السبت 2024/12/21 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 11.95 مئويـة
مسرحية رسوم وطلل ومعرض جغرافيا القصيدة رحلة في تاريخ الشعر العربي رسوم وطلل.. جغرافيا القصيدة ..تختتم عام الشعر العربي بالدرعية
مسرحية رسوم وطلل ومعرض جغرافيا القصيدة رحلة في تاريخ الشعر العربي رسوم وطلل.. جغرافيا القصيدة ..تختتم عام الشعر العربي بالدرعية
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

على امتداد عام كامل احتفت السعودية بالشعر العربي الذي خصصت له سنة 2023 فعاليات متعددة لتسليط الضوء على أهمية هذا الفن العريق والجوهري في الثقافة العربية. ولم تقتصر التظاهرات الاحتفائية على الجانب الأدبي بل انفتحت على مختلف الفنون مثل الموسيقى والرسم والمسرح وغيرها، وهو ما يتواصل حتى المحطة الأخيرة من الاحتفائية.تعتزم وزارة الثقافة السعودية تنظيم فعالية “رسوم وطلل – جغرافيا القصيدة” خلال الفترة من السابع عشر إلى السادس والعشرين من ديسمبر المقبل في ميادين بمحافظة الدرعية، وتتضمن الفعالية عرض مسرحية غنائية استعراضية بعنوان “رسوم وطلل”، ومعرضا تفاعليا بعنوان “جغرافيا القصيدة”، لتكون تتويجا لمبادرة “مسار الشعر العربي”، وختاما يليق بمبادرة “عام الشعر العربي 2023”.وتتضمن هذه الفعالية أيضا عدة مناطق رئيسية تشهد على مدى عشرة أيام متتالية عدة فعاليات وأنشطة ثقافية إبداعية وثرية، من أبرزها منطقة المسرح، ومعرض جغرافيا القصيدة، وأجنحة الشعر العربي، لتأخذ الزوار في رحلة شعرية ثقافية مثرية تشتمل على عرض مسرحي، وأمسيات شعرية.

 

مسرحية ومعرض

 

تقدم مسرحية “رسوم وطلل” بقالب إبداعي مبتكر يعتمد على التنقيب في التراث الشعري العربي لاستطلاع جغرافية المملكة، وتقاطعها مع المواقع التي وردت على ألسنة الشعراء، لإخراجها في حلة مسرحية غنائية معاصرة.وتتناول حكاية المسرحية الغنائية الاستعراضية رحلة بحث يتنافس فيها مجموعة من الشبان يقودهم “طلل”، ومجموعة من الشابات تقودهن “رسوم”، وذلك من أجل إتمام خارطة ما، ويتتبعون في رحلتهم جزءا كبيرا من سيرة المكان الجغرافي في شعر ما قبل الإسلام، وعصر صدر الإسلام، الذي وردت فيه الأماكن والأطلال في أنحاء الجزيرة العربية التي تمثلها السعودية اليوم، ويصلون في النهاية إلى اكتمال خارطة شعرية جغرافية للشعر العربي القديم، داخل خارطة بلادهم السعودية، وسيظهر الشعراء في بلادهم مجددا بعد قرون، ثم يقع بطلا هذه الرحلة والمنافسة “طلل” و“رسوم” في الحب.أما المعرض الفني جدارية “جغرافيا القصيدة” فيأتي على هيئة جدران مصممة بطريقة إبداعية وكأنها جدار واحد، وتظهر فيه زوايا مختلفة عند تحريك جزء منه، وتحتوي هذه الجدارية على سلسلة تشكيلية متصلة، وتتخذ من فن الحروفيات مسارا لها، بحيث تضم فنون الخط العربي، والنقوش، والتشكيل، وتعكس مزجا فاتنا بين الهوية والأصالة، وبين التجريد والحداثة.وتروي هذه الجدارية حكاية الجغرافيا الشعرية على أرض المملكة، وهي الحكاية التي تناولتها مسرحية “رسوم وطلل”، حيث تستلهم الجدارية في كل شق منها إشارات وعلامات دلالية على المدن والأماكن السعودية (الجغرافيا)، وتمزجها بالحروف والخط العربي لأبيات الشاعر العربي الذي عاش في تلك الأنحاء (القصيدة).ويشارك في إنجاز هذه الجدارية ستة من فناني وفنانات السعودية، قدموا من كل أنحاء المملكة، يقودهم المشرف والقيم الفني للمعرض الفنان التشكيلي المتخصص في الحروفيات والجداريات والفن المعاصر حسن شرية، والفنانون هم: صالح الدغاري وعبدالله مشبب وفهد غرمان ومحمد الرباط ومهدية آل طالب.

