بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وفي مؤتمر صحفي عقد في برلين على ما اتذكر ، شكل وزير الدفاع السوفيتي انذاك (زوكوف) كيف استطاع ان يدير عمليات عسكرية بحجم خمسة ملايين جندي ضد المانيا النازية ؟؟ .... فقال لا تسألوني عن صميم عملي ومهنتي ولكن إسألوا كيف استطعنا تموين هذا العدد بالاكل والشرب ؟ .. فقال احد الصحفين ماذا تقصد يا سيادة الوزير ؟ فقال الوزير .. الإدارة الجيدة هي مفتاح النجاح في الحياة وفي جميع الميادين ! تتبادر الى ذهني الواقعة اعلاه دائماً حينما اروم مراجعة دائرة من الدوائر خاصة الخدمية منها لانجاز بعض المعاملات الروتينية المملة ، وما أكثرها ، والتي (تأكل) من وقتنا وعمرنا والى خواء جيوبنا .... فأول ما تطالعك فوضى حواضر هذه الدوائر وفوضى الحياة السائدة في مفاصلها وكذلك في أحشائها بدءاً من الحيطان الكونكريتية ، المقززة للنفس البشرية التي يحسبها الداخل اليها سجنا الى القمامة الازلية التي اصبحت شبه لازمة في حياة الشعب العراقي المبتلى منذ الغزو الظالم ولحد الان ... إلى الضوضاء العارمة المؤدية للصحة العامة ، التي تلف المكان . واخيراً وهو الأكثر أيلاماً للحياة في عصر النهوض الصحي والثقافي والعلمي ما نشاهده من اهمال یكاد يكون تاماً لدورات المياه وخاصة في المؤسسات والدوائر الرسمية .. مديرية الجنسية في الكرادة واحدة من الدوائر الخدمية المهمة التي يقصدها الالاف من المواطنين من دائرة بهذه الدرجة من الأهمية، على ادارتها أن تكون بمستوى عملها الاستراتيجي لانها واجهة مهمة للدولة ولا بد أن تتوفر فيها مقاعد لاستراحة المراجعين المرضى وكبار السن.. ولا توجد لافتات تنبه إلى عدم التدخين في اروقة الدائرة .. اما دورات المياه فحدث و لا حرج شكلا ووضعها يندى لها الجبين !! والمفروض ان تكون من أولويات المسؤولين العناية بالحمامات لأنها دائرة خدمية يؤمها عشرات الالاف شهرياً بمختلف الأعمار والعديد منهم مرضى ومعاملاتهم تستغرق وقتاً طويلا ومرهقاً للكبار ... على المسؤولين في جميع دوائر الدولة النزول من ابراجهم العاجية وتفعيل الادارة الحازمة لأنها مفتاح النجاح ومعالجة جميع السلبيات ..وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..

عدنان سلمان