ان مشاركة النساء في جهود بناء السلام يمكن ان ينتج سلاما مستداما وقابلا للصمود ،يبدوا اننا ، الان واكثر من أي  وقت مضى، بحاجة ماسة الى تحويل هذه العبارة ،من مجرد مقولة ملهمة ذات بعد تحفيزي ، الى برنامج عمل طموح يمكن ان ينفذ على ارض الواقع ، خاصة مع هذا التفشي الخطير للمظاهر العنيفة ، سواء ما يتعلق منها بالوضع الامني ، بمعناه   الواسع والشامل او على صعيد النزاعات العشائرية ، او اشكال العنف المجتمعي  والاسري منه على وجه التحديد  .ان مشاركة النساء في صناعة السلام ، ليست بطرا،  او نوعا من الترف الديمقراطي ، بل هوه ضرورة مهمة وذلك لعدة اسباب / مبررات لعل من ابرزها :- ان الفتيات والنساء هن الاكثر تعرضا لمخاطر العنف وفقدان السلام وهذا ما تثبته   الوقائع  والاحصائيات القادمة من مناطق الصراع في مختلف انحاء العالم ،والتي تؤكد ان الخصائص الثقافية والنفسية والبيولوجية للفتيات والنساء ،اللواتي يعشن في ظل ظروف طارئة او صراعات مسلحة ، او نزاعات عشائرية ،يكن اكثر عرضة للتأثيرات السلبية لتلك النزاعات،  وهذه الحقيقة الجوهرية كانت من الاسس المهمة التي اعتمدت لصياغة وتبني قرار مجلس الامن الدولي رقم 1325 والذي تم اعتماده عام 2000 والمتعلق  بالمرآه والسلام والامن ، والذي صادق عليه العراق، وبادر الى صياغة خطة وطنية طموحة لتنفيذه . ان المهمة الصعبة المتمثلة بتفعيل دور النساء في بناء السلام ، يمكن ان تنجز وبواقعية ، عبر تلبية المتطلبات الواردة في قرار مجلس الامن  الدولي1325 ومن ابرزها ما ورد في البند اولا من القرار والذي ينص على (حث الدول الاعضاء على ضمان زيادة تمثيل المرأة في جميع مستويات   صنع القرار في المؤسسات والاليات الوطنية والاقليمية والدولية لمنع الصراعات وادارتها وحلها) .ان ضمان تمثيل النساء في عملية  صنع القرار، ورسم السياسات العامة سيعزز بالضرورة من فرصهن في بناء السلام وحل النزاعات خاصة ، وان الوقائع قد اثبتت قدرتهن على ادارة المفاوضات والحوارات العامة ،ناهيك عن قدراتهن في مجال ايجاد الحلول والبدائل المبتكرة للمشاكل التي تظهر في اوقات الازمات والحالات الطارئة ، وقد برز هذا الامر جليا (وعلى سبيل المثال في مثالين . الاول ، والذي تبدى خلال ازمة كوفيد 19 ، حيث لاحظ المراقبون قلة عدد الوفيات والاصابات في الدول التي تقودها النساء ، اما المثال الثاني فيتبلور  في ما يشير اليه عدد من المراقبين الذين عملوا في مناطق شهدت نزاعات مسلحة ، حيث اكدوا ان جهود بناء السلام  ، واعادة البناء ، وادارة عمليات الاغاثة تكون اكثر نجاحا وشفافيتا عندما تشارك النساء في صناعة القرارات المتعلقة بها ).