النـص : أعظّم الله لـكـم الأجـر بـمحرم الـحـرام وصفر ..وهـذين الـشهـرين مائزان بعدة ميزات وخصائص تجعلهما مميزين عن باقي الأشهر وتجعل للشهرين خصوصية في نفوس كل من يتصف بصفة الإنسانية لأن فيها قضية هي أسمى من قضية المذهب وإنما قضية ترتبط بالإنسانية جمعاء ,أي ان كل من يتصف بهذه الصفة يستشعر بأن لهذه القضية أثر في قلبه وهذا الأثر يكون له بعداً آخر في شهري محرم وصفر, لأن قد تتردد في أذانه أو في قلبه النقّي نداء النصره الذي أطلقه سيد الشهداء الحسين( ع) (( إلا من ناصر ينصرنا )) على اعتبار ان لهذا النداء معنى خاص ومعنى عام.. قد يكون التصور الدائم أن الحسين(ع) قد نادى بهذا النداء في ساحة المعركة وأراد من يناصره في ساحة المعركة .لكن لهذا النداء معنى أخر وأبعد من ذلك بكثير على اعتبار أن الأمام (ع) كان عالما ومدركاً بأن السنّة الآلهية قد جرت على قتله في تلك الساعة.وكان عالما بأن الجميع سيقتل من أصحابه وأهل بيته إلا تلك الثّلة التي أراد الله سبحانه وتعالى أن تمارس دورا آخر ، و لكنني أقول أن هذا النداء لازال مستمرا ومتجددا وكثير منكم يشاطرني الرأي,أي أن الأمام أراد بالنصرة..النصرة في المبدأ والمنهج الذي خرج من أجله (ع),لذلك نشعر إن هذا النداء مستمر ومتجدد وعلى مــر العصور والدهــور.على كل إنسان أن يعتبر من النداء ويجد من المناصر أو المستعد أو المتخاذل عن تلك النصرة .. او من يريد الوقوف على التل !! لذا فأن الأمام يكرر ويكرّس هذه القضية عندما يقول ( ماخرجت ......إلا لطلب الإصلاح في أمة جدي ) على اعتبار ان النهي عن المنكر والأمر بالمعروف يعتبر المحورية في كل التكاليف ..فنجد في الصلاة او في الصيام إذا لم يتلازم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لافائدة فيها,وكل العبادات كذلك ، فالمحورية فيها هو الامربالمعروف والنهي عن المنكر.أن المسألة متعلقة بنا جميعا..من يكون الملبّي لذلك النداء ؟ ..ليست التلبية الكلامية أو اللفظية فعندما نزور المشاهد المقدسّة المشرّفة ولاسيما مرقد أبا الأحرار(ع) في العاشر من محرم او في الزيارة الاربعينية، نشاهد الكثير بل الملايين تلبي ((لـبـيـك يـا حـسـيـن))((لبيك ياداعي الله)) كلا..هناك تلبية أخرى تنطلق من القلب وتكون مستعدة فيها جميع الجوارح لتحقيق تلك النصرة وهذه النصرة تكون على مختلف المستويات كل منا حسب موقعه. نحن على الدوام نردد (كذب الموت فالحسين مخلد... كلما مر الزمان ذكره يتجدد) فما دام الذكر يتجدد فلابد من تلبية نداء النصرة وبتجدد .. فان ريحانة المصطفى(ص) لايريد البكاء و اغلب مايمارس من الشعائر التي نمارسها أونشاهدها أو نسمع بها بل يـريـد الالتزام بتعاليم الإسلام كي نرتقي ونسمو بمعاني الانسانية ....والوقوف ضد الطغيان والظلم واهله ..ونصرة الشعوب والفقراء منهم ..
|