الخميس 2024/5/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 26.95 مئويـة
رسائل إلى أدباء العراق
رسائل إلى أدباء العراق
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

ناصر أبو عون

في ليلٍ شِباطيّ بامتياز يوزّع الدفءَ لأليءَ تضجّ بالألوانِ في سلالٍ من الكَرِم العُمانيّ، كانت كرنفالاتُ الضوءِ تسيلُ من أعمدة الإنارة، التقيتُ العراق بشموخه وثقافته، في حي(الخوير) بالعاصمة العُمانية مسقط..في هذا اللقاء استعادت ذاكرتي العراقية ألقها وشبابها، بعد أنْ شممتُ رائحة بغداد في قميص الشاعر والروائي منذر عبدالحر، وتلألت أمواج دجلة في ضحكة الدكتور غنّام خضر، ومدّ لي الفراتُ يد تواضعه في كفِّ الدكتور علي متعب جاسم، ورسم لي تمثال المتنبي لي حكمته على لوحة للشاعرة والتشكيلية غرام الربيعي، وفَرَشَ لي الحسن بن الهيثم بساط علمه تحت عين د. حازم الشمريّ، وكشف لي الخليفة المعتصم النقاب عن تنوّعه الثقافي في قصائد الشاعر النائب البرلماني فوزي أكرم ترزي، وطمأنني على فتوته وشبابه وتجدده في كتاب الأمل الذي بسطه الشاعر الشاب سعد محمد بين يدي جلسائه.

منذر عبد الحر: لقد رأيتُ على ناصية الحلم القصيدة تكتبك، والشوارع ترسم خُطاك على خدّها، والأقلام تقصف أسنّتها التي طالما كانت تمتح من شراييين قلبك، وكيف بياض الورق يستشفّ من روحك بهاءه، وتمائم حُزنك المعلّقة على جبين الوطنِ تفكك طلاسمها، وتغتسل بماء اليقين على شطآن دجلة الذي يأبى أنْ يسقط غيابة الشك، بأن الشعر هبة الله للعراق، وما في سواه ترديد صدى.

د. علي متعب جاسم: عندما رأيتك للوهلة الأولى كان قلبك يرتدي وجهك، وتسيل من نبضه روح فيّاضة بالحب تتصالح مع ذاته والعالم، وكانت الابتسامة ترسم نفسها لوحات تشكيلية ممزوجة بموسيقى هادئة على شفتين تنفثان دخان السيكارة أفكارا تَصّاعدُ في السماء رؤىً تتملّص من نظريات النقد القديم، وترفض التأطير الذي يحبس أنفاسها، ويصادر حرية الإبداع على أعتابها.

د.غنام محمد خضر: لقد كانت ضحكتك الواسعة - التي تتخفَّى خلفها رصانة أكاديمية واعية، ومنهجية تأصّلت فيما تكتب - تبدد سحب الكآبة التي نفثتها قلوب النُّقاد المتقولبين في أُطرٍ صكّتها مصلحة العزلة، وأصدرت منها أقنعة تذكاريّة تنثرها مجانا على رؤسهم، فلما أن ارتدوها ارتدتهم، وفارقت البسمة المشعّة شفاههم وطارت الضحكة المجلجلة من أغصان حناجرهم، لكنّك أدركت معنى الحياة ونزعت عن وجهك قناع القداسة المزيفة.

الشاعرة والتشكيلية غرام الربيعي: الأنثى التي ضفّرت التشكيل اللونيّ في لوحات شعرية زاهية، وترسم بالريشة صورا مموسقة، وتمزّق بضحكتها البريئة حُجب الحزن التي تشكّلت قِبابًا من الوجعِ على رأس المرأة العراقية، وقد أدركتُ من حديثي معها أنها تتمزّق روحا بين الشعر والفن التشكيل؛ فلا هي حلّقت بجناحين مع فانتازيا القصيدة، ولا سكنت روحها في خيمة ألوان، ومازالت تصارع ذاتها.

الشاعر د.حازم الشمري: شاعر يجمع في عباءته بين جلال العلم بقداسته، وقلق الشعر بنواميسه وثورته، حتى إذا ما شبَّبَ بـ"ليلى المريضة في العراق" تقلّى الوجدُ بين جنبيه موقظا العلم الذي استهام بصورة شعرية فغفى على خدّ القصيدة، وحلّق بطيوفه على جنح "درّاج عراقيّ" ساعة الأصيل؛ ليأوي حضن جنيّة سقطت سهوا في كأس الشعر.

الشاعر سعد محمد: شابٌ عراقيٌّ يكتبه الشعرُ تفاعيل بريئةً من دنس المباشرة، ويرشُّه أسطرًا من لؤلؤ فوق بياض الورق، تتدفق بالموسيقى وتسابق وشوشة الموج للأصدافِ، وينثره صورا تسبح في سديم الروح. خرج سعد محمد من تحت إبط العراق الشماليّ نينويّ الهوى، يتوكأ على كتف دهوك، ويصطاد قبّرات شعره من خيوط شمس كركوك، ويرسم صوره الشعرية على سُلّمِ مقامٍ تحمله رياح صلاح الدين، وتنقشه وَشْمًا على جِيدِ أربيل البيضاء.

الشاعر فوزي أكرم ترزي: حتى الآن اتساءل كيف نجا هذا الشاعر من فِخاخ السياسة المنصوبة على الطريق بين الشعر والموسيقى، وكيف ذبح ثور الانحياز القوميّ الأعمى على مذبح الولاء، وكيف بنى قصيدته تحت أشعة تسيل من مصباح "تركمانيّ"، وخاط ثوبها بحرير عروبته، و قَدَّ موسيقاها من صدر الـ(باغشي) ومشى بقدمين راسختين على الخيط الرفيع الواصل بين العربية بتراثها المتجذِر في روحه،  وفلكلور بيئته الطبيعية والاجتماعية.

 

 

المشـاهدات 73   تاريخ الإضافـة 06/04/2024   رقم المحتوى 43439
أضف تقييـم