السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( أسبوع أدبيٌّ رمضانيٌّ ما أجمله ؟! ))
تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( أسبوع أدبيٌّ رمضانيٌّ ما أجمله ؟! ))
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

ربما تكون شهادتي مجروحة فيما سأقوله عن نشاط الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق والاسبوع الأدبي كوني أحد أعضاء المجلس المركزي فيه ، لكن الحقيقة يجب أن تقال ، وضوء الشمس لن تحجبه غرابيل الدنيا كلها ، لابد أن يشعّ وان عبر من كوّة صغيرة في جدار !!

في شهر رمضان من كل عام يكون عندي طقس روحاني خاص ، حيث أشارك العائلة بكل ما تقوم به من صيام وصلاة وأدعية وما الى ذلك في هذا الشهر الفضيل ومتفرغاً كليّاً لهم ومعهم ، لكنني كسرت جزءاً من هذه القاعدة هذه الأيام حينما شاهدت النشاط الكبير الذي قام به اتحادنا العريق بأفكار وجهود زملائي في المكتب التنفيذي ــ وبالأخص الأمين العام وأمين الشؤون الثقافية ومَنْ ساندهم وساهم معهم في هذا الكرنفال الرائع  ــ الذين سعوا الى تقديم برامج جعلت ليالي رمضان في اتحادنا زاهية بكل شيء جميل ، أقول كسرتها حيث سافرت الى بغداد للمشاركة معهم في هذا العمل الإبداعي الرائع الذي ينثر وردود محبّة وبهجة في وجوه الجميع ، فكانت سبع ليالٍ مترعة بزاد الفكر والأدب والموسيقى والأحاديث والحكايات الرائعة تسبقها اللقاءات وتبادل التحايا والابتسامات لتصفو القلوب والنفوس من كل شيء ، كانت المعلومة وعذوبة الكلام والنغم الجميل بالإضافة الى وجبات الإفطار وما يلحقها من ضيافة رمضانية تزخر بكل ما لذّ وطاب ، شعراء من مختلف الأجيال والأعمار وشاعرات ينثرن ورود محبتهنّ في قاعة الجواهري لتمتزج مع الألحان وحوارات المسرح وحكايات التراث والفولكلور والرقص على دبكات الكورد والجوبي وما بينهما كانت السدارة البغدادية تزيّن الرؤوس لتعيد لنا حكايات الجالغي البغدادي وترانيم الجوزة والسنطور ليتم توقيع بعد إصدارات الاتحاد بفرحة وسعادة مؤلفيها .

كل هذه الفعّاليات التي استمرت سبع ليالٍ رمضانية وما فيها من ألقٍ ومحبّة ــ ولأنني من الساعين في إشاعة ثقافة المحبّة ــ جعلتني احمل حقيبتي لأكون مع أحبّتي في الليلتين الأخيرتين كاسراً طقسي الرمضاني المعتاد عليه!!

هكذا فعاليات ثقافية تشدّ من ازدياد أواصر المحبّة بين الجميع ، إلاّ ما ندر من المرضى النفسيين الذين يكرهون كل شيء جميل للأسف !

فعّاليات جمعت الأدباء ومن مختلف الأعمار والاتجاهات والرؤى ، لأن فعل المحبّة ورسم الجمال يتغلّب دائما على كل قبيح ومريض بالكراهية ، كانت الباحة الأمامية للاتحاد تعجّ بالمحبّين وصانعي الابتسامة ، إضافة الى الجالسين في قاعة الجواهري الذين لم يسع المكان للجميع فظلّوا يستمعون إلى المحاضرات والشعر وغيرها وقوفاً في الممر والباب !!

فعّاليات بطعم العراق وارثه الكبير الذي يسكن النفوس جميعها !!

شكراً أقولها وبملء الفم وكبر المحبّة لأحبتي الذين تركوا بيوتهم وعوائلهم ليقدّموا هذا الجمال ويشيعوا هذه المحبّة ، وشكراً أقولها لكلِّ مَنْ تجشّم عناء السفر من مدينته أينما كان ليشارك زملاءه هذا الكرنفال الرائع ، وننتظر المزيد من هكذا أنشطة تجمع الكلّ برباط المحبّة والانتماء الحقيقي للوطن والناس .

 

المشـاهدات 117   تاريخ الإضافـة 24/03/2024   رقم المحتوى 42519
أضف تقييـم