عمّان - تطرح مسرحية “رماد الربيع” للكاتبة شذى السيد، سلبيات الفهم الخاطئ للمبادئ والقيم، وتداعيات توظيفها المتطرف الذي قد يعود بالدمار على أصحابها وعلى العالم المحيط بهم.وتتلخص رسالة المسرحية التي صدرت عن دار جدل، بأن القيم (المتوارثة والمستحدثة على السواء) عرضة للأدلجة، لاسيما في أوساط الشباب المتحمس، وذلك بشحن أدمغتهم بالمفاهيم المغلوطة، وتحويلهم إلى أدوات للتدمير بدل أن يكونوا جزءا من حركة التعمير من أجل المستقبل.وقالت الناقدة عائشة الجمل في معرض تقديمها للكتاب، إن المسرحية تعالج مفهوم البطولة وهاجس الحبّ والحرب، وتقوم بإدانة الموت العبثي المؤدلَج والموجّه. مضيفة أن الكاتبة تحاول معالجة القيم السلبية والألم والإحباط، لكنها لا تنهي النصّ حتى تنتصر للنضال الباعث للأمل والحياة على الرغم من الصعوبات والخسارات.ووضحت الجمل أن هذه المسرحية تنطوي على قيمة فنية عالية من حيث اللغة والشّكل والمضمون، وأنها تتوافر على الجدّة والحداثة والموضوعية والقدرة على التقاط الموضوعات الواقعية المعاصرة بأسلوب أقرب إلى الفنتازيا، وبلغة تتناوب بين الشعرية الرامزة، والحياتية الواقعية المتوافقة مع لغة العصر الحديث.وأكدت أن الكاتبة تمكنت من صياغة مشاهد متناغمة مع رؤى بصرية وإيقاعات سمعية متوازية معها من جهة، ومع تسلسل الحدث ومضمونه من جهة أخرى، ما يشي بـ”رؤية متبصرة” في تقنيات الكتابة المسرحية بوصفها فنّا أدبيّا له سماته الخاصة التي تميزه عن غيره من صنوف الكتابة، فهو “نصّ يصلح للقراءة وللعرض أيضا، من غير حاجة إلى تدخل الإعداد المسرحي الذي قد لا ينسجم أحيانا مع الرؤية الأصلية للمؤلف”.وتوظف الكاتبة طاقاتها اللغوية الأدبية في التعبير وإدارة الحوار، إذ تميل اللغة في بعض المقاطع إلى الشعرية والتكثيف “سنرتدي الريح حتى نجوب الآفاق بحريّة”، أو إلى ما يشبه الحكمة فيما يشير إلى نضج مبكر “هل يعلم من هم بلا ضمير حقيقة فقرهم؟ يعرفون، لا يقتل ضمير الشخص إلا صاحبه”.