شهدت الية دخول الملاعب والصالات الرياضية، التي تستضيف البطولات والمنافسات والمباريات المختلفة، تطورات كبيرة ومتسارعة خلال المرحلة الماضية، اذ عملت الجهات المعنية عن عملية دخول الجماهير لهذه المنشآت على ادخال الكثير من التفاصيل والأمور التنظيمية والتقنية والاجرائية، التي تنظم وتسهل الية تدفق الجمهور ومشاهدة المباريات، فضلاً عن عملية خروج الجماهير بعد المباراة.

وضمن هذا الإطار، قطعت دول العالم المختلفة اشواطاً كبيرة في تطوير وتنظيم اليات دخول الجماهير للملاعب، لغرض تحقيق بعض الأهداف، منها ضمان تحقيق أرباح مجدية للشركات والمؤسسات الربحية المعنية، عبر تحفيز وترغيب الجمهور للحضور ومشاهدة المباريات من المدرجات، وذلك من خلال إيجاد اليات تنظيمية ناجحة، يتم من خلالها ترتيب عملية الدخول بالاستعانة بوسائل التقنية الحديثة والاتمتة، فضلاً عن توفير الأجواء المثالية امام الجمهور بمختلف فئاته العمرية لمتابعة المباريات بكل اريحية، الامر الذي ينعكس بالتالي على تحقيق اعلى نسب من النجاح التنظيمي.

وتنقسم نماذج النجاح التنظيمي لآليات دخول المباريات والمنافسات الرياضية، بين تلك النماذج المتطورة جداً والتي تشمل اغلب ملاعب الدول الأوروبية المستضيفة لأقوى الدوريات في العالم، او بعض الدول الأخرى التي بدأت حديثاً في تنظيم البطولات العالية المستوى، مثل قطر التي نجحت بشكل كبير في تنظيم بطولة كأس العالم عام 2022، فضلاً عن عدد كبير من البطولات الدولية والإقليمية الأخرى وفي مختلف الألعاب الرياضية، كما يبرز في هذا المجال كذلك بعض الدول الخليجية الأخرى، مثل السعودية التي شهدت مسابقة دوري المحترفين فيها تطورات كبيرة وواضحة انعكست على نسب نجاح المسابقة.

اما لدينا في العراق، فالموضوع لا زال يسير بطيئاً، على الرغم من محاولات الجهات المسؤولة عن ملف تنظيم المباريات تحقيق تقدم ملموس باتجاه تنظيم العملية بشكل أكثر ديناميكية، واعلانها عن تشغيل الأجهزة الخاصة بقراءة البطاقات الالكترونية لبوابات ملعب البصرة عام 2019، فضلاً عن محاولاتها الجادة لتحقيق تقدم ملموس في هذا الملف خلال مباريات خليجي 25 الذي استضافته البصرة عام 2023.

الا ان هناك الكثير من نقاط الضعف التي شابت العملية التنظيمية، لأسباب عدة تتوزع مسؤوليتها بين الجهات او الشركة المسؤولة عن تنظيم المباراة من جهة، او بعض فئات الجمهور غير الراغب بتطبيق بروتوكول وقوانين دخول الملاعب بحذافيره، الامر الذي كاد ان يؤثر بشكل او باخر على نجاح المسابقة، لا سيما في المباريات التي شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً.

واليوم، ونحن بصدد استضافة العديد من المباريات والمسابقات الدولية، ومع اعلان الشركة المتعهدة لتذاكر مباراة العراق والفلبين في التصفيات الاسيوية المزدوجة المؤهلة الى كأس العالم 2026 وكأس اسيا 2027 الية دخول الجماهير الى الملعب، فالمطلوب من جميع الجهات المعنية والساندة ومن الجمهور كذلك، العمل على إنجاح عملية التنظيم وإظهار إمكانية كوادرنا الوطنية على تحقيق متطلبات التنظيم الناجح، وإقناع الاتحادات الدولية والوطنية بإمكانية منشاتنا وملاكاتنا على استضافة المسابقات الرياضية بمستوياتها كافة.

والسلام ختام