الخميس 2024/5/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
الرحمة والمغفرة من الله في الشعر العربي
الرحمة والمغفرة من الله في الشعر العربي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

              سامي ندا جاسم الدوري

الرحمة تدل على الرقة والعطف والرأفة،وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضًا.ومنها الرَّحِم: وهي عَلاقة القرابة.وقد تطلق الرَّحْمَة، ويراد بها ما تقع به الرَّحْمَة، كإطلاق الرَّحْمَة على الرِّزق والغيث ، والرَّحْمَة رقَّة تقتضي الإحسان إلى الْمَرْحُومِ، وقد تستعمل تارةً في الرِّقَّة المجرَّدة، وتارة في الإحسان المجرَّد عن الرِّقَّة ،وقيل: (هي رِقَّة في النفس، تبعث على سوق الخير لمن تتعدى إليه) ،وقيل: هي (رِقَّة في القلب، يلامسها الألم حينما تدرك الحواس أو تدرك بالحواس، أو يتصور الفكر وجود الألم عند شخص آخر، أو يلامسها السُّرور حينما تدرك الحواس أو تدرك بالحواس أو يتصور الفكر وجود المسرة عند شخص آخر) .قال أبو القاسم ابن عساكر /

بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ مغتنمًا

     ولا تكنْ مِن قليلِ العرفِ محتشما

واشكرْ لمولاك ما أولاك من نعمٍ

    فالشكرُ يستوجبُ الإفضالَ والكرما

وارحمْ بقلبِك خلقَ الله وارعَهُم

         فإنَّما يرحمُ الرحمنُ مَن رَحِما

وللتحلي بخلق الرَّحْمَة فوائد عظيمة،منها : أنَّها سبب للتعرض لرحمة الله جزاء لرحمتهم بخلقه.ومحبة الله للعبد، ومن ثم محبة النَّاس له.وكذلك أنَّ المتحلي بها يتحلى بخلق تحلى به رسولنا صلى الله عليه وسلم.قال الشاعر /

إليكَ إلهَ الخلقِ أرفعُ رغبتي

 وإنْ كنتُ يا ذا المنِّ والجودِ مجرما

ولـمَّـا قسا قلبي وضاقتْ مذاهبي

      جعلْتُ الرَّجا مني لِعفوكَ سُلَّما

تعاظمني ذنبي فلـمَّـا قرنْتُهُ

      بعفوِكَ ربي كانَ عفوُكَ أعظما

وما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنبِ لمْ تزلْ

           تجودُ وتعفو مِنَّةً وتكرُّما

كما أنها ركيزة عظيمة، ينبني عليها مجتمع مسلم متماسك ويعطف بعضه على بعض، ويرحم بعضه بعضًا. وأنها تشعر المرء بصدق انتمائه للمجتمع المسلم، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا )،قال الشاعر /

بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ واللسنِ            

        واشكرْ لربِّك ما أولى مِن المننِ

وارحمْ بقلبِك خلقَ اللهِ كلَّهم      

     يُنلْك رحمته في الموقفِ الخشنِ 

تَوَكّلْتُ في رزقي على الله خَالقِي

          وأيْقَنْتُ أنَّ الله لا شَكَّ رَازقِي

وعلى قدر حظ الإنسان من الرَّحْمَة، تكون درجته عند الله تبارك وتعالى، وقد كان الأنبياء أشدَّ النَّاس رحمة، قال الشاعر /

سامحْ أخاك الدَّهرَ مهما بدَتْ

            منه ذنوب وقعها يعظم.

وارحمْ لتلقَى رحمةً في غد

            فربّنا يرحم مَن يرحم

وأن الرحمة سبب لمغفرة الله تبارك وتعالى وكريم عفوه، كما أنَّ نقيضها سبب في سخطه وعذابه.قال الشاعر /

إنْ كنتَ لا ترحم المسكينَ إن عَدِما

         ولا الفقيرَ إذا يشكو لك العَدما

فكيف ترجو من الرحمنِ رحمتَه

         وإنَّما يرحم الرحمن من رَحِما

وأنها سبب للالتفات إلى المجتمع من الفقراء، والمساكين، والأرامل، والأيتام، والكبار، والعجزة، وغيرهم ، قال الشاعر /

إنَّ منْ يرحم أهلَ الأرضِ قد

        جاءنا يرحمه من في السَّما

فارحمِ الخلقَ جميعًا إنَّما

          يرحم الرحمن منَّا الرّحما

ما أجمل رحمة الله سبحانه وتعالى على جميع خلقه، في السراء والضراء، ومن جمال رحمة الله بعباده قدم الكثير من الشعراء أبيات شعرية وقصائد عن تلك النعمة.قال الشاعر /

إليكَ إلهَ الخلقِ أرفع رغبتي

 وإنْ كنت يا ذا المنِّ والجودِ مجرما

ولـمَّـا قسا قلبي وضاقتْ مذاهبي

         جعلْت الرَّجا مني لِعفوكَ سلَّما

تعاظمني ذنبي فلـمَّـا قرنْته

        بعفوِكَ ربي كانَ عفوكَ أعظما

وما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنبِ لمْ تزلْ

              تجود وتعفو مِنَّةً وتكرّما

إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة.ارحم من في الأرض يرحمكم من في السماء ، قال الشاعر /

تاهَ الفؤاد عنِ الكريمِ ليالياً

      والآنَ يشكو غربةً وذنوبا

ويَروم عفواً للذنوبِ وأوبةً

لِرِحابِ من أعطى الزّهورَ طيوب

ابَسطَ البسيطةَ للأنامِ تكرّماً

    رَزَقَ الهوامَ وطائراً وشعوبا

تهواه أفئدة الكرامِ وإنّني

          أدعوكَ رَبِّ تائباً ومنيبا

إن مظاهر رحمة الله عز وجل بعباده كثيرة، فلقد خلق الله الإنسان وكرمه على المخلوقات الآخرين، ويسر له رزقه منذ أن كان جنين، وألقى الرحمة داخل قلب والدته لكي ترعاه وتهتم به، فمن رحمة الله بالإنسان خلقه في أفضل صورة، قال الشاعر /

إن كنتَ ترجو مِن الرحمنِ رحمتَه

   فارحمْ ضعافَ الورَى يا صاحِ محترمًا

واقصدْ بذلك وجهَ اللهِ خالقِنا

        سبحانَه مِن إلهٍ قد برى النَّسما

واطلبْ جزا ذاك مِن مولاك رحمتَه

            فإنَّما يرحم الرحمن مَن رحِما

 

 

المشـاهدات 784   تاريخ الإضافـة 13/08/2023   رقم المحتوى 27596
أضف تقييـم