الإثنين 2024/4/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
الروائي خالد موسى الجميلي. أعد نفسي كاتبا قرويا رغم أني عشت في المدينة
الروائي خالد موسى الجميلي. أعد نفسي كاتبا قرويا رغم أني عشت في المدينة
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

حاورته؛ رهف العقابي.

تتمحور قصص وروايات الروائي خالد موسى في أجواء القرية وتضاريسها وتتخذ منها منطلقا ومسرحا للعديد من الاحداث التي تعصف بشخصياته الروائية التي ينتقيها الجميلي ببراعة ويحرص على متابعة تقدم وتغير وعيها وخزينها المعرفي من تواتر التجارب الانسانية وقسوتها ويتخذ من المدينة هدفا وملاذا للعديد من شخصياته التي تجد في المدينة خلاصا وفضاء لتحقيق طموحاتها وآمالها في التحرر والثراء والدعة والاستقرار  ولهذا وذاك يعد الجميلي نفسه كاتبا قرويا متخصصا في جعل المكان مكرسا للقرية حسب، ولعلها خصوصية يتفرد بها عن غيره ..ولاضاءة هذا المنجز الروائي وضعناه أمام هذه الاسئلة ..

*مع انك تكتب منذ عهد الشباب وعرفك القارئ كاتبا للقصص القصيرة ..لم توجهت الى الرواية في السنوات القليلة الأخيرة؟

_ نعم هذا صحيح انا بدأت كاتبا للقصة القصيرة وقد نشرت اولى قصصي في جريدة الحدباء الموصلية عام ١٩٧٩ ونشرت بعد ذلك قصصا قصيرة في جرائد ومجلات عراقية  ..اما سبب توجهي لكتابة الرواية فلانني اعتقد ان في الرواية يتوفر مجال ارحب لتدوين الاحداث والافكار وحجم الرواية يساعد على خلق مناخ  وتشويق للقارىء يجعله يتابع القراءة بمتعة ولهفة الامر الذي لايتوفر في القصة القصيرة بنفس التاثير ربما بسبب حجمها ايضا ..كتابة الرواية تجعلني احلق بحرية لاقول الكثير مما اريد ان اقوله دون ان اكون مجبرا على التوقف عند حدود معينة

ترسمها لي القصة القصيرة .علما انني كتبت القصة القصيرة واصدرت مجموعتين والثالثة في طريقها الى النشر .

* القرية والقدرية والشخصيات العادية بطموحاتها في مغادرة المكان يكاد ان يشكل هاجسا دائميا عند شخصياتك..هل تعتبر القرية مكانا طاردا والمدينة حاضنة لتحقيق احلام شخصياتك المتنوعة؟

_ انا اعد نفسي كاتبا قرويا رغم اني عشت في المدينة قرابة ٣٠  سنة قضيتها في كركوك وبغداد والموصل . وكنت منذ صغري احلم بشوارع المدينة واضواء المدينة التي تحول ليلها نهارا .وقد التقيت بالمدينة كمكان وانا طفل صغير امسك بيد ابي خشية الضياع  .وعندما انتقلت الى الدراسة الجامعية اصبحت لي ذكريات واصدقاء كثر ،الامر الذي زاد من تعلقي بالمدينة ..هذا الامر انعكس بالتاكيد على ابطالي الذين يراودهم حلم الهجرة الى المدينة .القرية كمكان يمكن ان تكون مكانا ضيقا لمن يريد ان يحقق بعضا من احلامه في حياة افضل وانعم . لذلك فهي تكون مكانا طاردا للكثيرين ولا اقول الجميع .اما القدرية فهي صفة لازمت بعضا من ابطالي لانني مؤمن ،بان الانسان يتحكم به قدره وانه لايستطيع ان يتمرد عليه ،او انه لايستطيع الفكاك منه   . وربما يعدني البعض انني افكر بطريقة متخلفة . بسبب قناعتي هذه . او ربما يعدها ضعفا او تخلفا في طريقة تفكيري .ولكنها تلك هي قناعتي الاخيرة  .

