هوس سياسي في الانتخابات المحلية |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب علاء الخطيب |
النـص : لوحات اعلانات المرشحين لانتخابات المجالس المحلية في العراق تملأ الشوارع ، فلا يكاد يخلو عمود كهرباء، او ساحة عامة من هذه الاعلانات، منها لافتات كبيرة متدلية على واجهات العمارات والمحال التجارية، وكلٌ حسب علاقته بالمرشح وقوته . وهذا امر ٌ طبيعي في الدعاية الانتخابية ، وكذلك امر عادي ان يسعى الجميع الى الفوز بمقعد في هذه المحافظة او تلك، رغم الاعداد الكبيرة للمرشحين . لكن ما يثير الفضول و التساؤل هو نوعية المرشحين وممارساتهم وخبرتهم في العمل السياسي . مجاميع كبيرة من الشباب اندفعوا بحماس للترشيح ، قسمٌ منهم لا علاقة له بالسياسة او الادارة . والقسم الاخر يشغلون وظائف مهمة ، بعيدة عن عالم السياسة . ضمن مشاهداتي كانت هناك لافتة كبيرة وضعت في الجزرة الوسطية لـ طبيب ناجح ومشهور ، ولديه دخل فوق الممتاز، لكنه فضل عالم السياسة. على عالم الطب ، ليس حباً بالسياسة بل " بالبرستيج" الذي يجلبه المنصب له ، واخر تاجر شاب معروف ولديه اعمال تجارية ناجحة ، متمكن مادياً ،هو الاخر اخذه وهج السياسة الخادع وراح يلهث وراء الزيف ، فهو ذكي في عمله التجاري لكنه بالتأكيد لن يكون كذلك في عالم السياسة .وسيخسر كثيراً ، وربنا سيقال عنه في المستقل اذا ما توسع في اعماله التجارية بانه سارق ولص ، لا ادري لماذا يتورط البعض في دهاليز السياسة في عالم مليء. بالكذب والزيف والمؤامرات ، وهم بالاصل ليسوا سياسيين . نموذج ثالث استاذ جامعة مرموق حصيف في اختصاصه ، لكنه لايفقه بالعمل السياسي ، رأيته يجوب في سيارة " بيك اب " ليعلق صوره في الشوارع والساحات ، متأملًا باقتناص كرسي والحصول على كرفان حماية في باب داره . هذا الهوس السياسي الذي نشاهده هذه الايام في شوارع العراق ، يشير الى رغبة جامحة لدى الكثير من الناس في البهرجة والتفاخر ، وليست السياسة كمهنة انسانية ، او منحة تحسين المعيشة، فجل المرشحين يمتلكون وضعاً مادياً جيداً. اذاً ما الذي يدعوهم للقيام بهذه الخطوة غير البريق الخدّْاع للسياسة . لقد تأملت كثيرا لهذا الحال وانا ارى البعض منهم ، لايفقه بتاريخ العراق او بالسياسة، أو حتى في تاريخ مدينته. اللهاث وراء عالم الامتهان السياسي ، عملية في غاية الخطورة ، فهي ستُفقدنا كوادر مهمة في ساحات الاقتصاد والعلم والطب والهندسة وغيرها . ليس من المعقول ان تتجه الكوادر الاجتماعية الفعالة والناجحة ، الى العمل السياسي وتترك الميادين الاخرى ، فالتوفيق بين الاثنين أي بين " السياسة والعمل " امر في غاية الصعوبة ، فيما اذا فكر الفائز في الدخول بشكل جدي الى العمل السياسي. اما اذا كان ينوي استغلال المنصب والاستفادة من السياسة باعتبارها بوابة للسلطة والابتزاز والربح الحرام والحصول على المشاريع او لتبؤ منصب ما ، فانا هنا اسلم له ، وربما اتفهم ارادته في الترشيح. التهافت الحاصل في جميع المحافظات على الترشيح امر يدعو للتأمل والدراسة ، الاموال التي تنفق في الحملات الانتخابية ، واعداد العاملين و متأملو الافادة من المرشحين والطامعون بوظيفة او فرصة حياة موهومة ، نراها و كأننا نعيش. في فيلم مصري ، والادهى من ذلك كله ان الجميع يعلم ان كثير من الوعود التي يقطعها المرشحون هم انفسهم غير قادرين على تنفيذها . كما ان اللعبة السياسية في العراق محكومة بقواعد. لا يمكن لاي مرشح ان يغير هذه القواعد او يتجاوزها . اذا كل الوعود والعهود التي يقطعها المرشحون هي وعود على الورق . لكن الهوس السياسي هو من يحكم السلوك النفسي لكثير من المرشحين ، رغم انهم متأكدون ان الفوز بعيد جداً عن مبتغاهم، وان حيتان السياسة من الاحزاب الكبيرة هي من سيكون لها الكلمة الفصل . |
المشـاهدات 152 تاريخ الإضافـة 19/11/2023 رقم المحتوى 33571 |
الحرب في غزة وفي لبنان بوصلة المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي |
في دوّامة احداثٍ تحبو وتدنو .! |
نيجيرفان بارزاني: تفاهم أربيل وبغداد مفتاح الاستقرار في العراق |
النزاهة تكشف مخالفات بتنفيذ مشاريع بكلفة ثلاثة مليارات دينار في كركوك |
التعليم تعلن موعد وشروط اختبار جائزة التعليم العالي للقراءة اثنتان وعشرون جامعة عراقية في تصنيف التايمز العالمي 2025 |