الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
نحو تحقيق تغطية صحية شاملة في العراق
نحو تحقيق تغطية صحية شاملة في العراق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.زياد حازم
النـص :

إختصاص صحة عامة

 

وضع اعلان الما آتا (لعام 1978) أسساً متينة للرعاية الصحية الأولية لكافة دول العالم، والذي أطلقه آنذاك المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية. ولم يكن متساوياً تقدم كافة الدول خلال العقود الأربعة التي تلت هذا الإعلان من ناحية تقديم الخدمات الصحية الأساسية، إلا أن العراق قد حقق تقدما ملحوظا من خلال إلتزامه بهذا الإعلان وما تبعه من قرارات إتخذت في إعلان أستانا اللاحق (لعام 2018) برعاية منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف، والذي تعهدت فيه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتعزيز نظم الرعاية الصحية الأولية كخطوة أساسية نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة. ويعد العراق من أوائل الدول التي أولت موضوع إختصاص طب الأسرة أهمية كبيرة وذلك من خلال تعزيز الملاكات العاملة بهذا الاختصاص ومن خلال تحويل مراكز الرعاية الصحية الأولية إلى مراكز صحة الأسرة ومراكز طب الأسرة وبكل ما يتطلبه ذلك، إضافة إلى وجود العديد من برامج الرعاية الصحية الأولية التي تنفذها وزارة الصحة العراقية ودوائرها بهذا الصدد في تلك المراكز.وبصورة مختصرة فإن التغطية الصحية الشاملة تعني أن لكل مواطن الحق بالحصول على رعاية صحية جيدة، في أي وقت وفي أي مكان، دون أن يتحمل عبئاً مالياً كبيرا.وقد أكد العراق في كلمته التي ألقيت بتاريخ 23/ 5/ 2023 بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة الصحة العالمية، على المضي قدما لتحقيق تلك التغطية الصحية الشاملة، بعد أن تم وضع خدمات الرعاية الصحية الأولية في العراق ضمن أولويات الخطط العملية التي تسير باتجاه ذلك الهدف.ولتحقيق تلك الخطط الخاصة بالتغطية الصحية الشاملة نحتاج لمن يتبنى هذا الموضوع بصورة جدية من قبل صانعي القرار في السلطات التنفيذية والتشريعية ونحتاج أيضا الى ملاكات طبية وصحية مدربة تدريباً جيداً وخاصة في المراكز الصحية، والعراق يمتلك الكثير من المهارات والقدرات من ضمن تلك الطواقم الطبية والعاملين في الحقل الصحي من الكوادر الصحية والساندة.ويواجه تحقيق تلك التغطية عدة تحديات ومن أهمها البنى التحتية للمؤسسات الصحية وذلك لقدم الكثير من المراكز الصحية والتي تم إنشاؤها قبل عقود عديدة وهنالك الكثير منها يحتاج لإعادة تأهيل جذري، حيث ان ما تم إفتتاحه من مراكز جديدة خلال الآونة الأخيرة يعتبر قليلاً نسبياً ولا يلبي الحاجة الماسة لتقديم خدمات رعاية صحية جيدة وواسعة، حيث ان عدد المراكز الرئيسية في عموم المحافظات هو فقط حوالي 1289 مركزا رئيسيا يقدم خدمات صحية قد تصل الى خمسة وأربعين ألف نسمة لبعض تلك المراكز، بينما يُفترض ان يكون عددها في عموم البلاد ثلاثة آلاف مركز رئيسي او أكثر وكل مركز يقدم خدماته لعشرة آلاف نسمة كحد اقصى.ومن التحديات الأخرى كذلك توفير الأدوية والمستلزمات واللقاحات المطلوبة في المراكز الصحية وديمومة توفيرها، وقد شاهدنا عملاً دؤوباً لوزارة الصحة العراقية خلال فترة جائحة كورونا لتعزيز المؤسسات الصحية ورفدها بالاحتياجات اللازمة ومن ضمنها الأدوية.ومن الضروري كذلك الإلتفات إلى موضوع نظام الإحالة من المراكز الأولية إلى المؤسسات الثانوية أو الثالثية والذي توقف بعد فترة وجيزة من العمل به، من أجل تقليل الزخم على المستشفيات من جانب، ولإعطاء المراكز الصحية الدور الحيوي المطلوب منها في تقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية الواجب تقديمها وبأفضل شكل لتحقيق تلك التغطية الصحية الشاملة المنشودة من جانب آخر.

 

المشـاهدات 226   تاريخ الإضافـة 08/06/2023   رقم المحتوى 23001
أضف تقييـم