يشكو بعض المثقفين والمبدعين والشعراء من عدم الانسجام مع محيطهم الذي لا يدرك حجم أحاسيسهم وأرهاصاتهم ومشاعرهم، ولا يستوعب افكارهم ونتاجاتهم الأدبية والثقافية ، سيما في المجتمعات المتخلفة التي ما زالت تعاني من تصاعد نسب الأمية والبطالة والعُسرة المعاشية التي تتفاقم يوماً بعد آخر من جراء عدم اهتمام الدوله بمعالجة اسبابها .. ولا تجد هذه النخب المثقفة والمبدعة راحتها النفسية وانطلاقها إلا مع أقرانها من التخب المثقفة والحريصة على متابعة نتاجاتها وحواراتها و حجم عطائها الابداعي ...و يحرص المثقف والمبدع والكاتب على حضور المنتديات والمحافل التي تتجمع فيها هذه النخب المبدعة ويتحاور معها في كل ما يعانيه المجتمع من ارهاصات ومعاناة بأساليب شيقة ، ويتجنب الخوض في الامور الذاتية والمادية ... وليس اعتباطاً أن لا تطلق صفة الأديب أو الشاعر الا على من تتوفر فيه هذه السمات الأبداعية، ويتحسس بالام الناس ومآسيهم وأحزانهم وأفراحهم ويصوغها على شكل لوحات فنية مؤثرة ، يؤجج فيها همم المعنيين في النظام السياسي الحاكم ... فالشعر موهبة ، وعادة ما تكون الدولة قادرة على انتاج الاطباء والمهندسين وحاملي الشهادات الجامعية بانواعها، ولكن لاتستطيع انتاج شاعر أو أديب أو كاتب واحد لأن الأدب والشعر موهبة ربائية لا يمتلكها سوى موهوب... وتحرص الأنظمة المتحضرة في العالم على رعاية المبدعين والمثقفين والشعراء أنهم يمثلون ثروة الأمة .. والأمة بدون هذه الرموز المبدعة لا يعتد بها ولا يحسب لها أي حساب .. فهم نجوم ساطعة، وبوجودهم تتقدم البلدان ، و بدونهم تتقهقر و تنحدر.

سامي حاكم