الأحد 2024/12/22 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 11.95 مئويـة
أمسية ثقافية عن المبالغات والزيادات في ((المقتل الحسيني))
أمسية ثقافية عن المبالغات والزيادات في ((المقتل الحسيني))
الأخيرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

كربلاء ـ عبدالهادي البابي

بحضور ثقافي وإعلامي واسع أقام نادي الكتاب في كربلاء يوم الأربعاء 13/9 أمسية رائعة للكاتب والصحفي عبدالهادي البابي ألقى فيها محاضرة مهمة عن (المبالغات في قصة المقتل الحسيني) ..قدمه فيها الباحث حسن عبيد عيسى الذي أستهل مقدمته قائلاً :  واقعة كربلاء واقعة تاريخية تضمنتها أمهات كتب التاريخ المعتمدة كالطبري وإبن الأثير والمسعودي واليعقوبي وإبن خلدون وسواهم....وقد شّذ عن جمهرة المؤرخين إبن خلدون الذي ترك صفحة فارغة ولم يكمل سرده للواقعة..إلاّ أن جُّل هؤلاء المؤرخين أخذوا أخبار الواقعة من رواة توارثوها عبر مئات السنين خصوصاّ وأن الراوي الأهم عندهم هو أبو مخنف (لوط بن يحيى الأزدي) ولد بعد الواقعة بعشرين سنة....مما جعلها روايات شفاهية تعرضت الى كثير من التحريف والتزييف والوضع على مدى تلك القرون..! وهناك كتاب عنوانه : (روضة الشهداء) ألفه كاتب فارسي مغمور إسمه حسين كاشفي ..هذا الكتاب الذي كان أول كتاب أسطر قضية الحسين وحولها الى قصة خرافية مفعمة بالمبالغات والمغالطات ..الخطباء الحسينيون إعتمدوا على هذا الكتاب فسمّوه (روضه آخوند) ثم خفف الإسم الى روضه خون..وأستقر عند روزخون..أرى أن الإستاذ عبدالهادي البابي هو أفضل من يحدثنا عن هذه الأسطرة والمبالغات والزيادات كونه مهن الخطابة الحسينية لفترة ودرّسها وألف فيها كتاباّ تعليمياً بعنوان (الخطابة النموذجية) وهو واحد من مؤلفاته السبعة ..أما الباحث الأستاذ عبدالهادي البابي فقد بدأ محاضرته بتتبع مصادر المقتل الحسيني من اللحظات الأولى التي أعقبت الواقعة بعد عام 61 للهجرة ..وذكر أن أول مقتل مكتوب كان بعد عام 100 هجرية على يد القاسم بن الأصبغ بن نباتة ..ثم تلاه مقتل لوط بن يحيى الملقب (بإبي مخنف) وذلك عام 145هجرية ..ثم بدأت قصص الواقعة تتضمنها كتب التاريخ ومدونات السيرة التي كُتبت خلال القرنيين الثاني والثالث الهجري ومنها كتاب تاريخ الطبري وكتاب (الكامل في التاريخ) لإبن الأثير وغيرهم....بعد ذلك ب600 سنة ظهر مقتل جديد سُمي (اللهوف في قتلى الطفوف) وهو لعلي بن موسى الحسني الملقب (بالسيد إبن طاووس)..وكان هذا المقتل على وجازته يُعد من أرقى المقاتل الحسينية لخلوه من التطويل والزيادات والتفاصيل المملة وعدم ذكر الرواة فيه حيث عمد المؤلف لحذف كل تلك الأمور والمتعلقات ولم يُبقي سوى على نص الواقعة دون مبالغة..ولكن يد التحريف والتغيير أمتدت لمقتل السيد بن طاووس وقامت بتغييره وتحريفه والإكثار من الدس فيه لإسباب طائفية ومذهبية وسياسية وحتى لغايات (التجارة بالقضية الحسينية)..!

المشـاهدات 392   تاريخ الإضافـة 23/07/2023   رقم المحتوى 26183
أضف تقييـم