الجمعة 2025/5/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نيوز بار
ملاحظات عن مشاهدات عشوائية (5)
ملاحظات عن مشاهدات عشوائية (5)
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

صلاح سرميني/باريس

 

الخلبوص :

 

كان المُفترض أن أشاهد فيلماً بعنوان "زيكو"، ولكن، وجدته فيلماً آخر، بدون عنوان، وقلت لنفسي خلاص، كمّل شوف إيه الحكاية .. وكملت، وبعدها عرفت بأنه فيلم "الخلبوص" للمخرج إسماعيل فاروق، وإنتاج عام 2015.

كارثةٌ فنيةٌ، أو بالأحرى كوارث، كيف يسمح مخرجٌ لنفسه أن يقدم فيلماً كهذا؟

الطريف، بأنني في الفيلم لم أتعرّف على قاهرة أعرفها منذ أن وعيّت على السينما المصرية، ولا تلك التي عشت فيها سنواتٍ طويلة، وبعد ذلك زرتها عشرات المرات.

ما شاهدته في الفيلم قاهرةٌ لا أعرفها، فيها ملامح من مدن إمارتية: الشارقة، أبو ظبي، دبي.

شخصياتٌ لا أعرف عنها شيئاً، هل هي موجودة فعلاً في مصر؟

أجواء غريبة أشاهدها في الأفلام الأجنبية فقط بشكلٍ أفضل.

ديكورات منازل، ومقاهي عصرية بشعة تظهر أذواقاً رديئة.

هل هي ديكورات بيوت، وفيلات، ومقاهي، وأماكن ترفيه، أم أنها ديكورات محلات حلاقة، وملابس، وفضاءات في المتاجر الكبرى؟

هذا غير الدروس السلوكية، والتربوية البذيئة المتوفرة في الفيلم، والتي يمكن أن يقلدها أيّ جيل يريد أن يخفي تخلفه بكل ما هو عصريّ شكلياً.

الأخطر، وما كنا نفخر به، ويميزنا عن الغرب الفاسد، .... العائلة.

العائلة غائبةٌ من هذه الأفلام.... وكأننا تخطينا العلاقات الاجتماعية في بلدان شمال أوروبا، ونسيناها تماماً

والأهمّ، الفيلم من إنتاج 2015، وأتساءل كيف هو حال أفلام 2023؟

 

أنياب :

 

فيلم "أنياب" إخراج "محمد شبل"، وإنتاج عام 1981 واحدٌ من الأفلام النادرة الاختلاف في المشهد السينمائي المصري، والعربي، هناك خلطةٌ طريفةٌ في هذا الفيلم، ومنها :

يجمع بين التجريب النخبوي، والتوجه الجماهيري.

من إنتاج شركة أفلام مصر العالمية "يوسف شاهين"

محسن نصر مدير تصوير، عادل منير مونتير، عاطف الطيب مساعد مخرج....

وعلى الشاشة: أحمد عدوية، علي الحجار، منى جبر.... وحسن الإمام.

تمصير لأسطورة دراكولا، وإسقاطها على المجتمع المصري في الثمانينيّات.

رعب، مصاصو دماء، زومبي، كوميديا موسيقية، رقص، غناء..... واقتباساتٌ من هنا وهنا، ومنها التعبيرية الألمانية...

سذاجةٌ، وجديةٌ، وقضيةٌ مجتمعيةٌ مصيرية...

الطريف في هذا الفيلم (الثوريّ شكلاً حتى يومنا هذا) بأن مصاصي الدماء، وقبل أن يكون الحاكم، والنظام نفسه.. هم : السمكري، الطبيب، مدرّس الدروس الخصوصية، الميكانيكي، سواق التاكسي.....باختصار : الشعب، وأيضاً مصاصو الدماء في القصر..

أتذكر فشل الفيلم نقدياً، وجماهيرياً، اليوم، وبعد مشاهدته، أفهم لماذا يرفض الجمهور المصري مثل هذا النوع من الأفلام.

