
![]() |
بالرغم من الرحيل المبكر يبقى الفكر متأججا يافعا |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : علوان السلمان لقد قيل مرة(عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العاشقين..).. ـ واللحظة ندعو الموتى أن يخرجوا رؤوسهم من القبور ليروا ما فعلنا بعدهم، وما كنا على وشك كتابته ولم نكتبه لأنّنا نخاف الاقتراب من الوجع ومن الغياب..) ـ رحل الخياط وغاب عن مشهد الحياة بصمت، لكن فكره المبثوث في اروقة محطاته الثقافية ما زال متأججا يافعا يحمل الراية ويقود المسير إلى حيث المجد فالبقاء الاخلد للقلوب الاليفة صاحبة الانجاز والابداع ومدينة البرتقال شاهدنا القريب... الذي نرى فيها عملية الخلق الشعري التي هي نتاج محصلة قواه الفكرية ومكتسباته الحياتية ورؤاه الخاصة عبر العام والإنساني.. وتجربته عبر الالتقاط الواعي والحضور التام للأشياء في الواقع، إذ إن الوعي الواقعي لا يكون مفهوماً إلا إذا كان منطوياً على وعي فني.. لأن الوعي يعني المعرفة والتخيل في آن واحد كما يقول برونوفسكي، وهذا يتطلب عدم الفصل بين الشكل والمضمون بل النظر إليهما كوحدة واحدة وهنا يكون حضور القصيدة عند الخياط ... ـ جمهوريته التي تكشف عن رؤية تتصل بطبيعة الذات وتكوينها الفكري مع استيعابها لحركة الواقع بتناقضاته بتوظيف لغة تعبيرية تعتمد الالفاظ الموحية.. المكتظة بدلالة تاتيها من الخارج..كون (الكلمة التي ورثناها لا تعبر عن كثافة انفعالية أو رؤيوية، بل عن علاقة خارجية..)على حد تعبير الشاعر ادونيس.. صاحبت القناطر ألفتها فما عادت الأنهار تجهلني تقدُّ قميصي كلَّ ليلةٍ من الجهات أربعها.. ولا أقول (ربِّ السجنُ أحبُّ إليَّ) /ص19 فالخطاب الشعري يقوم على مدركات عقلية تكشف عن وعي فني وحس شعري تؤطره وحدة موضوعية وتمنحه عمقا دلاليا.. بتوظيف ضمير المتكلم (الأنا) واعتماد تقنية التناص القرآني وخلق صور مكتظة بدلالتها الرمزية (يوسف الصديق) ليجعل منه مغايرا مبنى ومعنى.. فيكشف عن وعي فني وحسي شعري يتجلى في الالفاظ وموقعها من السياق مع وصف تجريدي يعكس رؤى الذات المنتجة تجاه الكون وموجوداته بتطويع مفرداته وبناء مشاهده الصورية بوعي يكشف عن قدرة في تسجيل اللحظة عبر لغة التعبير المتجاوزة للغة التقرير.. للكشف عن العواطف والانفعالات الكامنة في ذات والذات الجمعي الاخر.. ـ لقد امتازت نصوص الخياط بحركتها واعتمادها الجمع بين الشيء ونقيضه أساساً في نظمها فهي منطلقة من بساطة تجربته وعمقها، ووضوحها وغموضها بصدق شعري وجمال فني.. إذ إن بناء الصور الشعرية على المتناقضات يعني أن الشاعر يريد تصوير الصراع النفسي والمجتمعي الحاد مما يبلور عنده الوعي في ضرورة رفض الحرب وضبابية الأجواء والإحساس بضرورة التغيير نتيجة القهر المفروض الذي يعيشه والمجتمع بحكم السلطوية والكبت المستمر لأن السيوف مشرعة على الأعناق.. ذاتَ حربٍ) غفوت تحت شُرفة الحدود ومن غفلتك او إغفاءتك غادرتك الأحلام المســعدة فأحلامك الأنيقة لم تعد على رفِّ الذاكرة والفراشات – كقصائدك – تبكي)/ جمهورية البرتقال ص81 -82 ـالخياط الطبيعة في مستهل نصوصه ديكورٌ هادئ وخلفية شفيفة ناعمة وظفها الشاعر توظيفاً نفسياً واجتماعياً وفنياً تتسم بالصدق الفني.... اذ إنه يختار (البستان) من بين مظاهر الطبيعة بعد أن خبره وعاش حياته وعرف أسراره وعلاقاته فنضج معه في تجربته الفكرية والاجتماعية فاختاره كمظهر من مظاهر الحياة: اكتب قصيدة تتمنى لك القفول إلى البساتين... فالبساتين... فندقٌ مشاعٌ للشعراء والسكارى البساتين... ليمونٌ وأنين البساتين... ملاذ الساسة والعشاق والكلاب البساتين... بلا سقوف تنوء بكل الأسرار البساتين... لا تنام ولا تموت... فصور الشاعر المقترنة بالتكرار الدال على التوكيد والمضفي على جسد النص موسقة مضافة تتحرك بدينامية فاعلة ..حاملة في طياتها الواقع.. والحلم.. مضيفة حساً إنسانياً على الحياة بفعله المتحرك عبر صور الواقع، فهو يريد أن يوصل الإنسان المقهور إلى تاريخه حتى يتمكن من رؤية الواقع، فالرؤية في نظر الشاعر غائمة.. مضببة الأجواء... ـ اخيرا ما لنا الا ان نستذكر قول الشاعر احمد شوقي: انا من مات ومن مات انا لقي الموت كلانا مرتين نحن كنا مهجة في بدن ثم صرنا مهجة في بدنين
|
المشـاهدات 341 تاريخ الإضافـة 27/08/2023 رقم المحتوى 28035 |