الجمعة 2024/11/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 17.95 مئويـة
تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( النجاح والفوز بمحبّة الناس حليف المثابرين دائماً ))
تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( النجاح والفوز بمحبّة الناس حليف المثابرين دائماً ))
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

قبل يومين التقيت أحد الأصدقاء القريبين إلى القلب من العاملين في الوسط الثقافي بكل محبّة وإخلاص وتفانٍ،وجدته متذمّراً ونفسيّته متعبة بسبب ما يسمعه من بعض الأدباء والمثقفين الذين يعيبون عليه عمله في إقامة جلسات ومهرجانات إبداعية ثقافية متنوعة تعكس وجه البصرة الحضاري المشرق وما يقوم به من مبادرات إنسانية أخرى مثل زيارة الأدباء والفنانين والإعلاميين والرياضيين المرضى وكبار السن وتفقّد أحوالهم للاطمئنان عليهم ومواصلتهم  ، رافضين نشاطاته هذه وبشكل لا يمت إلى النظرة الجمالية والإنسانية والثقافية الواعية بصلة ، طالبين منه وبكلّ صلافة ولؤم أن يكفّ عنها ولا يقوم بمثلها أبدا،كأنّهم قيّمون على ثقافة المدينة ومثقّفيها، وعلى المرء أن يأخذ الإذن منهم ويشاورهم قبل البدء بكل ما يريد أن يقوم به من عملٍ يعكس ما لهذه المدينة المعطاء من حضارة وتراث وتأريخ حافل بصنوف الإبداع والأسماء اللامعة !!

حزّ في نفسي ما سمعته منه ورحت في سرحةٍ أعادتني إلى أكثر من خمسين سنة حينما كنّا نسكن قريةً في أقاصي جنوب الجنوب ، حيث كان هناك فتىً أرعن ومريض نفسياً يعتبر نفسه قيّماً على كل شيء مما يسبب المشاكل لأقرانه من الفتيان ،إذ يمنعهم من القيام بأي لعبة أو تشكيل فريق ما إذا لم يأخذوا رأيه ويجعلونه مشرفاً على كل ألعابهم ، ما يوصلهم إلى حدّ التشاجر معه في بعض الأحيان ،حتى شكوه إلى أهاليهم فتمَّ منعه بالقوّة من ذلك !!

هكذا أمور ممكن أن تحدث عند قليلي الوعي والمعرفة ، أمّا في الوسط الثقافي فتكون غريبة وتُظهر صاحبها بالمظهر النشاز، بل مريضاً نفسياً في نظر الناس جميعاً ، فمن غير الممكن والمعقول أن أمنع أو يمنع أيّ محبٍّ للجمال والثقافة والإبداع الآخرين من القيام بعملٍ يخدم الثقافة والمثقفين وبشتى مجالاتها أو تقديم مبادرات إنسانية أخرى !!

هذه التصرّفات مدعاة غرابة واندهاش وإعادة نظر في دراسة نفسية هؤلاء الأشخاص لمعرفة ما بدواخلهم من غلٍّ أسود وأنانيّة رعناء تجعلهم يحاربون كلّ ناجح ومحبوب ومتواصل مع الآخرين في سبيل إنجاح كل نشاط وفي المجالات كافة وكأنهم الأسياد والآخرون عبيد !!

علينا أن نقف بوجههم ونقول لهم :ــ ما الضير إذا كانت المدينة تعجُّ بالأنشطة الإبداعية وبمختلف الأشكال والاتجاهات والرؤى ؟!

وإذا لم تستطيعوا القيام بهذه الأعمال ، أولا ترغبون القيام بها ، فاتركوا الآخرين بمسيرتهم الناجحة والفعّالة والمتواصلة لا ترموا الأحجار والأشواك في طريقهم من خلال التقوّلات وتدليس الكلام واللعب على أكثر من حبل ودفع هذا وذاك  في سبيل منعهم من أي نشاط مثمر وناجح !!

نجاح أي جلسة ومهرجان ونشاط مهما كان شكله ونوعه وصفته هو نجاح للمدينة وناسها الطيّبين ، فإذا صَعُبَ عليكم أن تشاهدوا النجاح هذا أشيحوا بوجوهكم أو اعتكفوا بصومعتكم لا نريد منكم سوى الكفّ عن إيذاء الآخرين من خلال ما ترميه ألسنتكم من كلام مسموم وجارح كالنبال المسمومة !!

وأعود إلى صديقي لأقول له :ــ أحيّيك أولاً ، وأشدُّ على يديك ثانياً ، فأنت في سباق وهناك مَنْ لا يستطيع اللحاق بك ، فيعمد إلى جرّ قميصك ، اتركه له ،الفانيلة أيضاً اتركها ، وصدّقني ستصل إلى قمّة النجاح حتى وان كنت عارياً ، المحبّة وتشجيع الناس ودعمهم ووقوفهم معك هو فوزك حتماً ولا عليك بمَنْ لا يستطيع أن يكون مثلك قلباً وإنسانية وحبّاً للمدينة وناسها الطيّبين !!

 

 

المشـاهدات 232   تاريخ الإضافـة 05/11/2023   رقم المحتوى 32645
أضف تقييـم