السبت 2023/9/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
التشكيل العراقي .. بجماعاته الفنيّة
التشكيل العراقي .. بجماعاته الفنيّة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبد الحميد
النـص :

غدا (الثلاثاء) 19 أيلول يُفترض أن تكون الصفحة الثقافية لجريدة المدى قد نشرت الجزء الثاني من الإستطلاع الذي أجراه الزميل الكاتب والناقد السينمائي "علاء المفرجي"عبر سؤاله الحاد بحافاته المُسننّة،أن "لماذا اختفت الجماعات الفنية من المشهد التشكيلي العراقي وما كانت اهميتها ؟"،وحدّد الإجابة ما بين 250 الى 300 كلمة،كنتُ أحد المُستطلعِلين بحكم صلتي القريبة والمباشرة بالمتابعة والكتابة في التقييم والنقد التشكيلي،أثار سؤال علاء "أبا نادين" عندي الكثير من مشاعر الحزن والشجن  لما آل إليه حال وحاضر ومستقبل هذه الجماعات الفنية التي لعبت دورا مهماً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻨﺫ ﻤﻁﻠﻊ ﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ القرن الفارط -"على حدّ تعبير أخوتنا في المغرب العربي- عبر سعي تلك الجماعات صوب ترسيخ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ المحليّة ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ من خلال الرسم والنحت،ومن ثم بعد ذلك الخزف"السيراميك" وكافة مقتربات فنون التشكيل،من أجل ﺒﻠﻭﺭﺓ ﺁﻓﺎﻕ ﺠﺩﻴﺩﺓ، بإعتماد ﺭﺅﻯ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ،تلك التي ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻤﻥ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺠﻤﺎعة ﺍﻟﺭﻭّﺍﺩ/ جماعة  ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻟﻠﻔﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ/ وجماعة ﺍﻻﻨﻁﺒﺎﻋﻴﻴﻥ وما تلاها من محاولات أمتدّت بالسعي والتوسيع نحو ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻔﻨﻴﺔ أخرى برزت و برعت في ﺴﺘﻴﻨﺎﺕ  ذلك ﺍﻟﻘﺭﻥ معززة من أﻁﺭ وسونح ﺍﻻﺸتغال بإنساق هذا الحقل الجمالي المعرفي،وصولاً الى السبعينات والثمانيات،

إلأ أن ذلك المدّ قد توّقف أو  شّح  إلى حدًّ كبير ولافت بسبب ما مرّ به العراق من أكتظاظات ظروف ومتوايات حروب وحصارات،أبان التسعينات عبر ما نتج عن ذلك من تداعيات وتكاثف ظلالٍ قاتمة، ولعل من ثوابت المعلوم بان جميع الحقائق بهذا الكون الذي يسكُننا ونسكنه هي نسبية،وليس من مُطلق فيه سوى الموت والتغيير،وما مرد هذا التسبيب وذكر دواعيه، بخصوص ما يتعلق بفحوى ذلك السؤال الإستطلاعي الذي أطلقه علاء؟ أحس بلب وجوهر  الجواب يكمن بعوامل وفواعل "التغيير" الذي يكاد يجانب أو يحاذي موضوعة "الموت" في مثل هذه الحالات و تداعيات ظروف ما ينتج عنها،ولعل تنازع سكرات الموت  والتقليص بالغياب حدّ الاضمحلال لهذة الجماعات ومثيلاتها  كانت قد أنكشفت ملامحه قبيل ما حصل من تغيير في عراق/ نيسان 2003 متمثلاً بحقبة  إحتلاله الامريكي البغيض،الذي وسّع وأكمل ما قد بدى من هوة بتناقص كبير لأعداد القاعات الفنية الرسمية منها والأهلية إلى حدًّ كبير جدا،يكفي أن نذكر-هنا- بوجود أكثر من أربعين قاعة  خاصة للعروض في بغداد -فقط -، كما ويكفي أن نذكر ما لأثر قاعة بغداد المحاذيّة  لفندق فلسطين ميريديان بوسط بغداد تلك  التي أسسّتها و أدارات جميع شؤونها الجمالية وأنشطتها الثقافية والفكرية الفنانة التشكيلية الكبيرة سميرة عبدالوهاب ،فضلاً عن الهدف الابرز لدواعي التأسيس تمثّل بإقامة عروض مبهرة لأبزر الفنانني العراقيين والعرب،وهذا بإعتقادي من جملة ما أثّر-بدوره- على مثل تلك الجماعات ،وأسهم بتقليل دافعية الميول والاستجابات الخاصة بالتشكيليين على نحو واضح ،يصاف الى ذلك أن طبيعة التغيير العاصف الذي أصاب العراق بعد احتلاله والذي هيّأ بشكل وأخر لفرض أشكال العولمة  ونتائجها الفارضة لقيم وسواعي ذوبان الهوية المحليّة،بمحاليل الهويات العامة والعالميّة ،كواحد من أبرز شروط ما يطلق عليه ب"الامبريالية الثقافية"،والتي كنتُ قد ناقشت بعض جوانبها في سياق عمودي السابق "نقّار الخشب" ليوم الخميس الماضي من 14أيلول الجاري.

 

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 162   تاريخ الإضافـة 17/09/2023   رقم المحتوى 29163
أضف تقييـم