النـص : السدود هي منشأت هيدروليكية ضخمة وكبيرة وتكلف اموالا طائلة اضافة الى وقت طويل جدا ما بين الدراسات والتحريات قبل الانشاء ومن ثم توفير الاموال لغرض بنائه وقد تستغرق العملية سنوات طويلة ومن بعدها تاتي مرحلة املاء السد بالمياه لغرض خزنها والاستفادة منها ،ان تاريخ الاخطاء في سجلات السدود الاملائية حافل بالكثير منها وكذلك انهيار بعضا منها يؤدي الى خسائركبيرة في الارواح والممتلكات ولذلك برزت الحاجة الى تكثيف الجهود من اجل مراقبة وتفتيش هذه السدود وذلك من خلال اقامة الدورات والورش التدريبية الخاصة بهكذا اعمال .ان افضل تعريف للسدود الاملائية هي التي يتم انشائها من المواد الطبيعية الموجودة بالقرب من السد وتكون اما من التربة او بعض الصخور الركامية وقد تكون مشتركة بينها في كثير من الاحيان ووفقا لمتطلبات التصميم الاساسية للسد .من فوائد هذه النوعية من السدود هي كلفتها الواطئة اذا ما قورنت بالسدود الكونكريتية ، وعموما فأن متطلبات المصمم تعتمد بشكل رئيسي على الطبيعة الطوبغرافية والجيولوجية للارض وتوفر المواد الخاصة بالانشاء اضافة الى الفائدة الرئيسية للسد فقد تكون خزنية او لاغراض توليد الطاقة الكهربائية .الغرض الرئيسي للتفتيش هو زيادة معامل الامان لهذه السدود ولذلك من المهم تدقيق المساحات الاملائية للسد اضافة الى تدقيق الميول مع المخارج الخاصة بالمياه وبكل الاتجاهات ولمسافات متقاربة وبدون اهمال اية تفصيلية مهما كانت صغيرة ومعالجتها قبل تضخمها ووصولها الى مراحل حرجة قد تكلف اموالا طائلة وازدياد معامل الخطورة ، لذلك هناك ادوات كثيرة وبتقنيات عالية لغرض مراقبة السدود مثل البيزومترات وهي عبارة عن اجهزة تراقب ضغوط الماء .مثل سد الموصل ، اضافة الى وجود اجهزة اخرى لقياس الحركة الافقية والعمودية ومن ثم تخضع هذه القراءات الى تحليل من قبل المهندسين ومقارنتها مع الحدود التصميمية المسموحة ، وفي حالة اجتيازها لهذه المحددات فان ذلك يستدعي الى اتخاذ اجراءات لضمان العودة الى الحدود التصميمية للسد .تتعرض السدود الى الكثير من اعمال النضح للمياه وهنا تتم عملية التأكد من هذه المياه فيتم فحص نوعيتها وكميتها فأن كانت تحتوي على دقائق من الاتربة او الاطيان فهذا معناه وجود ذوبان في هذه الاملائيات اما عن الكمية فأن زادت عن حدها الطبيعي فهذا معناه وجود خلل ما يتطلب معالجته .ظهور التشققات في بعض السدود قد يسبب بعضا من المشاكل ان لم يتم تداركها ومعالجتها بالشكل السريع ، فان تفاقم هذه التشققات قديؤدي الى انفصال كتلة من التربة عن مكونها الاصلي والتي من المفترض بأن يكون السد كتلة واحدة متجانسة .اما عن المخارج للمياه فمعظمها تكون من الكونكريت ومن ابرز المشاكل هي عملية الربط بين الكتل الكونكريتية للمخرج وبين التربة الاملائية للسد وهذه تحتاج ااى مراقبة دورية مستمرة .قد يحدث في بعض الاحيان عدم استقرارية لبعض من اجزاء السد وبالتالي يحصل هبوط في بعض الاماكن والتي يمكن ملاحظتها بسهولة مع خط المياه للسد وهنا يجب على المهندسون مراقبة هذا الهبوط ومعالجته مع بحث اسبابه .من القضايا المهمة التي قد تؤدي الى مشاكل في الاملائيات الخاصة بالسد هي وجود بعض الاعشاب والحشائش على سفح السد وخاصة في منطقة مؤخر السد وهذا مؤشر بأن التربة تحتوي على كمية مياه اي انها تشبعت من النضح وهذا قد يؤدي الى انزلاق الكتلة الخاصة المشبعة ومن ثم انهيار للسد .من المتعارف في السدود بأن المشاكل الرئيسية التي تؤدي الى انهيار سد ما ، هو النضح والطفح وهذه الحالتين هما من اكثر الاسباب شيوعا .تفتيش السدود يجب ان لايقتصر فقط على الاجهزة الحديثة وانما المشاهدة اليومية ووضع سجل خاص بكل الاحداث الخاصة بالسد ولا ننسى ان اعمال الصيانة المستمرة هي التي تجعل من السد اطول عمرا واكثر امانا .
|