عبد الكريم حمزة عباس

مرافئ ضبابية - مجموعة نصوص نثرية - للكاتبة الاديبة الإعلامية منور ملا حسون - الصادرة عن وزارة الثقافة العراقية - عام  2010 .

الجمالية في بناء النص النثري تعتبر من أهم عناصره، وهي تتعلق بكيفية تنظيم و ترتيب الكلمات و الجمل و الفقرات و الفصول بطريقة جميلة و متناسقة .

الشاعرة منور ملا حسون هدفت من خلال هذه الجمالية إيصال فكرتها و رسالتها بشكل مؤثر و جذاب للقارئ، فهي قد إعتمدت استخدام أساليب و تقنيات أدبية مثل التشبيه و التصوير البصري و الرمزية غيرها.. كما في نصها الحامل لنفس عنوان المجموعة ( مرافئ ضبابية)

إذ تضيق بي الدنيا ،

أعود إلى ذاتي أحتضنها .. !!

لكن .... ماذا....... لو؟!

ماذا لو واجهني اللبلاب فيها

.. وهو يموت حسرة

 من دون شرفة يتسلقها ؟!

و الملاحظ في هذا النص قوة التعبير و إثارة الشغف و الإهتمام لدى القارئ و ترك الأثر العميق في ذاكرته.  

لقد تمكنت الشاعرة منور ملا حسون من تزيين نصوصها و جعلها أكثر جمالا و جاذبية من خلال استخدام الكلمات و التعابير الجميلة و المثيرة للإعجاب، كما تمكنت من التلاعب بالصور و الألفاظ لإيصال ما يدور في مكنونات نفسها الشاعرة بطريقة مبدعة و فنية كما في :النص التالي المعنون ( إليه إينما يكون)  

بملامح سوسنة حالمة ..

نما غرسك في سواحلي .

منحته إشراقات الخصب و الحياة.

و حين سرى فيه دفء الأمل،

وهبت له..!

.. ظفائر الشمس و ألوان النجوم

ومن الغيوم الشاردات

امطرت عليه

. حروف الشوق المنسية .

فرميت نفسي ،

. إلى ينبوعك الدافي ..

 حتى بدا الطلع الأخضر

لقد نجحت الشاعرة منور ملا حسون في توصيل نصوصها إلى القارئ بشكل متميز من خلال استخدام جمالية بناء النص .

ومن الأبعاد الجمالية لنصوص المجموعة ما يلي

 : 1 - اللغة و الأسلوب : فهي قد تمكنت من استخدام اللغة بشكل صحيح و جميل من خلال توظيف أساليب تعبيرية متنوعة، مما أضفى على نصوص المجموعة بريقا و جمالا كما في نصها الموسوم ( ألم بلا حدود):

في قلبي الجريح

. لماذا يتجذر ألم وجيع

 لا نهاية له..؟

ريح خريفية

 بغموض حزن مكتوم،

هبت في أمسية منسية

على بستان قلبي البهيج .

و انتزعت من ورودي

 فساتينها الملونة .. !

فبدت عارية..

 ترتعد كلما مستها

 أصابع الريح  .                                          

2- التركيب