تصدر عن المؤتمرات والندوات والملتقيات والورش العلمية وبعض الحلقات النقاشية، التي تنظمها او ترعاها المؤسسات الاكاديمية والبحثية او تلك المعنية بشؤون الشباب والرياضة في دول العالم المختلفة ومن بينها العراق، بشكل دوري وعلى مدار العام، عدد غير قليل من المقررات والتوصيات، التي تهتم بتقديم بعض الحلول والمقترحات المرتبطة بمشكلة او قضية معينة ترتبط بشكل مباشر او غير مباشر بالمجال الرياضي او الشبابي.

ونظراً لإدراك المهتمين والمختصين بالشؤون الرياضية لأهمية إقامة هكذا مناسبات وفعاليات، وذلك لمشاركة عدد غير قليل من أصحاب الاختصاص من العلماء والمفكرين والاختصاصيين والأكاديميين واهل الشأن، ومحاولتهم تقديم الإجابة الوافية عن التساؤلات التي يطرحها القائمون على هذه النشاطات العلمية، فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في عدد الفعاليات العلمية التي تعقدها المؤسسات بمختلف مسمياتها، فضلاً عن تزايد البحوث والدراسات العلمية التي تقدم اليها.

وعلى الرغم من اقرارنا بإيجابية عقد هذه المؤتمرات او غيرها من المحافل العلمية والأكاديمية، لا سيما ما يتعلق بالجهود والمحاولات التي يبذلها المشاركين فيها لرصد وتحليل ومعالجة بعض القضايا والمشكلات، ومن ثم العمل على بلورة الحلول والمقترحات الكفيلة بتجاوزها او تقليل الضرر الناجم عنها على اقل تقدير، وهو ما يمكن ان يحقق نهضة في أداء المؤسسات التي تعاني من خلل في الية تنفيذها لبرامجها.

لكنه، وعلى الرغم من عدد المؤتمرات غير القليل الذي يعقد كل عام، فضلاً عن المشاركة الواسعة لمختلف الفئات او التخصصات التي ذكرناها انفاً، زيادةً على استمرارها في تقديم وطرح قوائم المقترحات والتوصيات المناسبة للمشكلات والقضايا الملحة التي تناقشها، الا انه من الملاحظ ان اغلب ما يخرج عن هذه الملتقيات لا يجد طريقه الى التنفيذ العملي، ويبقى حبيس الادراج، او قيد التداول ضمن المجتمع الأكاديمي او على رفوف المكتبات.

وهناك جملة من الأسباب التي تفسر ذلك، منها على وجه الخصوص المرتبط بقناعات المسؤولين في بعض الجهات الرسمية الحكومية من جهة او غير الرسمية من جهة أخرى، التي تعطي الاذن الطرشاء لما يخرج من هكذا فعاليات من توصيات او مقررات، على الرغم من إقرارها مسبقاً بأهمية إيجاد حلول للمشاكل والملفات العالقة التي تعاني منها، لكنها في الوقت ذاته، لا تحاول التواصل بشكل مباشر مع الجهات التي عملت على صياغتها، لغرض تقليل الفجوة فيما بينها، ومن ثم الوصول الى مشتركات تدفع باتجاه إيجاد حلول منطقية او واقعية تسهم في تنفيذ التوصيات او المقررات على ارض الواقع.

والسلام ختام