الجمعة 2025/5/9 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نيوز بار
الألفية الأولى من "سينماتون" جيرار كوران
الألفية الأولى من "سينماتون" جيرار كوران
سينما
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

صلاح سرميني/باريس

"جيرار كوران، سينماتون، 10 سنواتٍ من التصوير، 1000 بورتريه، 70 ساعة، الفيلم الأطول في تاريخ السينما"

كما مشروع "سينماتون" (1977-) للسينمائي الفرنسيّ جيرار كوران، رُبما يكون العنوان أعلاه أطول عنوان كتابٍ في تاريخ الثقافة السينمائية، والذي صدر في عام 1989، بمناسبة إنجازه البورتريه رقم 1000

كتابٌ باللغة الفرنسية يمكن قراءته من أيّ صفحةٍ، والتجوال في نصوصه، وصوره، وتعليقاته، كما يحلو لكلّ واحدٍ منا، وكأننا في معرضٍ مخصص لمشروع "سينماتون" نفسه، والذي يتكوّن من بورتريهاتٍ يمكن مشاهدتها أيضاً وُفق تسلسها الرقميّ، والزمنيّ، أو بعشوائيةٍ، أو حسب الرغبة

يتكوّن الكتاب من 256 صفحة بالإضافة إلى الغلافيّن، وبعد قائمةٍ طويلة من الإهداءات، يُدرج جيرار كوران فهرساً قصيراً جداً مقارنةً بعدد الصفحات، ولكننا لاحقاً سوف نفهم السبب، وهو أن الصور المأخوذة من البروتريهات، والتعليقات عليها استحوذت على معظم الصفحات، وهو الهدف الجوهري من الكتاب

في التعريف المُختصر عن مشروع "سينماتون" لمن لا يعرفه بعد، كتب جيرار كوران

"سينماتون"، هو سلسلةٌ سينمائيةٌ من البورتريهات تُظهر شخصياتٍ من الفن، أو الثقافة، وكلّ واحد منها يعتمد على قواعد سينمائية ثابتة من المستحيل تغييرها"

وهذه القواعد هي: لقطةٌ كبيرةٌ، صامتةٌ، ثابتةُ، بدون أيّ حركة كاميرا، وبمدةٍ زمنية 3 دقيقة، و20 ثانية (وهي المدة الزمنية لعلبة الشريط الخام لكاميرا سوبر 8 بسرعة 18 صورة/ثانية)، وخلالها تفعل الشخصية ما تشاء أمام الكاميرا.

في الصفحة 13، هناك مقدمةٌ، نصٌّ احتفائيٌّ عالي القيمة، كتبه الروائي، والباحث الفرنسيّ الراحل دومينيك نوجيز الذي كان يُعتبر أحد المُتخصصين بالسينمات الطليعية، والتجريبية، وبدوري، أقٌتطع فقرةً منه، وأحاول ترجمتها، وفكّ طلاسمها بدقة

"مع هرّاسة البطاطس الكهربائية، والقنبلة الذرية، و"العروس التي جرّدها عُزّابها" (عنوان عملٍ للفنان الفرنسي مارسيل دوشا)، وحتى السينما بدون صور، والبرتقال الخالي من البذور، من الواضح أن بورتريهات سينماتون هي واحدةٌ من الابتكارات الرئيسية في القرن العشرين

دعونا نمدح مؤسّسها إلى الأبد، وننسج له التاج الأخير من العبارات المُستحقة: تحية لك، يا نَدَار الـ  8 مللي سوبر (ندار: نسبةً إلى المُصوّر الفوتوغرافي الفرنسيّ فيليكس تورناشون الذي منذ عام 1854 نشر سلسلةً من الصور الفوتوغرافية لشخصياتٍ مُعاصرة)، أيها المُنظم العظيم لأبهة جنازاتنا التي لم تحدث بعد، أيها القديس سيمون البصريّ نهاية هذا القرن (نسيةً إلى القديس سان سيمون)، يا جيفارو رؤوسنا! (نسبةً إلى إحدى قبائل الأمازون في أمريكا اللاتينية التي كانت تعمد إلى تقليص الرؤوس البشرية)"

وبعدها يقدم السينمائيّ/المؤلف بعض ما كتبته وسائل الإعلام عن "سينماتون" خلال سنوات إنجاز الألف بورتريه، وحتى تاريخ إصدار الكتاب (1989)

ثمّ تبدأ الرحلة المُدوّخة مع صورةٍ من كلّ بورتريه، وتعليقات جيرار كوران عن الشخصية، أو ما يتذكره من لحظات التصوير.

