النـص : ** لكثرة ما تحدثنا عن الفساد وملفاته وأجهدنا أنفسنا بالبحث عن قضاياه ومواطنه، وتأكد لنا تغوله واستشراءه حتى لم يعد غريباً ان نذكر ملفاً جديداً أبدع الفاسدون باختراع اساليب مبتكرة للاستحواذ على المال العام من خلاله، وصار كل ما يذكر يعني الشيء الكثير ...
** وفي خضم هذا الهوس الشعبي والسياسي في تناول الفساد وقضاياه الذي أحلناه من دون قصد الى ظاهرة سطحية بل صوره البعض على انه جزء من الثقافة المجتمعية ليسوغ انتشاره وبالتالي يضفي عليه مشروعية عرفية تعطل الآليات القانونية في المحاسبة والمساءلة ، اغفلنا المعالجة العميقة التي تقطع دابره وتمنع تمدده على الثروة الوطنية ، فتجاهلنا الكشف عن الوسائل التي يعتمدها الفاسدون باختراق الحدود الشرعية والقانونية ولم نسلط الضوء عليها ولم ندعو للوقوف على اهم مسبباتها ، مما ادى الى تعلقنا بالظاهر ولم نسبر غور المشكلة المنتجة لها.
** التوهم ان العبارات القائمة التي تتضمنها البيانات الاعلامية لمكاتب كبار المسؤولين، هي طريقة صحيحة لأداء اعلامي يخدم المسؤول، فيه اضرار كبير لأنه يفسح المجال واسعاً للتأويلات والتكهنات ويدفع بوسائل الاعلام للبحث عن المعلومات في الأروقة الخلفية والكواليس، مما يجعلها عرضة لتناقل معلومات غير دقيقة غير ملامة عليها بعد أن اغلقت بوجهها البوابات الناقلة للخبر اليقين.
|