الإثنين 2024/4/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 31.95 مئويـة
وجهة نظر متواضعة في الفن التشكيلي: الرضوخ للذوق المنجز والبحث عن المغامرة الجمالية لم تعد اللوحة كيان يحاكي المرئيات إنما يتوغل داخلها رسامون شباب يتنافسون للخروج من الحلقة الضيقة الى خارج الحدود
وجهة نظر متواضعة في الفن التشكيلي: الرضوخ للذوق المنجز والبحث عن المغامرة الجمالية لم تعد اللوحة كيان يحاكي المرئيات إنما يتوغل داخلها رسامون شباب يتنافسون للخروج من الحلقة الضيقة الى خارج الحدود
فن
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

الفن التشكيلي في العراق يحمل تاريخاً غنياً ومتنوعا، وقد تأثر بالتغيرات السياسية والثقافية على مر العصور.ومع اني لست ضالعا في مجال الفن التشكيلي لكن أدعي كوني متذوق معتق لهذا الفن ومحب له.  في العصور الوسطى، كانت بغداد مركزاً أدبياً وفنياً للعالم العربي. وفي القرن العشرين، شهد الفن التشكيلي تحولاً واسعاً، جمع بين الفنون التقليدية والحداثة، وفي القرن الواحد والعشرين أصبح له طابعه المميز ومازال يقاوم التحديات وتتسع دائرة المهتمين به.

 

أهم التحديات والمعوقات:

 

- تعرض التراث الفني العراقي للنهب والتدمير خلال الثورات والحروب والاضطرابات السياسية والغزو الأميركي.

 

- ضعف اهتمام وزارة الثقافة والسياحة والآثار بالفن التشكيلي وقصر يد نقابة الفنانين التشكيليين مع تقديري للجهد الحقيقي الذي يبذله الصديق الدكتور علي عويد مدير عام دائرة الفنون التشكيلية.

 

ما هي الفنون التشكيلية المعاصرة في العراق؟

 

في البدء دعونا نتعرف بشكل أوضح على الفنون التشكيلية المعاصرة في بلدنا ونستعرض أنواعها أولا:

 

- الفن التجريدي: يستخدم الألوان والأشكال والخطوط للتعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة مجردة وغير واقعية.

 

- الفن التعبيري: يركز على التعبير عن العواطف والرؤى الشخصية من خلال اللوحات والمنحوتات.

- الفن النسوي: يسعى لتسليط الضوء على قضايا المرأة والمساواة من خلال الفن.

 

- الفن الرقمي والتكنولوجي: يستخدم الوسائط الرقمية والتكنولوجية للتعبير عن الأفكار والمشاعر.

 

- الفن البيئي والتجريبي: يستخدم المواد الطبيعية والمحلية لإنشاء أعمال فنية ترتبط بالبيئة والمجتمع.

 

- الفن الشعبي: يعكس الثقافة الحضرية والتحديات الاجتماعية من خلال الرسومات والكتابات على الجدران.

- الفن الفوتوغرافي: يستخدم الصور لتوثيق الحياة اليومية والمشاكل الاجتماعية.

 

من هم ابرز الفنانين التشكيليين ؟.

 

ما زالت الذاكرة العراقية تحتفظ بأسماء العديد من الفنانين التشكيليين المبدعين، ومن بينهم:

 

فائق حسن: رسام ونحات معروف بأعماله الجريئة والملهمة.

 

جواد سليم: رسام يعبر عن الحياة اليومية والتجارب الإنسانية من خلال لوحاته.

 

حافظ الدروبي: رسام يستخدم الألوان بشكل مبتكر لتجسيد العواطف والمشاعر.

 

شاكر حسن آل سعيد: رسام يعكس الثقافة والتراث العراقي من خلال أعماله.

 

إسماعيل فتاح الترك، سعاد العطار، خالد الجادر، إسماعيل الشيخلي، علاء بشير، محمد غني حكمت، عباس الكاظم، نزيهة سليم.ومن المؤكد هناك أسماء أخرى لم أتذكرها.

