الدوحة ـ الدستور

في أول ندوة سينمائية في النسخة العاشرة من ملتقى قمرة، الحاضنة السينمائية للمواهب العربية والعالمية، شاركت خبيرة قمرة السينمائية توني كوليت (الحاسة السادسة، وليتل مس سنشاين، زفاف مورييل) علاقتها التحولية مع الأفلام. وكيف مكنتها من أن تفهم ذاتها وتكون على طبيعتها.يمثل التأمل جزءًا لا يتجزأ من حياة توني، فتقول أنها تعيش في سلام مع نفسها ولا تتأثر بما يعتقده الآخرين عنها. لطالما تحدثت توني عن كيف ساعدها لعب دور أشخاص آخرين في العثور على نفسها، والوصول إلى أجزاء من كينونتها لم تكن تدرك أهميتها أو كانت قد أغفلتها. وتقول في هذا الصدد: "لكن الآن لقد وصلت إلى النقطة التي أعرف فيها من أنا. وأريد أن أحمي ذلك وأريد أن أعيش حياتي الخاصة”.تنقلت توني في حديثها من الأفلام إلى الحياة، ومن الهوية إلى الفردية، ومن التمثيل إلى استكشاف دروس جديدة كمنتجة، وقدمت  من خلال خبرتها معارف لا تقدر بثمن لجمهور غفير في قمرة.وأوضحت توني فيما يتعلق بدخولها عالم السينما أنها بينما كانت غير متأكدة من نفسها عند الاختيارات المهنية الأخرى، كانت تعرف بالفطرة أن التمثيل مقدر لها. "إنه أمر غريب لأنني لم أكبر حول هذا النوع من الأشياء. لقد كان الأمر غريبًا مثل القول بأنني سأصبح رائدة فضاء". بدأت توني رحلتها في المسرح الموسيقي وكانت تحب الرقص النقري في طفولتها، وكانت لحظة انطلاقتها هي التمثيل في فيلم "سبوتسوود" (1992) مع أنتوني هوبكنز وراسل كرو.في وصف أسلوبها السينمائي الخاص، علقت توني: "لكي يبدو أي فيلم حقيقيًا، يجب أن تكون كل لحظة حية تمامًا. أنا شخصياً لا أحب أن أطبق التحكم في زمام العمل، أحب أن أكون فوضوية وأن أتفاجأ وأتفاعل مع الأشياء في لحظتها. فإذا تأكدت من أن كل شيء حي وحقيقي تمامًا، فيمكنك فعل أي شيء".أسلوبها توني كممثلة هو العمل النابع من داخلها. "أبدأ بالعالم العاطفي للشخصية وأحاول أن أفهم كيفية استجابتها لكل شيء. أي شيء جسدي ينبع مما يدور في داخلي. الشيء الممتع في كونك ممثلاً هو أنك تدخل إلى عالم شخص آخر، يبدو الأمر وكأنه تجربة حياتية سأخوضها في كل مرة، لأن التمثيل يغذي روحي بطريقة لا يمكن أي شيء آخر أن يقوم بها".وقالت أن الأمر الأكثر أهمية سواء في التمثيل أو في الحياة هو العثور على الاتصال الحقيقي مع ذاتك. "إذا لم تتواصل مع نفسك، فلن تكون هناك حياة حقيقية لتعيشها. الاتصال الذي تقوم به مع نفسك هو بداية كل شيء، وسرد القصص هو طريقة رائعة لهذا الاتصال."توني تحب ما تقوم به لأن “صناعة الأفلام من أكثر الأعمال تعاونية، فهي تجربة جماعية حيث جميع من يعمل فيها ضروري وجميع الأفكار يجب سماعها والاحتفال بها.