
![]() |
عاصفة خريفية.. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : هادي عباس حسين طرقت الباب بهدوء وعيني لم تبصر الا اكوام من أوراق الشجر الصفراء اليابسة فالفصل الذي نحن فيه هو الخريف الذي استشعرت به من خلال الريح التي هبت على ديارنا، لقد قلعت كل الاشجار الضعيفة وأسقطت اكثر الأسقف الخفيفة ،ومن ضمنها السقف الذي تحول بصري نحوه ، وكان من نصيب السقوط الا ملجأ الدجاج، كل هذا وانا مازلت واقفا ويدي لم تتوقف على الضرب على هذا الباب الذي تصورته سيكن مصيره الاقتلاع لما عشت مع شدة سرعة ريح الليلة الماضية ، في راسي صورة مخيفة ولدت عندما سمعت صوتا صدر عن سقوط شيئا اقلقني ونشر الرعب بداخلي كل التنبؤات التي خمنتها، بان الذي حدث لايتخطى هذا المربع الذي يشغله جاري، ابى هند الذي تركته قبل هبوب العاصفة خائفا، هو من سبقني بالمجيء لهذا المكان النائي فانه يقع عند السفح البعيد من الجبل ، منذ أن اصبحت جاره عرفته وحيدا فقد فارقاه زوجته وابنته سوية اثناء انجراف السيول التي قضت عليهما في وقت مضى،طوال معرفتي شعرت بوفائه وحبه لهما، فراقهما كان في خريف تلك السنة، دوما كان يخاف ويحزن كلما اقترب هذا الفصل الذي اصبح نذير شوؤم بوقوع كارثة كبيرة يتحسب لها، ازدت قلقا وشعرت بتوتر فاق كل شيء ،خفت بينما يدي تتحرك بسرعة وتضرب الباب بشدة ، كنت لا اجد جواب لتكبر خيبة مجهولة تحط باعماقي ، اخر الوقت المتبقي لوقفتي اضطررت ان اقفز للداخل لكني وجدت رجال التفوا حولي وجمعنا عند الباب التي يأست من الضرب عليها، سألني الحاج قادر _ منذ متى وانت هنا..؟ كان الرد قد امتلأ بحزن وقلق كبير تشابه مع احساس المتجمهرين هنا _ منذ ساعة .. تابعني سؤال آخر _ ولا تجد من يفتح لك الباب..؟ جوابي بالتأكيد دفع الاراء كلها اجتمعت بالقول _ لندخل للبيت.. صورة دخول الكل بتدافع ، امتزجت الان مع الموقف المؤلم والدموع تسيل على خدي ، انا... وهم نؤدي صلاة الجنازة على روح رجل عاش وحيدا، رحل بوقوع سقف الغرفة عليه ..كانت عاصفة خريفية مؤلمة.. |
المشـاهدات 261 تاريخ الإضافـة 29/09/2023 رقم المحتوى 30018 |