
![]() |
مهرجانات السينما العربية في أوروبا |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : حوارٌ قديمٌ ما يزال جديداً أجرى الحوار: رانيا يوسف لم أعدّ أتذكّر تاريخ هذا الحوار الذي أجرته معي عن بُعد الصحفية المصرية رانيا يوسف، وحتى لا أعرف في أيّ وسيةٍ إعلاميةٍ تمّ نشره، ولكنني وجدت نسخةً منه في أرشيفي بدون أيّ مقدمات، أو تعريف، وبالقراءة من جديد، تبيّن لي بأن كلّ المعلومات التي ذكرتها في إجاباتي ما تزال سارية المفعول ماعدا تغييراتٍ إدارية شاملة في مهرجان الفيلم العربي (روتردام/هولندة)، واختفاء بعض مهرجانات السينما العربية في أوروبا، وظهور مبادراتٍ جديدة. هنا، أجدها فرصة لنشر هذا الحوار المكثف، والمقتضب في جريدة الدستور بموافقة من طرف الصحفية رانيا يوسف (صلاح سرميني) ما هي المعايير التي يتمّ على أساسها ترشيح الافلام المُشاركة في أيّ مهرجان تتعاون معه؟
تقصدين، الاختيار، إنها معايير شخصية تماماً تتعلق بمُستوى ثقافتي السينمائية، وبالخطة البرمجية لكل مهرجان وبشكلٍ عامّ، هناك معايير بعدد المهرجانات الموجودة في العالم، وتختلف من شخصٍ إلى آخر، ومن لجنةٍ إلى أخرى، ولهذا، سوف يتبين لنا بأن أيّ فيلم يمتلك الحدّ الأدنى من الشروط الفنية سوف يجد له مكاناً في مهرجانٍ محليّ، وطنيّ، إقليميّ، أو دوليّ. كيف يتلقى المُشاهد الاوروبي مهرجانات السينما العربية، وكيف يتفاعل معها؟ جمهور السينما العربية في أوروبا محدودٌ تماماً، هو في غالب الأحيان من العرب، أو من أصولٍ عربية، ومتفرجين أوروبيين يرتبطون بالثقافة العربية بشكلٍ أو بآخر، ومن ثمّ عدد من المحترفين، الصحفيين، والنقاد المُهتمين بالسينما العربية يُقبل الجمهور العربي على مهرجانات السينما العربية بدافع التعرّف على أفلامٍ لا تُعرض في دورة التوزيع التقليدية، ولن يراها على شاشات التلفزيون إلاّ النادر منها، بينما يتوجه عددٌ محدودٌ من الجمهور الأوروبي إلى المهرجانات العربية بدافع التعرّف على ثقافاتٍ أخرى، إنه إقبالٌ معرفيّ، ثقافيّ، لغويّ، وحتى فضوليّ ما الذي ينقص مهرجانات السينما العربية في أوروبا؟ بدأت المبادرات الأولى في فرنسا سينمائية خالصة، بهدف التعريف بالسينما العربية للجمهور الأوروبي، ومن ثمّ تحولت إلى نشاطٍ ثقافيّ عامّ يرتبط بالمهاجرين، استثمره البعض للمتاجرة بالسينما (كما كان الحال مع الفريق الأول لمهرجان الفيلم العربي في روتردام)، ولكن تلك التجربة التي استمرّت حوالي عشرة أعوام، وأصبحت معياراً للفساد بغضّ النظر عن مشكلة التمويل القاسم المشترك بين معظم هذه المهرجانات، فإن كلّ مهرجان يشقّ طريقه وُفق إمكانياته، وخبراته التي تتراكم دورةً بعد أخرى ما هي نوعية الافلام التي يتفاعل معها الجمهور الغربي، أيّ كيف يرى الغرب السينما العربية؟ كما أشرتُ أعلاه، جمهور هذه المهرجانات محدودٌ جداً، لم تتمكن هذه المهرجانات طوال تاريخها من استقطاب جمهور حقيقي لها، ولهذا، فإن السينما العربية غير مؤثرة، كانت أفلام يوسف شاهين تستقطب جمهوراً أوروبياً نخبوياً، وبقدرٍ ما اليوم مع المخرج يسري نصر الله، هناك نخبةٌ يمكن أن تعشق أفلام التونسي الناصر خمير، ولكن هناك تحولاتٌ مفصلية للسينما العربية في أوروبا، ومنها على سبيل المثال: فيلم "عمارة يعقوبيان" لمخرجه مرون حامد، و"678" لمحمد دياب، (وأفلام كثيرة أخرى منذ تاريخ الحوار) حالياً، وبسبب التحولات التاريخية في الوطن العربي، بدأت دورة التوزيع الأوروبية تهتمّ أكثر بالسينما العربية، وخاصةً تلك التي تتحدث، أو تصوّر، أو تجسد ما يحدث حالياً، وربما لهذا السبب حصل فيلم 678 لمحمد دياب على نجاحٍ نسبيٍّ في الصالات الأوروبية جديرٌ بالذكر بأن هناك بعض الأسماء، إخراجاً، أو تمثيلاً أصبح لها مكانةً في الوسط السينمائي الأوروبي، ومنها نادين لبكي، وهيام عباس (وأسماء أخرى كثيرة منذ تاريخ الحوار) ما هي أهمية إقامة مهرجانات للفيلم العربي في الدول الاوروبية مثل فرنسا، السويد، ألمانيا، هولندا، وغيرها؟ هناك حالياً مهرجانات للسينما العربية في فرنسا، بلجيكا، سويسرا، ألمانيا، هولندة، إسبانيا، السويد، إنكلترة، وتظاهراتٍ في بلدانٍ أوروبية أخرى قبل أن تكون هذه المهرجانات المتخصصة صلة الوصل بين المهاجرين العرب، ومن أصولٍ عربية وبلدانهم الأصلية، هي بالأساس جزءٌ من النشاط السينمائي العامّ لكلّ بلدٍ أوروبي على حدّة، هي جزءٌ من الثقافة السينمائية للمتفرج، وهي تعوّض عن ندرة عرض الأفلام العربية في الصالات التجارية، كما أنها محطات لقاءٍ بين المبدعين العرب أنفسهم، وهؤلاء والجمهور العربي في أوروبا، وأيضاً مراكز انطلاق لنشر السينما العربية في أوروبا مدى النجاح التي حققته تلك المهرجانات على مدار السنوات الماضية، حيث أن هناك مهرجانات منها كان لها سمعه سيئة من ناحية الادارة؟
