"أن تأتي متأخراً..أفضل من أن لا تأتي أبداً"غالباً ما نستشفع ونحتمي سببّاً وتعليلاً بهذا المَثل ذو الأصول الفرنسيّة-كما أظن وأعتقد- ونحن نَعقدُ العزم،مُتحلّين بالأمل والجدوى عملاً على تنفيذ مشاريعنا وتطلعاتنا،بل وحتى  بخصوص تأثيث مواعيدنا وفقاً لمتطلبات هذا الظرف أو ذلك،كلّما واجهنا أمرٌ ما أو طارىء معين يحول دون  تحقيق ما نصبو في ذلك الوقت المرسوم والمحدّد،أجدُني أرسمُ هذا القوس مدخلاً أبغي به ومن خلاله هدفاً وغايةً باللوصول والحفول بمسك أطراف حقيقة ما واجهة القيّمين على إدارة "مركز گلاويژ الثقافي "عبر أبهة وهيبة  مهرجانه السنوية الدوليّة التي دأبت على إقامتها في قلب مدينة السليمانية عاصمة الثقافة والنور لإقليم كوردستان العراق، وتعميق دعائم خصائص ومحافل دورته المُعدّة لهذا العام والحاملة للرقم/26 -كما كان يجب ونتوقع- بعد سلسلة مهرجاته السابقة التي أنعقدت على توالي ما مرّ من أعوامه الفائتة،بعد أن شاء لهذه الدورة التي كان يُفترض أن تُقام -كما جرت العادة ونواحي التوقيتات المعروفة في الأسبوع الأخير من شهر مايس-مايو  الماضي،لكن التأجيل الذي طال هذه الدورة وحال دون أقامتها بموعدها المعهود جرّاء ظروف ماليّة قاهرة، جانبتها بعض أمور سياسيّة وغيرها من متعلقات آخرى،من هنا..وفي نهاية المطاف أفضت الأحوال بها لأن تنعقد  دورة هذا العام / 2023 للفترة من 12-14 تشرين أول الجاري تحت مظلة عنوان " الحريّة..دائماً،ولكن على نطاق ضيق ومحدود  قياساً  بسوابق الدورات التي شهدت حضوراً نوعيّاً ومتنوّعاً على كافة أصعدة ومجالات الفكر والمعرفة والآداب والفنون كما صرّحت وأوضحت-مرارا وتكراراً- مديرة المركز"د. إبتسام إسماعيل قادر" عن أسباب  ودواعي تلك الظروف بواقع حيثياتها المتوّقعة والمعروفة،ويجدر بنا أن نَذكر ونُذكّر-ايضا- بعض معالم ومراسم الكثير مندورات هذا المهرجان الثقافي العالمي  الذي تسمو  به" السليمانيّة "وتصدح فخراً،بعد أن جاء مقترناً بأسم وعقل وسعي جهود ورصانة  ثقافة الشخصيّة السياسيّة الكورديّة المعروفة ملا بختياروالذي أسهم من خلال إعادة تأسيس وإستئناف عمل المركز عبر شرف الإشراف العام عليه،مُصراً ومُتجاوزاً بوعي أمانة حرص و ثقة إخلاص على تحمّل وزر كافة أعباء تبعات كافة متعلقاته الداعمة للتواصل و الاستمرار تحت طائل مختلف الحالات وتفاقم الظروف،وكان ذلك منذ العام /1996  ولحد هذه اللحظات المُهة والحاسمة في ماضي وحاضر  مستقبل الحفاظ على نهج وخطى ما سعى إليه قام به السياسي و الأديب والروائي الكوردي الراحل " إبراهم أحمد" بدأب إصراره على إصدار مجلة ثقافيّة- فكريّة بأسم"كَلاويژ"أبان أربعينيات  القرن الماضي ببغداد، حتى لمعان بريق وأضواء الدورة/25 بيوبيلها الفضي الذيأقيم في مايس-مايو من العام/2022 ،وكان بحق و واقع وبحُسن شهادة الكثيرين من متابعيه ومحبيه والمشاركين بأعماله مفخرة ثقافية- معرفيّة- وفنيّة عالمية كبرى، ونحن صباح اليوم خميس الثاني عشر من تشرين أول على موعد افتتاح أعمال الدورة/26 تحت عنوان "الحريّة ..دائماً".

Hasanhameed2000@yahoo.com