2023 ولا زالت عيون العراقيين ترقب بحزن شديد متأملة أن هذا العام سيختلف عمّا سبقه من الأعوام وستنتهي معاناتهم خلال هذا الفصل .إنه صيف العراق الأقسى والأشد حرارة، أصبحت محافظات العراق تتصدر المراتب الأولى بأعلى درجات الحرارة في العالم، الأمر الذي يجعل المعاناة الإنسانية مستمرة.العديد من حالات الوفيات تحصل كل عام من مختلف الفئات العمرية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، مظاهرات واحتجاجات في كل عام تهاون بأرواح المواطنين على عاتق من ستقع المسؤولية.بنية تحتية مدمرة بعد الحروب التي مر بها العراق، دخول الأميركان 2003 إضافة لحرب العراق ضد الإرهاب (داعش) وحسب تقرير أعده مركز الدراسات الاستراتيجية الدولي الأميركي بعنوان فرص العراق المهدورة.إن حرب العراق ضد الإرهاب كلفه ما يقارب 7 مليار دولار بعد ضرب أكبر محطة لتوليد الطاقة (بيجي)، إضافة لنسبة دفع المواطنين لفواتير الكهرباء التي تتراوح لعشر واحد فقط، بينما معدل ربح المولدات الأهلية 4 مليار دولار سنويًا حسب إحصائية لعام 2018.أصبح الأمر يبدو من سيء إلى أسوأ، احتياجات في مختلف المحافظات العراقية خاصة بعد زيادة الطلب على الطاقة بنسبة تتراوح 7-10 % سنويًا لتجهيز الطاقة.إنه التحدي الأكبر الذي يواجه العراق لانهاء استيراد الطاقة من الخارج والاكتفاء بالطاقة المحلية تلبية لجميع احتياجات المواطن من الطاقة، لأنه يمتلك كافة المقومات والامكانيات التي تجعل منه مكتفيًا ذاتيًا.إن للعراق دخل متوسط لامتلاكه خامس أكبر خزين احتياطي للنفط في العالم وله مصادر محلية ضخمة للوقود.لازالت حلول الحكومة ترقيعية، حلول الحكومة أشبه عقاقير المخدر الموضعي، حيث في مؤتمر القمة الثلاثي الذي عقد في بغداد 2021 تم التعاقد مع مصر لاستيراد الطاقة، وصرح رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي في العام ذاته أن العراق أنفق ما يقارب 81 مليار دولار على القطاع الكهربائي لكن الفساد كان عقبة قوية أمام توفير الطاقة للناس بشكل مستمر..إن هذه الأرقام الخيالية والمخيفة التي تهدر دون الوصول إلى أساس المشكلة وعلاجها على الرغم من أنها كافية لتوفير ضعفي من هذه الطاقة.من أبرز المفارقات التي أثارت حفيظة المواطن هو تصدير النفط الخام واستيراد الغاز الذي هو من مشتقات النفط الخام من الخارج.لانهاء أزمة الكهرباء والقضاء عليها يجب على الحكومة أن تنسق مع المواطن وتنظم الطاقة بالخصخصة مع مراعاة مستوى الدخل لدى الطبقات الفقيرة، غير ذلك ستتفاقم الأزمة .