كيف تدعوه إلى مشاهدة فيلم، وتقدم له رسالةً واضحةُ بأنه هو نفسه مصاص دماء...كل واحد يمصّ دم الآخر.

والطريف، بأن المخرج يمصّ دماء الجمهور عن طريق أسلوبٍ تجريبيّ لم يعهده من قبل أبداً، ولا أعتقد بأن جمهور اليوم سوف يتسامح معه (مع أنه فيلمٌ يستحق إعادة الاعتبار له نقدياً على الأقلّ).

توفى المخرج "محمد شبل" في سن مبكرة، هل كان موته صدفةً؟

 

الفرح :

 

فرحٌ تحوّل في نفس الليلة إلى مأتم.

هل يمكن اعتبار كلّ ما تُنتجه (عائلة السبكي) في مصر أفلاماً سيئة؟

وهل هناك معايير للفيلم السيء، والفيلم الجيد؟

ومن يُحدد هذه المعايير، الجمهور، أم النقاد؟

وهل هناك فيلمٌ سيءٌ بالمُطلق؟

والكثير من الأسئلة التي خطرت ببالي، وأنا أشاهد الفيلم الروائي المصري "الفرح" للمخرج سامح عبد العزيز، وإنتاج عام 2009.

أكثر ما يُلفت الانتباه في هذا الفيلم، هي الحارة المصرية، وسكانها بالُمُقارنة مع الحارة، وسكانها في الأفلام المصرية القديمة: العنف.

العنف بين الزوج، وزوجته، بين أفراد العائلة، بين الأولاد، بين أهل الحارة، بين الأجير، وصاحب العمل، بين الغني، والفقير، بين الصغير، والكبير ..

كلّ شخصية في الفيلم تحاول أن تضع الآخر في مرتبةٍ أدنى، وبالآن ذاته، تحاول كسب مرتبة أعلى، كل شخصية في الفيلم تُحذّر من الآخر، وتحذر منه..

ومع ذلك، في المشهد الأخير، وفي الدقائق القليلة التي تظهر فيها العناوين الختامية، يقدم السيناريو مشهداً مغايراً تماماً لما شاهدناه طوال الفيلم، ويُعيد (سينمائياً) بعض الجوانب الإنسانية للحارة، وسكانها، أو يقدم نسخةً أخرى مكثفةُ من الأحداث، وكأن كل ما حدث لم يحدث، وليس أكثر من حلم، أو احتمال.

كانت الحارة في الأفلام المصرية القديمة، وحتى اليوم تُلهمنا، تُعلمنا، وتوّجهنا نحو الأفضل إنسانياً، حيث تأثرنا بها جميعاً حتى أنها كانت المُحفزّ الأكبر للعيش في مصر، أو على الأقلّ محاكاة الحياة فيها.

على عكس الحارة في الأفلام المصرية الجديدة (ولا أعرف منذ متى بدأ هذا التحوّل) والتي تجعلك حذراً حتى من الاقتراب منها، أو التعامل مع سكانها، ورُبما يتفاداها حتى من يعيش في مصر.

 

 

ساعة، ونصّ :

 

المفاجأة الأخرى أن يكون فيلم "ساعة، ونص" من إنتاج عائلة السبكي عام 2012، وإخراج وائل إحسان.

فيلمٌ يستحقّ إعادة النظر فيه كواحدٍ من الأفلام المتفردّة في السينما المصرية، والمختلفة.

هل هذه غلطة من غلطات السبكي، أم ترضيةٌ للنقد السينمائي الذي مع كل فيلم تفيح منه رائحة العفن ينهالون بسواطيرهم، وسكاكينهم عليه، ويمزقونه مشهداً مشهد.

 

المشـاهدات 416   تاريخ الإضافـة 13/09/2023   رقم المحتوى 28952
أضف تقييـم