*في مجموعتك القصصية (نحو فضاء بعيد) تناولت العديد من الشخصيات النسائية وبمختلف احوالهن ومعاناتهن وأظهرت سلطة المجتمعات الذكورية في مصادرة حقوق المرأة ..كيف تستشرف المستقبل وانت تسلط الضوء على مأساة الحاضر؟

-  مجموعتي القصصية( نحو فضاء بعيد )كرستها للمراة وكتبت عن نماذج نسائية في مجتمعنا .نماذج مقموعة و مستلبة ومهمشة ومظلومة  .فالمراة من حقها ان تعيش كانسان له احلامه واسلوب حياته من حقها ان تعمل وان تتعلم وقد ذكرت في الاهداء الذي تصدر المجموعة (حتى تلك التي انطفأت اخيرا )وقد يفهم البعض  انني كنت ضد المراة  في هذه القصة .او انني قد دخلت في معركة معها . وهذا غير صحيح وقد كنت اوضح موقف المراة التي يتعلق بها رجل او يحبها فمن حقها ان لاتحبه لانها ربما تحب انسانا غيره .وهذا هو اختيارها فهي ليست مجبرة ان تبادل رجل ما يحبها مشاعره نفسها  وان تتخلى عن خياراتها في من تحب ومن لاتحب  .المراة ستظل للاسف هي الطرف الاضعف في المعادلة الاجتماعية .ولايزال هناك من ينكر حقها في الميراث مثلا  . ولكنني انظر للمستقبل نظرة متفائلة في تعزيز مكانة المراة ودورها الفاعل والمؤثر في المجتمع .

* امام الكثير من الروايات العراقية التي ينتجها الكتاب والكاتبات ..كيف ترى هذه الظاهرة ولاسيما طغيان الرواية وهيمنتها على المشهد الابداعي؟

_ الرواية كما ذكرت اصبحت هي المهيمنة على الابداع الادبي .وقد تكون  سرقت الاضواء من الشعر والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا .وهذا الامر ليس خاصا ببلدنا بل انه ينسحب على الابداع العالمي ..ويبدو انها ،اي الرواية ،اصبحت تتسيد المشهد الابداعي . وهذه الظاهرة ليست سلبية كما ينظر لها البعض .فالمجال مايزال وسيظل متاحا ،من وجهة نظري ،للشعر وللقصة القصيرة لممارسة وجودهما وحضورهما فلازال الشعر مقروءا ولازالت القصة القصيرة مقروءة ..ولو بشكل اقل من الرواية الا ان ذلك لايلغي وجودهما كاجناس ادبية لها مكانتها وقراءها ..

 

* تعرضت مناطكم الى احتلال داعش بفكرها الظلامي ..كيف تعاملت مع هذه الكارثة ابداعيا وحياتيا؟

 

_ للاسف انني لم اتعامل مع احتلال داعش لمناطقنا ابداعيا، رغم انني اتحدث كثيرا في حياتي اليومية ،عن ما عانيناه من الم وقهر واستعباد وذل لمدة تجاوزت

السنتين ومائة يوم . وقد شهدت الكثير من الاحداث التي وقعت خلال هذه الفترة المظلمة ولكنني لم اتعامل معها  ابداعيا ،ربما لسبب وحيد هو انني لم اكن ساكتب رواية كما فعل احد كتابنا الشباب ..بل كنت ساكتب تقريرا صحفيا اكثر مما هو ادبي ..الامر الذي جعلني اتردد في الكتابة عن هذا الموضوع .اما على المستوى الشخصي فقد زادتني هذه التجربة عمقا وفهما اكبر للناس ونظرتهم للحياة والموت ..ومنحتني خبرة واسعة في فهم طريقة تفكير الكثير من الناس والتي قادتهم الى الانحراف او الى الانجراف في ذلك التيار .الفهم السطحي للاشياء والاحداث والتفسير الخاطىء .كل ذلك صار حاضرا امامي مما زادني معرفة بنفسي وبالاخرين .