 

ثمة تجارب ظهرت على نحو متفرق، بين عامي 1970- 1990.. وكان العقد الأخير، إبان سنوات الحرب، قد شهد ظاهرة بروز التعبيرية كمفهوم لوحدة المضمون. ومن الطبيعي مازالت تصارع الذوق الذي تغذى بالأعمال الانطباعية والواقعية والشعبية والزخرفية. فالشكوك لدى هذا الجيل، او الاسئلة، تجد اجاباتها بالانحياز الى العمل الفني كرد فعل إزاء الخارج، من ناحية، وكإخلاص عميق للتقاليد الفنية التي ارساها الاوائل والرواد، من ناحية ثانية. يضاف لهذا كله، ان الجيل الجديد أكثر افصاحا عن قلقه الداخلي، فهو لا يرضخ لذوق منجز، انه يبحث عن مغامرة جمالية. فالأسماء التي ظهرت خلال العقد الاخير، توفر لديها المناخ الثقافي، بدرجة لا تقارن مع المناخ الستيني او الخمسيني بسبب الانفتاح على العالم، والازمات الاجتماعية، والانسانية ومنها الحروب، والمتغيرات في المفاهيم اصلا، كلها ولدت قاعدة لأسئلة جمالية مازالت قيد المناقشة من رسامي هذا الجيل، منهم، هاشم حنون، هادي نفل، محمد صبري، علي رضا، كريم رسن، خالد رحيم، عدي داود، علي جبار، كامل الموسوي، حسن عبود، فاخر محمد، حسام عبد المحسن، عاصم عبد الامير، عبد الرزاق ياسر، محمد تعبان، حيدر خالد، ماهر حربي، مصطفى نور الدين، غازي الدليمي وعبد الصاحب الركابي وغيرهم.

 

هذا العدد، مقارنة بالمراحل السابقة، له اسبابه:

 

أولا: ثمة تغيرات في مفهوم الفن، واللوحة، ككيان عضوي له معالجاته، وابعاده، كيان لا يحاكي المرئيات انما يتوغل داخلها، الامر الذي جعل ابناء هذا الجيل اكثر صلة بالثقافة العامة من جهة، واكثر تفهما لدور الفن في المجتمع من جهة ثانية.

 

ثانيا: ان الاساليب التقليدية، لم تعد ممكنة ازاء حداثة الثقافة الرائدة، في الشعر او على صعيد تجارب القصة القصيرة، والوعي العام، الامر الذي جذب هذا العدد، ومنحهم فرصة اعمق مما كانت عليه، في المراحل السابقة.

 

ثالثا: لا أحد يستطيع، او يدرك، كم من هذه المواهب، ستطور رؤيتها بهذا الاسلوب التعبيري - النقدي، الباحث عن ذاته، تقنياً، واسلوبياً، لكي تحافظ على المفهوم النقدي عبر الفن، لا عبر وسائل خطابية اخرى..

 

ومن وجهة نظر مختلفة تشير مؤرخة الفن ندى الشبوط إلى أن الفن العراقي ما زال غير موثق إلى حد بعيد. وأن الغرب لديه فكرة بسيطة جداً عن الفن العراقي. ذلك لتفاقم المشكلات المرتبطة بتوثيق صورة كاملة عن الفن العراقي فضلا عن أن عديد فناني القرن العشرين ومؤرخي الفن تعرضوا للنفي والانعزال عن تراثهم ونشاطاتهم الحالية.أخيراً أقول: لست مطلعا على عمل دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة وليس لي علم ان كان لديها جرداً موسعا وتصنيفاً واضحاً بأسماء الفنانين في الداخل والخارج، ومدى تنسيقها مع نقابة الفنانين التشكيليين، وهل هي جادة في احتضان الطاقات البارزة وتخطط لتنظيم معارض أخرى على غرار المعرض الواسع الذي أقامته في كانون الثاني 2018 والذي شارك فيه أكثر من مئة فنان، وهل تفكر في مد جسور التواصل مع الفنانين العراقيين في الخارج، وهل لديها القدرة على دعم الطاقات الشابة ماديا وتوفير احتياجاتهم وأدواتهم المستخدمة في الرسم ؟.

 

المشـاهدات 88   تاريخ الإضافـة 18/03/2024   رقم المحتوى 42004
أضف تقييـم