الثلاثاء 2025/1/7 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 11.95 مئويـة
نيوز بار
الغفلة .. وضرورة الصحوة منها
الغفلة .. وضرورة الصحوة منها
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن إبراهيم
النـص :

مما يجدر الإشارة اليه ..ان الإنسان ينعم بامتيازات خصوصيات وهبها الله تعالى له ..دون غيره من المخلوقات ..امتيازا وتميزا وتباينا ..حقيقة لا جدال فيها ..ومن اجل وضع هذه الحقيقة في الصورة ..ارتأينا التحقق في هذا المجال ..ولو بشكل مجمل ..لعلنا نكون في دائرة التفكر ومراجعة الذات ..لقد جعل الله تعالى اعتياش الإنسان على مصدرين غذائيين رئيسيين (نباتي وحيواني) ..اما النباتي فله مجاله ..وأما الحيواني فهو ما نحن بصدده ..وبالتأكيد نحن نخص ما احل الله تعالى أكله ..ومن المسلمات بها كتشريع ..فالحيوان البري ..المراد اكله ينبغي ذبحه ووفق ضوابط معينة معروفة ..وعملية الذبح ..الكثير من الناس من ينفر من النظر إليها ..لسبب عاطفي ..فمن المؤكد اننا اذا ما رأينا (وعلى سبيل المثال) جزارا يذبح خروفا ..ويقطع اوداجه ويسلبه روحه الحيوانية ..والحيوان يرفس تألما تحت حرارة السكين ..بالتأكيد ستكون هذه النظرة مدعاة لرقة القلب والإحساس بالتألم ..في حين ان الأمر كحقيقة في غاية الانبهار .. (وحسب ما روي) ..ان هذا الحيوان اذا ما ذبح واُكل فإنه سيكون جزءً من بدن الإنسان الذي ..الذي ميزه الله تعالى وكرمه بما اعطاه من خصوصيات واعتبارات ..لذا فهو (اي الحيوان) في قرارة ذاته ..وبالرغم مما يتحمله من آلام الذبح ..فهو سعيد بما سيحصل عليه من امتياز ..ألا وهو نعمة التحول من جزئية بدن حيوان ليصار جزء من بدن إنسان ..وله ما للانسان من امتيازات وتكريم ..فقد ورد في الرواية ..أن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) ..وخلال سفرته إلى طوس (المدينة الإيرانية) ..نظرا لبعد المسافة وطول الطريق ..وطبيعة طوبوغرافية الأرض ووعورتها ..جبالا واودية ..كان عاملا في إعياء الإمام (ع) وارهاقه وشعوره بالتعب والجوع ..هو ومن بمعيته ..فصار إلى التوقف قليلا بغية الاستراحة بعض الشيء للاستعداد لمواصلة السير بعدها ..وفي تلك الاثناء لاح للإمام (ع) حيوان ..فناداه (وهو الإمام المفترض الطاعة) ظناً منه انه ممن حلل ذبحه وأكله ..وما ان قدم (الحيوان) عند الإمام (ع) واذا به (ضب) ..وهو مما حرم ذبحه واكله ..فأمأ له الإمام (ع) بالرجوع ..وهنا الرواية تقول ..ان الله تعالى قد انطق الحيوان ..فقال للإمام (ع) ..ما معناه ..سيدي عندما دعوتني فرحت وحين ارجعتني حزنت ..فلما سأله الإمام (ع) عن السبب ..قال الحيوان ..فرحت لأنني سأكون جزءً من بدنك اذا ما اكلتني ..وهذا شرف عظيم لي ..ولكنني حزنت عندما ارجعتني لأنني لم اوفق وحرمت من هذا الشرف ..الرواية فيها استدلال عقلي متأصل ..أياً كان السند ..فالانقياد إلى واقع الدليل يقودنا إلى اعلائية الشخوص ..بغية الوصول إلى الحقيقة التي يطمئن بها القلب ..اقول ..إن العقل المتجرد ..قد يرحل بصاحبه إلى الاستهجان العقلي ..بعيدا عن الهداية الوحيائية ..كثقافة حداثوية تخضع لفلسفة تخبطية عشوائية ..وبالتالي فالهداية العقلية تحصل على الكمال بالهداية الوحيائية ..فالله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان ..وكرمه فسواه فعدله ..وفي أي صورة ما شاء ركبه ..فجعله في أحسن تقويم ..إذ جعل له عينين ولسانا وشفتين وهداه النجدين ..ومنحه كل هذه الامتيازات ..بل وأكثر ..لكنه وللأسف لم يكن بمستوى هذا التكريم ..ولم يكن اهلا لهذا العطاء ..فكان ظلوما جهولا .."انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا" الاحزاب/72..وكان قليلا منه الشكور .."الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" العصر/2 ..ثم إن ابن آدم ..قد خلق مجبولا على الخيار والتخير ولم يكن مسيرا ..وهذه من الطاف الله تعالى علينا كبشر ..لكننا كنا هلوعين ..اذا مسنا الخير منوعين ..واذا مسنا الشر جزوعين .."الا المصلين الذين على صلاتهم دائمون "المعارج/19 ..ففي ظل هذه الكرامات كلها ..والتي لم يكن الإنسان جديرا بها ..حيث الكثير منا كانوا للحق كارهون ..وحيث غلبت عليهم الشهوة على العقل ٠٠ كانوا لاهوائهم عابدون ..ولعدوهم متبعون ..الا عباد الله منهم المخلصون ..فتفرقوا شيعا ..وتباعدوا فكرا وتوجهاتا ..كانوا كما وصفهم الإمام علي (ع) بقوله .. (الناس ثلاثة ..عالم رباني ..ومتعلم على سبيل نجاة ..وهمج رعاع ..اتباع كل ناعق ..يميلون مع كل ريح ..لم يستضيؤوا بنور العلم ..ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق) ..فلم يحترموا ذاتهم ..ولم يقدروا نعمت الله عليهم ..ولم يقيموا الإحسان الإلهي لهم ..سيما وقد تبين لنا كيف أن هذا الحيوان (اجلكم الله) يتمنى ان يتشرف في ان يكون جزءً من بدن الإنسان ..مثله كمثل الموتى ..إذ يتمنون العودة إلى الحياة الدنيا ولو ساعة ليعوضوا ما فاتهم ..والاحياء في غفلة عما هم فيه ..يفرطون في الوقت الثمين ..ويسرفون في المعصية ..كانوا مصاديق لمقولة الإمام أمير المؤمنين(ع) ..الناس نيام اذا ما ماتوا صحوا) ..

 

 

المشـاهدات 171   تاريخ الإضافـة 10/06/2023   رقم المحتوى 23207
أضف تقييـم