الأربعاء 2024/5/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
العنف الأسري ضد الأطفال، مشكلة تتفاقم بانعدام الرحمة وغياب القانون
العنف الأسري ضد الأطفال، مشكلة تتفاقم بانعدام الرحمة وغياب القانون
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.صدام العبيدي
النـص :

يقصد بالعنف الأسري ضد الأطفال، كل أشكال الإيذاء والتجاوز وإلحاق الضرر البدني أو النفسي أو الإساءة للأطفال بما في ذلك الإساءة الجنسية من قبل الأبوين أو غيرهم من مقدمي الرعاية لهم. وقبل الكلام عن العنف الأسري ضد الأطفال لا بد من تعريف الطفل، فنقول: الطفل في لغة العرب البنان، والصغير من كل شيء، وهو الولد حتى البلوغ، وعرفت اتفاقية حقوق الطفل التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989 في المادة الأولى منها الطفل: بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر ما لم يبلغ سن الرشد. والعنف الأسري ضد الأطفال يعد من أهم المشكلات التي تعاني منها المجتمعات في عصرنا الحاضر؛ لما يترتب عليه من أثار سلبية خطيرة، فالأطفال هم عماد المستقبل، وتركهم فريسة للعنف تدمير لهم، وإضعاف من ثقتهم بأنفسهم. وقد ازداد العنف الأسري ضد الأطفال بشكل كبير في الوقت الحاضر، فوفقاً لدراسة منظمة الصحة العالمية اليونيسف لعام 2019 أن هناك ثلاثة من أربع أطفال ما بين أعمار سنتين إلى أربع سنوات يتعرضون للعنف الجسدي من قبل أهليهم بشكل مستمر في كل أنحاء العالم، وفي العراق شهد عام 2021م (1141) دعوى عنف أسري ضد الأطفال بحسب البيانات الرسمية، ويرجع العنف الأسري ضد الأطفال لعوامل كثيرة منها وجود مشكلات بين الوالدين، والتفكك الأسري، وجهل المربين بطرق التربية، والفقر والعوز والبطالة تلقي بظلالها على الحالة النفسية للأب أو الأم، كما أن تعاطي الأبوين أو أحدهم للمخدرات من أسباب هذه المشكلة الخطيرة، لذا نجد العشرات من الأطفال الذي تعرضوا للتعذيب منها ما يظهر للعلن عن طريق الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي ومنها ما لا يظهر، ومن الحوادث التي أججت الشارع العراقي حادثة الطفل محمد الذي نال التعذيب على يد والده، وحادثة المرأة التي رمت طفليها من أحد الجسور في نهر دجلة في بغداد، وأخره هذه الحوادث التي هزت الشارع العراقي، وأشعلت موجه من الغضب العارم حادثة الطفل موسى ابن السبع سنين الذي إذاقته زوجة أبيه صنوف وأنواع العذاب، وبشكل يومي حتى أنتهى به الحال إلى أن أصبح جثة هامدة، فصعدت روحه الطاهرة تشكو إلى بارئها ظلم زوجة أب غادرت قلبها الرحمة، وتجردت من القيم الإنسانية، وأب مهمل لم يبال بما يتعرض له فلذة كبده لأنواع التعذيب الجسدي والتي بأن آثارها على جسده الصغير، هذه الحادثة وأمثالها تبين لنا انعدام الرحمة عند بعض الناس، وتخلي أصحاب المسؤولية عن مسؤولياتهم التي أمر بها الشرع والقانون والعرف، فرسولنا عليه الصلاة والسلام أمر بأداء الأمانة وتحمل المسؤولية فقال: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". وأمر أيضاً بالرحمة، فقال عليه الصلاة والسلام: "الراحمون يرحمهم الرحمن أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء...". كما أمر عليه الصلاة والسلام بملاطفة الضعيف واليتيم والمسكين والمنكسر، فقال: "اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة". ومعنى قوله أحرج يعني أُلحق الحرج والاثم بمن ضيع حق الضعيفين المرأة واليتيم، وفي هذا تحذير من النبي عليه الصلاة والسلام من التعدي على حقوق هؤلاء لضعفهم وقلة حيلتهم، ولكونهم لا يستطيعون أن يأخذوا حقهم أو يدافعوا عنه، ومثل اليتيم الطفل لكونه ضعيف لا يستطيع أن يدافع عن نفسه.كما أن عدم تشريع قانون خاص بحماية الأطفال ضد العنف في العراق ساهم في إزياد مشكلة العنف الأسري ضد الأطفال وتفاقمها، فعلى الرغم من أن نصوص قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 وقانون رعاية الأحداث رقم 76 لسنة 1983 قد جرم الكثير من الأفعال التي فيها اعتداء على الأطفال والاحدث إلا أنه تبقى الحاجة قائمة لتشريع قانون لحماية الأطفال ضد العنف كون مثل هذا القانون يعد ضمانة لحقوق الطفل، ومحاولة للقضاء أو على الأقل الحد من مشكلة العنف الأسري ضد الأطفال تماشياً مع الفقرة (أولاً/ب) من المادة (29) من دستور جمهورية العراق لسنة 2005، وتفعيلاً للفقرة (ثانياً) من ذات المادة وانسجاماً مع المادة (5) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948.

 

المشـاهدات 278   تاريخ الإضافـة 15/08/2023   رقم المحتوى 27738
أضف تقييـم