ـ كلّ المهرجانات التي تأسّست في أوروبا امتلكت في لحظةٍ ما من تاريخها قدراً من السمعة، والنجاح، ولفتت الأنظار إلى السينما العربية، وأنجزت دوراً ما في علاقتها مع المتفرج العربي، والأوروبي، والنشاط السينمائي في كلّ بلدٍ أوروبيّ انعقدت فيه هذه المهرجانات، أو التظاهرات، على حدّ علمي، كان مهرجان الفيلم العربي في روتردام الوحيد الذي حظى بتلك السمعة السيئة كما تقولين، والسبب، باعتقادي هو الرغبة الأولى بالمُتاجرة بالسينما العربية، وفساد إدارته (الأولى) التي كانت تديره بشره التاجر أكثر منه العاشق للسينما. بينما أعرف محاولاتٍ جادة، ومخلصة، ونزيهة، وأخصّ بالذكر مهرجان الفيلم العربي في برلين، هذه المجموعة المتفانية في استمراريته حتى لو كلفهم الأمر نبش جيوبهم لإكمال ميزانيته النجوم العرب الذين يتمّ تكريمهم، أرى أنهم هم أنفسهم من يكرّمون كلّ عام، ولا يوجد تجديد، أو خطة محددة لاختيار الاسماء؟ كان بينالي السينما العربية في باريس يلجأ إلى هذا النوع من التكريم، وكانت مدروسة بما يكفي. ومن ثم ورث مهرجان الفيلم العربي في روتردام هذا التقليد، وكان الهدف من أيّ تكريم استخدام النجوم من أجل استقطاب الجمهور العربي، وهي خطة تسويقية واضحة. أما إذا كان المقصود المهرجانات العربية التي تنعقد في الوطن العربي، والتكريمات التي تمنحها للنجوم العرب، فهي ببساطةٍ خطة تسويقية لجذب الإعلام، والجمهور، والنادر منها يعتمد تكريمات مدروسة، ومنهجية هل مثل تلك المهرجانات تُعدّ سوقاً لتوزيع الافلام العربية بشكلٍ مباشر في اوروبا؟ هي بالأحرى، محطة لقاء، وليس لديها القدرة على إنجاز مثل هذه المهمة، لأن آليات التوزيع في أوروبا مختلفة، الموزع الذي يرغب بتوزيع فيلم عربي سوف يتوجه إلى مهرجانات ضخمة مثل كان، وبرلين، وفينيسيا، ولكن، يمكن أن ينجح مهرجان ما في إثارة الانتباه حول فيلم معين، فيلتقطه لتوزيع ثقافي.
ـ ما هو الدعم الذي تقدمه الدول الاوروبية التي يقام فيها هذه المهرجانات، اقصد بالنسبة لهذه المهرجانات؟ هل من يقوم على دعمها الدول التي يقام فيها، أم جهات اخرى؟
ـ ميزانية أيّ مهرجان عربي ينعقد في بلدٍ أوروبي تأتي بكاملها من أوروبا، فهي المعنية بهذه النشاطات المُسجلة في أجندتها، وميزانياتها. بعض المهرجانات العربية تنجح في الحصول على تذاكر طيران من هذه المؤسّسة العربية، أو تلك، أو تخفيضات من شركة طيران، وبشكلٍ عامّ ميزانيات المهرجانات العربية في أوروبا متواضعة جداً. مهرجانٌ واحدٌ كان يتمتع بميزانياتٍ سنوية، واستثنائية مريحة هو مهرجان الفيلم العربي في روتردام، ومن المؤسف تكشف لنا فيما بعد بأن جزءاً كبيراً منها كان يذهب إلى الجيوب على شكل أجور عالية لا تتناسب مع الجهد المبذول، ولا مع الميزانية العامة، بالإضافة إلى نفقاتٍ شخصية تُصرف من ميزانية المهرجان. ـ من وجهة نظرك هل حققت مهرجانات الافلام العربية في أوروبا مبتغاها؟ ـ طبعاً، والدليل كلّ هذه المهرجانات التي تنعقد في أوروبا، والمُرشحة للانعقاد حتى المهرجانات السيئة السمعة حقق القائمون عليها مبتغاهم. ـ ماهي المهرجانات التي تتعاون معها في أوروبا؟ ـ قدمتُ خدماتٍ تطوعية لمعظم المهرجانات العربية المُنتشرة في أوروبا، وحتى في البلدان العربية، ولا أصرّح عنها، ولا أتشدّق بها، ولا أمنح نفسي صفاتٍ وظيفية وهمية وأقفز من خلالها من مهرجانٍ إلى آخر. ولكن، حالياً، توقفت عن العمل مع كلّ المهرجانات، وأستمر بالعمل بصفةٍ رسمية مستشاراً، ومبرمجاً لمهرجان دبي السينمائي (حتى سنة توقفه |
المشـاهدات 501 تاريخ الإضافـة 20/09/2023 رقم المحتوى 29405 |