عز الدين المانع

مع كل التداعيات والسلبيات الطافحة فوق مسالك الحياة اليومية المعتمة التي امتدت منذ تغيير النظام ودخول القوات المحتلة ومن على متونها لتسلم مقود البلاد، وما زالت آثارها وبصماتها شاخصة فأن معظم الحالات المشرقة والتقاليد الأيجابية العريقة في أعماق المجتمع بقت شاخصة ولا تليق الا به، ولا يجيدها إلآعراقيون ..

ومنها على سبيل المثال وليس الحصر المبادرات الطوعية العاجلة حملات التبرع بالدم التي يبادر بها المواطنون عند حدوث أية فاجعة طارئة أو جريمة أرهابية أو كارثة طبيعية قد يتعرض لها المواطنون ... وهي مبادرة انسانية رائعة ودليل على وعي وتكاتف ابناء العراق بكل طوائفه.

ولعل مساعدة المتعففين والفقراء وضحايا الكوارث الطبيعية والأسراع بتقديم المواد الغذائية والعلاجية والمادية دليل على عظمة هذا الوطن، وروعة مواطنيه الذين يمارسون عمليات التكافل الاجتماعي طوعاً في وقت قد تكون فيه الجهات المعنية غافلة عن تقديم هذه المعونات الا بعد فوات الأوان .

وهناك من يسارع لاغاثة المنكوبين في حالات الطوارئ الطبيعية الناجمة عن هطول الامطار وهبوب العواصف او الزلازل لاسامح الله ويقدم المؤونة والاسعاف الاولي وينجد المحاصرين دون ان يطبل او يزمر او يكشف عن نفسه.

قبل أيام وفي منطقة شعبية من مناطق بغداد الكرخ ، إنهار جدار أحد البيوت الشعبية من جراء هطول الأمطار وهبوب الرياح الشديدة وقدم البناء، وكانت تسكنه أمرأة أرملة مع أطفالها اليتامى .. وسرعان ما هب الشباب الساكنين في المحلة لأعادة بناء المنزل وتأهيله، وأعادة الأرملة ويتاماها الى مسكنها وهي مطمئنة الى طيبة العراقيين وكرم الجيران وغيرة الشباب..

ولا شك أن المبادرات العراقية المتواصلة لنجدة العوائل المنكوبة في غزة وأمدادها بالمؤونة والدواء والوقود تعكس الوجه الناصع للعراقيين وتآزرهم مع اشقائهم العرب بلا تطبيل ولا تزمير .