الخميس 2024/5/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 20.95 مئويـة
النقد مسؤولية المعرفة والحل وليس الشتائم
النقد مسؤولية المعرفة والحل وليس الشتائم
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسين فوزي
النـص :

لطالما عانى العراق من استسهال التخوين والكره والشتم، فكان البعض يتباهي في ترديد "نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانها"، وكان نوري باشا السعيد نفسه يصف نفسه "بغطاء" مجارير المياه الثقيلة، وهو تشبيه بالغ القسوة على نفسه في وصف مهمته وعلى العراقيين في الوقت نفسه.والمؤسف أننا بعد تموز 1958، وبعد انتهاء شهر عسل انسجام ضباط التغيير والقوى السياسية، بانت صراعات جسدتها محاولات انقلابية عديدة، ناهيك عن نعت المرحوم الفريق الركن عبد الكريم قاسم بالمجنون، وغيره من أقسى النعوت التي كان يغذيها احمد سعيد من إذاعة صوت العرب في القاهرة.وما نعيشه اليوم بعد خلع النظام الشمولي من قبل قوات الاحتلال الأميركي وحلفائهم، سادت موجة متصاعدة من أقسى العبارات الطارئة على "الادب" السياسي، وهي بالحقيقة توصيفات ساذجة بلا ادب.إن انتقاد أي مسؤول واجب وطني، ينبغي ان يكون مجسداً لتشخيص مشكلة والمطالبة بحلها، مع تحميل المعنيين بالمشكلة مسؤولية استمرارها، وفي الأدب السياسي والثقافي تقيم الانتقادات حين تشخص المشكلة وتطرح حلولاً لها منسجمة مع معطيات الواقع وامكاناته، فتكون نقداً بناء.لكن بعض سياسيي هذا الزمن يستخفون بمن هم في موقع المسؤولية حد الإهانة، دون إدراك ان العمل الوظيفي في المناصب العليا في العراق، يعاني أولاً من مركزية تكاد تخنق المبادرات، بجانب روتين وضوابط معرقلة كثيرة. اقلها طبيعة تشتت إرادات مجلس النواب وضغوط اطرافه المتضاربة احياناً.إن قبول المسؤولية في العراق لأي نزيه أقرب إلى عمل انتحاري او يمكن القول انه مثل السمك "مأكول مذموم" في كل الأحوال، بالمقابل هناك جوقة المادحين والمفخمين في توصيف المسؤولين، ولولا طبيعة النظام "التعددي" لخلقوا حاكما شمولياً جديداً.إن للوظيفة العامة حرمة، بالأخص لمن يكافح بكل طاقاته لتقديم منجز، حتى ولو كان فك الاختناقات المرورية، مع قناعتي بانها مهمة امانة بغداد والسلطات البلدية...لكن في زمن التلكؤ والنهب الخفي، بات كل عمل يستدعي حضور أكبر كبار المسؤولين لضمان الإنجاز.لهذا ينبغي الدعوة ليس لتخوين وشتم المسؤولين، بالأخص من هم في المواقع الرئيسة، صحيح ان المسؤول خادم الشعب، لكن ينبغي ان تكون للخادم المجد حرمة وتثمين حرصه ..مع الأسف البعض يستسهل توصيف رئيس مجلس الوزراء والوزراء بالمدراء المنفذين لتوجيهاتهم، وليس تنفيذ البرنامج الحكومي، وهناك من يتطاول حد استسهال دمغ المسؤولين بـ"العمالة"...لكننا لم نسمع احداً يتناول حاجة البلاد إلى مفردات خطة تنمية مستدامة، وكيفية استرجاع "صنع في العراق".ويبدو أن العديد من سياسيي بعد 2003 لا يستطيع غير التخوين والشتم، ولعل مما يسعر هذه الهجمة هو دماثة وسعة صدر من يساء لهم...لست ادعو لمطاردة الناقدين، لكني أطالب باللياقة في النقد وتجنب التخوين، فأية حرمة للإنسان حين يستهدف المتصديين للعمل العام بنزاهة، ومنهم السيد محمد شياع السوداني، بعبارات تتخطى كل اللياقة والأدب التي يتسم بها كل عليم.

 

المشـاهدات 229   تاريخ الإضافـة 02/12/2023   رقم المحتوى 34479
أضف تقييـم