الجمعة 2024/5/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 27.95 مئويـة
زهرة البابونج .. رمز بوابة عشتار
زهرة البابونج .. رمز بوابة عشتار
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبد الحميد
النـص :

ما أنفك الباحت في شؤون الموسيقى الكلاسيكيّة الموسيقار والمايسترو-عازف البيانو الشهير د.سلطان الخطيب يضيء بالتذكير والإشارة و الإشادة بجمال وهيبة وعظمة بوابة عشتار،كلما حان الحديث أو لامس بالشرح والبحث مباهج هذا الصرح المعماري -الحضاري المهيب الذي ميّز من جملة ما تميّزت به حضارات وادي الرافدين أو بما يعرف ب"ميزوبوتاميا" ببلاد ما بين النهرين،في عموم سياقات محاضراته الباذخة بدقة ورصانة المعلومات التي يُدلي بها مرفقة ومدعومة بالخرائط والصور والتعزيزات البصريّة عبرعرضه المتقن للأشرطة الفلميّة "سلايدات" التي تدعم وتديم من صلة توثيق نسق المعلومة بوعي أرسخ،وعلى ضوء ما تسنّى لي حضوره لعديد من محاضراته،بالاخص في الآونة الأخيرة في كل من بغداد وأربيل-عنكاوا وآخرها كان في الموصل بدعوة من كلية النور الجامعة فيها،حول بوابة عشتار البوابة الثامنة لمدينة بابل الداخلية والتي بناها الملك نبوخذ نصر عام 575 ق.م في شمالي المدينة وأهداها لعشتار آلهة البابليين،وتم الكشف عنها من قبل منقّب الاثار الألماني روبرت كولدواي في العام /1899 أيام بقايا الدولة العثمانية، ونقلت إلى ألمانيا لتوضع في متحف "بيرغامون"-برلين ولم تزل هناك،ما أستوقفني-فضلاً عن براعة معمارية البوابة المدهشة- إتخاذ زهرة البابونج شعاراً يُزيّن من واجهاتها وأسوارها الخارجية على نحو تناسق حيّ ونابض وبما يثير الإعجاب والدهشة،الامر الذي أثار فضولي في تتبع آثارها عبر صفحات التاريخ البابلي، فوجدت المعلومة تقول إنها لعبت "أي زهرة البابونج"ومنذ آلاف السنين، لعبت دوراً هاما في الحضارة البابلية من خلال رمزيتها المتمثّل بمثلث إلهة الشمس/شمس، والقمر/نينغال،والخصوبة،فقد أمر الملك نبوخذ نصر الثاني بزراعتها في حدائق بابل المعلقة،أحدى عجائب الدنيا السبع، كما وجرى إستخدامها في علاج حالات التهاب المعدة/الأرق/و خفض التوتر وغيرها مما تستعمل-الآن- في علاجات الكثير من الحالات،أما وفي حيّر الطقوس الدينية فإن  زهرة البابونج تقدّم مع مراسيم قرابين الآلهة،وفي تزيّن المنازل،وفي الأدب ترد في قصائد الشعراء والسرديات،كذلك في مجال المنحوتات واللوحات،بالاضافة إلى التجارة وترويج البضائع،مما ثمّن وأثرّ  من ظهورها في حضارات مجاورة أخرى،وقد شاء للكاهن مردوخ أن تناول خصائصها الطبية في كتابه "الطب البابلي"،كما وردت في كتاب المؤرخ هيرودوتس"الحضارة البابلية"،في وقت يعرض متحف اللوفر مجموعة من اللوحات والمنحوتات التي تصور زهور البابونج، كذلك  المتحف البريطاني الذي تفنّن في عرضها مع مجموعة من الأدوات الطبية البابلية التي تم استخدامها مع هذه الزهو،فيما لم نفكّر نحن ورثة وأسلاف هذه الحضارات العملاقة في كل مكامن وجودها وسطوعها عبقرياتها-يوماً- بعمل مهرجان لهذه الزهرة التأريخية المتفرّدة بجمالها وخصائص فوادها الجمّة،هنا ..أود قدح شرارة ذكر وتذكير لأمانة بغداد لعلها تفكّر بعمل مهرجان لها على سبيل المثال.

Hasanhameed2000@yahoo.com

الشهير
 

المشـاهدات 69   تاريخ الإضافـة 10/03/2024   رقم المحتوى 41524
أضف تقييـم