كثر ما يردد الفاسدون من الذين يخرقون القانون ويستولون على ما هو ليس من حقهم المشروع وما يعدّ في اغلب الأحيان تجاوزاً سافراً على القوانين ، وهم يدافعون عن أنفسهم أن الوضع العام في كل قطاعات الدولة ومفاصلها يمشي ويسير بالمقلوب وان الخراب هو السمة العامة ونحن والقول لهم نقوم بما يقوم به غيرنا أسوة بهم والأمر لا يتعلق بنا فقط.

هذا الخلط بالأوراق وسيلة دفاعية يسوغ بها أغلب الذين يضربون بالقانون عرض الحائط أو يفسرون مواده بحسب اهوائهم وامزجتهم وبما يخدم مصالحهم خاصة اولئك الذين يدركون جيداً انهم يعملون خلف ستار المحسوبية والعلاقات المشبوهة او باغطية سياسية فاسدة تريد لهم البقاء على هذا المنوال استجداءً للدعم اوالحماية ساعة الحاجة ، وهي سوداوية يحاول هذا النفر الضال الذي يستغل ضعف الرقابة او تواطئها معه ان يعممها ويجعلها صفة سائدة حتى تشيع بين الناس الاتكالية والاحباط وعدم الرغبة في فعل شيء من اجل تعديل المعوج ، ولتعميم قناعة الرضا بالواقع كما هو وقبوله وجعل الفساد حالة طبيعية نتعايش معها ولا نرفضها ، بل ويتعرض من يتصدى لها لشتى انواع الهجمات المقصودة او غير المقصودة هذا غير سيل اللوم والتقريع والتأنيب الذي يطاله بسبب مثاليته المبالغ فيها ، ولا ينطبق سلوك الاعمام والسلبية على الأفراد فقط بل اصبح جزءاً من آليات بعض المؤسسات ، لتغدو الرشوة والالتفاف على القانون والاحتيال وخرق الضوابط والتعليمات وعدم الالتزام بالاجراءات أمر مقبول لا يعترض عليها احد.

أسوأ ما يفعله اصحاب هذا النمط الشاذ هو محاولة توريط اكبر قدر ممكن من المعترضين عليهم في ما هم ماضون بفعله لأنهم يعرفون جيداً ان المستفيدين من الباطل ابعد ما يكونون عن الدفاع عن الحق.