 

* لوطلبنا منك ان تنصح الروائيين الشباب..بماذ ستنصحهم، وهل لديكم في محافظة صلاح الدين اسماء روائية شابة تتوسم بها خيرا؟

 

_ نصيحتي للادباء الشباب في كل مكان ان يقرأوا كثيرا كثيرا .فالقراءة تمنح الكاتب قدرة على تطويع اللغة .وتمنحة اسلوبا افضل في الكتابة .وانا اشعر بالاسف عندما اعرف ان كاتبا شابا لم يقرأ رواية واحدة في حياته بدا بكتابة رواية !!!

ماهكذا تورد الابل ،كما تقول العرب.فانا على المستوى الشخصي قرات مئات الروايات والقصص والشعر والنقد .ولم تتح لي الفرصة لمواصلة الكتابة بسبب الحروب التي عشتها كجندي   وعاشها العراقيون والحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي ،والذي ابعدنا عن القراءة وعن الكتابة وجعل جل همنا هو توفير لقمة الخبز لعوائلنا  .في صلاح الدين يوجد الكثير من القصاصين اما الروائيين فانني اتوسم خيرا بالشاب عزام الرملي وخالد المهيدي ود. اسامة محمد صادق وافاق صالح . وهناك اسماء اخرى اتوقع ان يكون لها حضور مؤثر ايضا .

 

*نلاحظ بعض التفاصيل الفائضة في رواياتك فضلا عن الاسهاب الفائض  بينما لا نجد ذلك في قصصك ..الاتتفق معي ان القصة فن الاقتصاد والتركيز ؟

 

_ نعم .ما تعدينه اسهابا انا اعده تفاصيل لابد منها كي تشد القارىء وتجعله يعيش في جو الرواية ومع ابطالها .وهذا الاسهاب هو مايدعم عامل التشويق لانه لن يبلغ بالقارىء درجة الملل حسب ما اعتقده انا .وانا اتفق معك تماما ان القصة هي فن الاقتصاد والتركيز والابتعاد عن التبذير في اللغة .

ان صح التعبير . ولكل فن اسلوبه ولغته  فالاختلاف واضح بين القصة والرواية .

 

٨.ساذكر لك بعض الأسماء المهمة واريدك ان تعلق بكلمات مقتضبة...

١.ماركيز

٢ فؤاد التكرلي

٣.غائب طعمة فرمان

٤.ارنست همنكواي

٥.الان روب غرييه

_ ماركيز الواقعية السحرية الصادمة والمؤثرة .

_فؤاد التكرلي .

ابداع رائع رغم انه لجأ الى اللهجة المحكية .

_غائب طعمة فرمان الواقعية بكل جمالها  .

ارنست همنكواي

الادب القريب من الناس بلغته البسيطة

_الان روب غرييه

اسلوب متفرد في فن السرد.

 

* تحرص على ابتكار شخصية تنويريه تهدف الى الارتقاء بوعي الشخصيات واضاءة حيواتهم ..هل ثمة قصدية في ابتكار هذه الشخصيات؟

_نعم بكل تاكيد انا اعتقد ان للكاتب والمثقف دورا اساسيا في التنوير وهذا من صميم عمله ورسالته  وخلق هذه الشخصية الواعية لابد ان يكون مقصودا.

 

* ما هو جديدك  وهل انصفك النقد ؟

 

_لدي مجموعة قصصية جديدة تحت الطباعة ستصدر قريبا تجمع بين القصص القصيرة نسبيا والقصص  القصيرة

وهي  ( الطلاء الاحمر )

 اما بالنسبة للنقد اعتقد انه انصفني حيث كتبت مقالات نقدية عن اعمالي تحليلا واشادة ..وكتبت عن اعمالي بحوث تخرج لطلاب الجامعة المرحلة الرابعة  وهناك اقتراحات لرسائل ماجستير عن اعمالي الروائية.

المشـاهدات 918   تاريخ الإضافـة 25/11/2023   رقم المحتوى 34039
أضف تقييـم