الجمعة 2024/5/17 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
مونولوج يهمسُ في قلوب المحبين..
مونولوج يهمسُ في قلوب المحبين..
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

نقد: كريم إينا

الجزء الثاني

 إنّ روح الشاعر تتفاوت في وصل العواطف بالفكر وما يخالجُ مجازات الشاعر المتفاوتة المضطربة، كالإستعارات البعيدة الممسوخة، وتبيّن قدرتها على الفرح والحزن بأشجى ما تهتاج فيه النفس الحساسة، إلى آخر شيء يؤكد بإلتقائه مع الجماعة في يوم التنادي، تأتي قصيدة " هبتْ ريح الغضب" ص48 من خبب المتدارك بقافية (الباء والتاء) لقد برع فيها بترتيب الألفاظ والمعاني، جاءت في البداية سلسة تنهمرُ إنهماراً خالية من التعقيد وجرسهما الموسيقي متناغم داخل الأبيات، يأخذ الأمور بشكل منطقي بما يوافق العقل، ولكن بعد تغير قافيتها من الباء إلى التاء واللام والضاد والميم...إلخ، أصبحت محتضنة مفردات تكادُ لا تستقر في مكانها مثل: كالصّافات والإيمان  فيقول: / هبّت ريح الغضب / ساقت سود السحُب / كانوا صفّاً متراصين / نجماً تسمو كالصّافات / واليوم بدعوى الإيمان / نحروا وطناً بالساحات /، وفي ص54 نجدُ قصيدة " لولاكم" من بحر المتقارب بقافية (ب) هي مجرد إسترسال ألفاظ لمدح شخصية أو إستطابة البعد، جاءت القصيدة غير متكلفة صحيحة، تستنهدُ البعد عن الحبيب، أمّا قصيدة " بني هاجر" ص56 يمدح بني هاجر بأنّها ترفع هاماتها في الحرب، وهي أهلٌ للسلام إذا إحتكم، فيقول: / صقورٌ إذا إشتدّ قرعُ الوطيس / وفي السلم ردوا عليكم سلامُ /، تقريباً هي مقاربة لقصيدة المتنبي ( الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني، والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ)، وهي من بحر البسيط، بينما قصيدة الشاعر علي هي من المتقارب والقافية نفسها ميمية، وهناك بيت يقولُ فيه: / إذا ما تقدّم منكم فطيمٌ / تقومُ إذا قام هذي الأنامُ /، المفروض يقول: قامت ولكن للضرورة الشعرية وحكم الوزن جعلهُ يحذف التاء لزيادة الحركة بيده، أمّا ص58 نرى قصيدة " كاتيا" الجميلة من بحر البسيط والقافية ( الهاء والالف) أهداها: لإنسانة عزيزة على قلبه، بعد إصابتها بمرض كورونا اللعين، وسط غيبوبة قفلت أنفاسها، يقول: / أنفاسها بتُ أحصيها / في غرفة الموت تبقيها / إنّ الهواء الذي فينا / يموتُ إن غاب عن فَيهاْ /، يرددُ ويقول: إنْ غبت تذهبُ الشمس عن الدنيا فيواريها الغير، فتراهُ ينفرد في الرجح والإختيار، / لا الشمسُ شمس بدنيانا / إن غبت قبرٌ يواريها /، وفي قصيدة " بيني وبيني" ص60 وهي من بحر الكامل القافية (العين)، فهو يتكلم مع نفسه في طريق ضائع يقعُ في صراع بين القلب والعقل، ولا يعلم كيف يتراجع؟، ولا يوجد شيء من المستحيل يمنعهُ، من إلقاء نظرة جفونه نحو مراتع الجمال، ولكن رغم التشتّت والتيه فهو يرصّ خطاهُ بإحكام في وسط الدروب، وتأتي ص61 بقصيدة " طريق" من بحر الوافر والقافية (اللام) تدخلُ إلى القلب بسهولة وسامعها يسيخ السمع تجاهها، وتلتفُ مشاعرهُ حولها كإلتفاف عروق الأشجار حول الماء، لغة القصيدة لا ريب فيها، يستطيع أي قارىء أن يفهمها بكلّ يسر وسهولة، فيها قرب وحميمية تنشرُ في أجسادنا الدفء وأحياناً