الأربعاء 2024/5/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 23.95 مئويـة
نافذة من المهجر الأسبوع الثقافي لاتحاد الأدباء.... صناعة الحياة بأبهى صورها
نافذة من المهجر الأسبوع الثقافي لاتحاد الأدباء.... صناعة الحياة بأبهى صورها
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

مع إطلالة شهر رمضان الخير والعطاء والطاعة والمغفرة والعتق من النار، أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق اسبوعاً ثقافيّاً حافلاً بالنشاطات والفعاليات الثقافية المتنوعة، التي شهدت _ كما تابعت بحرص يوميّ _حضور ومشاركة عدد كبير من الأدباء والمثقفين الذين تفاعلوا مع الحدث الأقرب إلى النفس، وهو يشيع سمات الحياة بأعلى درجات تألقها، وقد فوجئت حقّاً بهذه المبادرات التي لم أعد استغربها من تشكيلة الإتحاد برئيسها الأستاذ علي الفواز وامينها العام الشاعر المثابر الدؤوب عمر السراي مع فريقهم في المكتب التنفيذي والمجلس المركزي، الذين اثبتوا للقاصي والداني بأنهم مبدعون مخلصون لا تقف عطاءاتهم عند ظرف ما، ولا تعيق نشاطاتهم الخلّاقة أي حجرة عثرة قد تواجههم في طريق ندرك وعورته وصعوبة تضاريسه..

لقد عشت شخصيّاً _ وأنا في مهجري البارد بكل معنى البرود _ عشت أجواء رمضان وكانني اتجوّل في رحاب اتحاد الجواهري تنقلني عدسة الطيب المثابر يوسف الزبيدي وهو يحاول ان يضعنا نحن المتابعين عن بعد، في أدق تفاصيل التفاصيل متنقلاً بين الأماكن والشخوص، إضافة إلى نقله الفعاليات من بعد الانتهاء من الإفطار، مع ملاحظة أننا لم يحن موعد الإفطار عندنا في أوربا، لذلك أشعر بالحياة تتدفق من ربوع بلادي ومن بيتي العزيز، مبنى الإتحاد، الذي اتمنى _ بصراحة _ أن لا ينتهي هذا الأسبوع لأنه شكّل علامة فارقة في أيامي وجعلني اترقب يوميا موعد إنطلاق الفعاليات، وأراني أقف عند بوفيه المحبة، لاتناول الفاكهة والحلويات، واشرب الشاي واللبن والعصير و اتناول التمر، واتجول بين الكتب واقتني من الكتاب الموقعين على اصداراتهم الجديدة.

هنيئا لمن حضر وشارك، ومباركة من القلب لاتحادنا العزيز وهو يثبت لنا دائماً انه جدير بمسؤوليته الثقافية من خلال سعي قيادته التي اختارها الأدباء و شعروا حقاً انهم نجحوا في هذا الاختيار الذي اثبتت النشاطات والتجارب انه اهل لهذه المهمة...

إن إقامة نشاط في شهر رمضان الكريم الذي اعتدنا في ظل تعاملنا مع المؤسسات الثقافية ليس في العراق حسب وإنما في كل الدول الإسلامية على توقف النشاطات وخصوصا الأدبية والثقافية منها، خرج فيه اتحاد الأدباء في العراق عن هذا التصور، وربما في لحظة الشروع والبدء انتاب القائمين على هذه الخطوة الجريئة بشيء من القلق، باعتبار هذه الخطوة الرائدة في الوسط الثقافي لا تخلو من مغامرة، وربما لا تشهد إقبالاً من الأدباء والكتاب، ولكن ما ان بدأ الأسبوع حتى احتشدت بناية الاتحاد بعدد كبير من الحاضرين، وحتى في يوم المطر الغزير الذي تابعت هطوله في شوارع بغداد، كنت أتوقع أن مثل هذا اليوم سيكون بلا نشاط ولا جمهور ولكنني انتظرت إشارة يوسف الزبيدي، فطرت من الفرح وانا أشاهد الحشود المبللة بمطر الجمال والعطاء والخير، واستمرت النشاطات بشكل يؤكد على أن المثقفين محبون للحياة وانهم صنّاع الأمل والابداع الذي يفيض حياة وتفاعلا محبا يؤكد ان الثقافة الحقيقية هي فعل إنساني وحياتي وعطاء لا محدود...

أبارك للأدباء والكتاب والمثقفين هذا التألق والحيوية والتفاعل مع كل خطوة مشرقة يبادر فيها اتحادنا الباسل العريق الذي يغرس بذور الأمل والتحدي والإصرار على العطاء باعلى درجات الحرص والتفاني، وستبقى نكهة فعاليات هذا الأسبوع الثقافي المتنوع.

المشـاهدات 117   تاريخ الإضافـة 22/03/2024   رقم المحتوى 42307
أضف تقييـم