السبت 2024/5/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
الدنيا وين والعرب وين!!
الدنيا وين والعرب وين!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صادق السامرائي
النـص :

المنطقة العربية بين كفي كماشة , الغربية منها ذات أسنان نووية والشرقية ذات مخالب طائفية , والشرقية ترفع والغربية تكبس , ودول المنطقة منقوصة السيادة وملعوب بها “شاطي باطي”.تمزقها التناحرات وتقطع أوصالها القوى المفترسة لها بقواعدها الجبروتية الفتاكة , وحكوماتها تفعل بما تؤمر , فالشعوب عدوها , وقيمة الإنسان لا وجود لها وحقوقه مجهولة , وإهدار دمه ما أسهله , ولا يستطيع المواطن أن ينبس ببنت شفة مطالبا بحقوقه , لأنه سيباد ويتهم بالجريمة طرف ثالث أو رابع , سرابي المواصفات وعلامته الفارقة أنه مجهول.وكل مَن عليها طار , تغتاله مُسيّرة , أو تخطفه مجاميع مسلحة آثمة , تنهر الحكومة وترتعب منها أجهزتها الأمنية كافة , فالسلطة المطلقة للمجاميع المدججة بأسلحة من القوى التي تدّعي مناهضتها , وهي المترعرعة في أحضانها والمؤدية لطقوس طاعتها , وتأمين مصالحها.القوة المعاصرة تكنولوجية عقلية إبتكارية , ومجتمعاتنا تغوص في الأدينة (إستخدام الدين لتبرير نوازع النفوس الأمّارة بالسوء) , وتحسب الحياة في الدين , والقوة في الدين , وما يتصل بذلك من طروحات وهذيانات وأساطير لتخدير الناس وإمتلاكهم , وحذف وجودهم من الدنيا الفانية النكراء.مجتمعات تحلق في فضاءات مطلقة , وأخرى تندحس في مغارات التراب , وتندس في رميم الأجداث , وتحسب الأموات يحكمونها ويتدبرون أمورها , ولا يوجد فيها بشر يمت بصلة إلى مواكب الحياة.يصنعون وينتجون , ومجتمعات أمتنا ما أبدعها في العويل والرثاء واللطم , وبمسيرات البكاء على ما ترى وتتصور وتؤمن به بأنه طريق النجاة , فالهموم تتراكم والنواكب تتعاظم , والعقول معطلة , والطامعون يتأسدون ويفرشون الطرقات بما يساهم في القبض على مصير العباد , ومصادرة حقوقهم وثرواتهم وهم السادرون السكارى بدموع الخيبات.مجتمعات تخلخلت فهي كالعهن المنفوش , وما يجري فيها يمكن مقارنته بما جرى لدول الطوائف في الأندلس التي قضت نحبها بعد بضعة قرون , وصارت “شذر مذر” , وإستولى على مصيرها الآخرون , وهذا ربما سيحصل في المنطقة بعد أن تدور العقود وتتعاقب القرون , وستصبح دولها مأهولة بالأغراب , وأهلها مذابون في مجتمعات تآلفت فيها الأجناس البشرية كافة لتأمين مصالحها , وتأكيد سعادتها.فهل ستبقى دول ذات هوية عربية؟!!وهل نعرف “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”؟!!

المشـاهدات 45   تاريخ الإضافـة 05/04/2024   رقم المحتوى 43312
أضف تقييـم