ومن ثم تهجير 3126 عائلة اضطرت، وفي اوضاع استثنائية وفوضوية ، الى ترك منازلها والنزوح الى مناطق مجاورة ،او الى محافظات عراقية اخرى . لقد بلغ عدد السكان النازحين من ناحية جرف الصخر حوالي 21882 فردا نازحا بينهم حوالي 11,000 من الفتيات والنساء و من فئات عمرية مختلفة ، ومن بينهن ما يقرب من 980 فتاة وامرأة من ذوات الاعاقة ،ان هذه المعطيات الاحصائية الخطيرة تؤكد، ومما لا يقبل الشك ،الاهمية القصوى لضرورة  تعزيز فرص اشراك الفتيات والنساء ومن بينهن ذوات الاعاقة في عمليات بناء السلام عبر التفاوض الفعال والايجابي وهو ما يشير اليه الباحثون في مادريه ،ويصبح هذا الامر اكثر اهمية فيما لو تأملنا الظروف الصعبة والاستثنائية والفوضى العارمة  ومظاهر العنف الجسدي والنفسي والجنسي والاجتماعي التي رافقت عملية النزوح والتي كان ضحيتها الاولى الفتيات والنساء ،وهو ما يبرر الى درجة كبيرة ضرورة البحث عن اساليب جديدة وريادية لخلق فرص لا شراك نساء شمال بابل في جهود بناء السلام وتحقيق العدالة الانتقالية في هذه المنطقة الحيوية من العراق .وذلك لتحقيق عدة غايات تصب في مجال العلاقة بين النساء وصناعة الامن والسلام وهو ما يؤكد عليه قرار مجلس الامن الدولي رقم 1325 الذي يرى ان مشاركة النساء لا تنحصر في جعل الحرب اكثر امنا للنساء بل يتعداه الى تعزيز مشاركة النساء في جهود منع النزاعات والقضاء عليها قبل وقوعها  .

 

المشـاهدات 328   تاريخ الإضافـة 04/06/2023   رقم المحتوى 22765
أضف تقييـم