القشعريرة ببردها، لما فيها من إنسجام في اللفظ والمعنى والصورة المبتكرة، حيث يقول: / طريق حياتنا ذا مستحيلُ / وأعلنها بأنّي مستقيلُ / فمن لا يرتوي شرباً تجدهُ / يمُت عطشاً ولا يرويه نيلُ /، نأتي إلى ص63 وقصيدة " قبلة الخلود" من بحر الوافر القافية (د) يقول: / فلا تتنكريني تعرفيني/ وتدرين الفضا ملكي النضيد /، أتت مفردة النضيد غير موفقة في عجز هذا البيت، لكنّهُ في بيت آخر يعلنها للملأ بأنّ حبيبتهُ هي الأمنيات والأحلام التي تأبى الجمود، خسر نفسهُ وجاء إليها من بعيد ليفكّ ظلم القيود، أمّا قصيدة " شاي الصباح" فهي من مجزوء الكامل قافيتها (الباء) فيها يقول: / شاي الصباح بمكتبي / من كفّها المترطب / قالت: بكلّ هدوئها / إشرب ، فقلتُ تقرّبيْ /، تطرب حواسنا من خلالها بكلّ قرب وحميمية، وتأتلفُ بمشاعرنا وأحاسيسنا بكلّ عزّة وإباء، وبيت آخر يقول: / فالشاي أحلى بارد / ويداك تذكي النار بي / لو قال: فالشاي يحلو بارداً أمتع وأمثل، ثمّ نأتي إلى قصيدة " شكراً" ص67 وهي من بحر المتقارب قافيتها (الراء)، توجد في القصيدة تمتمه خفيفة، لدوحة ساد ذكرها في الخير بين كرام النفوس، ترى الشاعر يقولُ ما في قلبه فيطرحهُ للمتلقي وهذا ليس بإطراء، حيث يقول: / صغيرةُ حجم كبيرةُ فضل / سليلةُ عزّ سما فيك صقرا / حبيبةُ أرض صديقةُ بحر / كريمةُ شعب عناداً وكبرا/ فالشعب الكريم يكونُ سليل عزّ يسمو كسمو الصقر في السماء، ما أجمل هذا البيت: / حديقةُ زهر جميلةُ وجه / عبيرٌ بها فاح جواً وبرا / أمّا في ص70 تظهر قصيدة " إن تحتجبي"، القصيدة من بحر المتدارك الخبب والقافية (ن، أ) حقيقة في هذه القصيدة أثبت الشاعر براعتهُ، متخذاً لهُ الشعر عنواناً جمالياً لا حدّ لهُ، فهو يتلألأ في الأفق والذي يتدلّى منهُ دنَاْ، وفي ص72 تبرز قصيدة: "قالت أعودُ" تكاد تكونُ من مجزوء البسيط والقافية (د)، / قالت أعودُ وذا وعدي / وعدُ الحرائر كالعقد / صدقتُها لم أكنْ أدري / تُبيّتُ الشرّ من بعدي /، هذه القصيدة رغم قساوة صدقها فهي تبرر أفعال الناس بالخداع وتصرفاتها العجيبة وينهي بقوله، / أبقى أعيشُ بذكراهم / حتى أساقُ إلى اللحد / وتليها قصيدة أخرى بعنوان: " بلاد الخوف" تشبه النشيد العربي بلادُ العرب أوطاني من مجزوء الوافر بقافية (النون)، / بلاد العرب أوطاني / من الشام لبغدان / ومن نجد إلى يمن / إلى مصر فتطوان / فلا حدٌ يباعدنا / ولا دينٌ يفرّقنا / لسانُ الضاد يجمعنا / بغسّان وعدنان /، يسترسل بها حسب قوله: بأنّ حدود العرب بدأت تتزعزع وتنأى بأسلاك وحيطان، فما زال العرب غافلون لأشياء كثيرة وخاصة الأجانب الذين ما زالوا يعيثون في البلاد فساداً، ويقول: في النهاية / يغوتٌ عاد ربّاً في / بلاد العرب أوطاني / بمعنى أننّا عدنا / ليقتل بعضنا الثاني / وفي ص77 تظهر قصيدة " الماجدة العراقية" بقافية (د) وتفعيلتان مستفعلن مستفعلن، يشيدُ بالأم الماجدة التي تمشي على نار مستعرة وتشدّ مئزرها للمجد، وآخر قصيدة " رهينة الحزن" تأتي من بحر البسيط قافيتها (الميم) قصيدة جميلة عن الأم يغذي بها روحهُ العذبة والنبض يبقى باق يجري كنهر من النعم.

 

 

المشـاهدات 196   تاريخ الإضافـة 14/02/2024   رقم المحتوى 39637
أضف تقييـم