يبدو ان جامعتنا العربية قد صحت اليوم من سباتها المزمن بعد ما يقارب الشهر على جرائم الابادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعبنا العربي في كل فلسطين وغزة بالتحديد .فبعد كل تلك الجرائم وبعد ان ارتقى اكثر من ثمانية الاف شهيد وعشرات الالاف من الجرحى والمصابين من النساء والاطفال والذين اصبحوا بلا مأوى ورغم  قرار الجمعية العامة للامم المتحدة  الذي ايدته 120 دولة  الداعي الى وقف اطلاق النار الفوري الا ان الكيان الصهيوني وبدعم امريكي لازال مصرا على تدمير غزة.

فجامعتنا العربية  ومنذ تأسيسها في الثاني والعشرين ومن أذار1945 وليومنا هذا لم تكن الا بإستثناءات قليلة معبرة عن موقف الشعب العربي وإنما كانت على الدوام هي صوت النظام العربي بكل اشكاله  الملكية والجمهورية والاماراتية بكل متناقضات هذا النظام الذي ما عرف النصر في قضايا الامة العربية بل كان على العكس في اغلبه هو من يتأمر على اقطار الامة العربية التواقة للانعتاق من الفلك الامريكي البريطاني بل ان هناك ضمن هذا النظام العربي من تطوع بالتصريح الخطي بعدم الممانعة في اعطاء الصهاينة (وطن في فلسطين) وبعد اكثر من 78 عاما على تأسيس جامعتنا (الما لمتنة ) تأتي عملية طوفان الاقصى لتفرز الخنادق خندق الشعب العربي عن حاكميه فقد شاهدنا وسمعنا مندوبين لدول عربية في الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن وهم يتنصلون من حق الشعب العربي الفلسطيني من الدفاع عن نفسه ضد جرائم الاحتلال الصهيوني عبر كل هذه السنوات الاحتلال  ويصرحون بلا ادنى خجل بحق الكيان الصهيوني بالدفاع عن نفسه  بل ذهب بعض الانظمة الى ابعد من ذلك وهي المشاركة والتضامن والتنسيق مع الكيان المحتل ضد ابناء الشعب العربي في فلسطين وهو يباد يوميا بكل انواع اسلحة الحرب العدوانية وقنابل الفسفور الابيض الامريكي والبريطاني.

ثم نأتي الى الدعوة لعقد مؤتمر القمة العربي في السعودية في دورة الجامعة العربية السادسة والعشرين  فتقول هل انتظرتم ان يباد الشعب الفلسطيني في غزة عن بكرة ابيه ولهذا حددتم يوم الحادي عشر من تشرين الثاني الجاري موعدا لعقد قمتكم وانتم  تعرفون ان في غزة يموت 400 طفلا يوميا بقنابل الاحتلال وكما يعلم اصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو ان الهجوم البري على غزة قد بدء بالفعل في 31 تشرين الاول الماضي  وان امام القمة المرتقبة 9 ايام مقبلة لكي تعقد   فتكون غزة قد سوية بالارض وان هناك فرصة لترفعوا الى السيد بايدن ونتن ياهو برقيات تهنئة وتأييد بنصرهم على فلسطين وغزة أم ان قمتكم ستقدم الاموال لبناء قبور شهداء غزة وكل فلسطين المحتلة بعد ان قدمت احدى اماراتكم هدية مالية بسبطة لكل جريح من المستوطنين الصهاينة لتأكيد الولاء والوفاء والمضي على خطى الاباء والاجداد في دعم الاحتلال الصهيوني   ويصح فيكم المثل القائل  (ومن شابه أباه ما ظلم).

فمرحا لقمتكم  قمة الالم العربي !!