 

إحياء تاريخ الشعر

 

في توجه إبداعي لهذه الفعالية المميزة يقوم الفريق الإبداعي بجمع شعر فترة ما قبل الإسلام، وصدر الإسلام، والذي يحوي أماكن وأطلالا ورسوما تقع في الجزيرة العربية، ثم يقوم بتتبع الأماكن السعودية الموجودة في ذلك الشعر، وتصويرها وتوثيقها وتدوين الفنون الأدائية والموسيقية والغنائية الموجودة عند تلك الأماكن أو القريبة منها، ومن ثم الاستفادة من كل ذلك ليظهر داخل الحكاية الدرامية التي يحييها العرض المسرحي.وسيتم تأليف موسيقى خاصة تعكس قوة وهيبة الشعر القديم، وتعبر عن الحنين للماضي الذي تمثله الحالة العامة للعرض، وكذلك تناسب الغناء بالفصحى، ومن ناحية أخرى سيقوم الاتجاه الموسيقي على استلهام الفنون الأدائية السعودية، وتطويرها في بعض المواضع بالعرض في جو موسيقي متكامل ومتناسق، على أن تكون الألحان المطورة من الفنون التقليدية السعودية متناسقة مع أماكن الشعراء القدماء داخل جغرافيا المملكة اليوم.وتأتي فعالية “رسوم وطلل – جغرافيا القصيدة” ضمن جهود وزارة الثقافة في تسليط الضوء على الأماكن والمواقع السعودية التي عاش بها الشعراء العرب أو وردت في قصائدهم، وإحياء تاريخ الشعر العربي العريق، وإبراز المكانة الحضارية المهمة للجزيرة العربية، ودورها المؤثر في نشأة الشعر العربي ونهضته الكبرى التي جعلت من هذا الفن البديع ديوانا للعرب، ومجنى لثمار العقول ببحوره وفنونه وأساليبه وقصائده، التي جسدت المعاني الجليلة، ونقلت مآثر العرب، وتجلت فيها مشاعرهم وأفكارهم وتطلعاتهم نحو الخير والحياة والحب والجمال.وقد جاءت تسمية السعودية عام 2023 بـ“عام الشعر العربي” للاحتفاء بهذا الفن العربي العريق، عبر فعاليات وأنشطة ومبادرات تقام على مدار العام، وبشراكة فاعلة من أفراد المجتمع وكافة الجهات المعنية.وتحتفي السعودية بالشعر العربي الذي يعتبر من أهم الفنون والآداب العربية، من خلاله دوّن العرب حياتهم في هدوئها وصراعاتها، وكتبوا مشاعرهم، وأرّخوا لفترات هامة، علاوة على التأسيس لجماليات أدبية فريدة من نوعها، ويأتي هذا الاحتفاء بالشعر في رؤية مستقبلية لا تكتفي بماضيه، بل تسعى لتعزيز مكانته وفتح آفاقه تماشيا مع رؤية السعودية 2030.واحتفاء بهذا الفن العريق قدمت وزارة الثقافة بالتشارك مع العديد من الأطراف والمؤسسات عدة فعاليات ومسابقات وندوات في مختلف محافظات المملكة، تأكيدا على دور شبه الجزيرة العربية المؤثر في نشأة الشعر العربي ونهضته التي جعلت منه ديوانا للعرب. وقدمت مؤخرا جائزة جديدة للناشئين بينما عقدت ندوة خاصة حول الشعر، ليكون الختام بهذا العرض الذي يجمع بين المسرح والفنون التشكيلية.

المشـاهدات 396   تاريخ الإضافـة 04/12/2023   رقم المحتوى 34690
أضف تقييـم