واحدةٌ من الطرائف كما سجلها في كتابه تحت صورة إحدى الشخصيات التي التقاها في مونتريال بتاريخ 24 أكتوبر 1985، وصورها في البورتريه رقم 647، واسمها Liika من جامايكا/فرنسا/كندا، ومهنتها زمن التصوير "طالبة، سينمائية" (وربما كانت تدرس السينما)، حيث أضاف في تعليقه، بأنها حققت رقماً قياسياً بمُشاهدة بورتريهاتٍ لمدة 42 ساعة بدون توقف، ولهذا تمّ تسجيل هذه المعلومة في قاموس جينيز

وفي الصفحات الختامية للكتاب، يقدم خلاصاتٍ، وجداول، ومنها تتكوّن سلسلة الـ 1000 بورتريه من

 , 4 سينمائيّ/ة

177 ممثل/ة

99 ناقد/ة سينمائي/ة

58 صحفي/ة

والباقي من مهنٍ سينمائيةٍ، وأدبيةٍ، وفنيةٍ مختلفة.

عندما بدأتُ بقراءة التعليقات تحت كلّ صورة مأخوذة من كلّ بورتريه، لفت انتباهي أماكن التصوير، وهذا يعني بأن "سينماتون" يُشكل جغرافيا سينمائية شخصية، وعامّة، وفي الصفحات الأخيرة وجدت جداول توثق هذه الجغرافيا السينماتونية

34 بالمئة في باريس (800 بورتريه في فرنسا/1000)، ويتوزّع الباقي في الكثير من مدن العالم

كندا، ألمانيا الغربية، إيطاليا، سويسرا، بريطانيا، هنغاريا، هولندة، الولايات المتحدة، بلجيكا، النمسا، اليونان

لقد بدأ المشروع من بيته في باريس مع حارسة العمارة التي كان يسكن فيها، وعندما وصل إلى البورتريه رقم 106، كان جان لوك جودار يمثل، أو لا يمثل أمام كاميرا جيرار كوران.

كان ذلك في برلين الغربية بتاريخ 22 فبراير 1981، ومن التاريخ، والمدينة نستدّل بأنه تمّ اللقاء خلال إنعقاد مهرجان برلين.

من بين ال 1000 بورتريه من مشروع "سينماتون" هناك عددٌ من السينمائيين العرب الذين التقى بهم في بعض المهرجانات الأوروبية:

الجزائر (11)، تونس (3)، لبنان (3)، المغرب (2)، فلسطين (2)، مصر (2).

وقتذاك لم يصل بعد إلى أيّ بلدٍ عربي، ولكن، بفضل كاتب هذه السطور، وقناعته بهذا السينمائي، ومشروعاته، ومنها "سينماتون"، أوصله إلى الإمارات العربية المتحدة (مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان الخليج السينمائي)، ومصر (مهرجان الإسكندرية)، ولهذا، في الألفية الثالثة من "سينماتون" نجد فيها بورتريهاتِ كثيرة جداً من الوسط الفني، والسينمائي، والصحفي العربي.

أما العراقيين، فقد بدأ اللقاء معهم في دبي عام 2011، وكان أولهم المخرج قتيبة الجنابي الذي وافق فوراً، رُبما لأنه مصورٌ فوتوغرافي أيضاً، وجذبته الفكرة، حيث هناك نوعٌ من التوافق بين "سينماتون" كصور فوتوغرافية متحركة، والصور الفوتوغرافية الثابتة.

ومن بين هؤلاء العراقيين: نوزاد شيخاني، جمال أمين الحساني، زياد الخزاعي، ملك عبد علي، لؤي فاضل، هادي ماهود، رانيا محمد توفيق، ساهم عمر خليفة، عرفان رشيد، عدنان حسين أحمد، عدي رشيد، عائشة الدوري، قاسم حول، عامر علوان، حيدر رشيد.......

مغامرة "سينماتون" مستمرّة، ولم تكن البورتريهات الألف

في الأول من يناير عام 1988 صوّر جيرار كوران البورتريه رقم 1001.

في 12 يونيو عام 2000 صوّر جيرار كوران البورتريه رقم 2001.

في 31 ديسمبر عام 2017 صوّر جيرار كوران البورتريه رقم 2001

المشـاهدات 541   تاريخ الإضافـة 27/09/2023   رقم المحتوى 29913
أضف تقييـم