أنا المنبوذ من رحم الأسى ياأخت والغربة

رضعت البؤس من ثدي العروبةِ والصحبة

بلا بيتٍ فيؤويني

بلا قبرٍ فيطويني

وأن خلّفتُ في هذا الزمانُ طِفلا" ذاكَ يشقيني

أيحمل بعدي الألام والأحزان ؟

أيمشي فوق جمر كان طول الدرب يدميني ؟

فيرميني بطرفٍ كلهُ شزرُ

أيا أبتاهُ ما الخبرُ؟

أحقٌ أننا بشرُ ؟

لماذا الأخُ عند الأخِ غريبٌ ؟

أو لقيطٌ مالهُ نسبُ

غريبُ في ديار العٌرب تنبحهٌ

كلابٌ بأسها صخبٌ

ولماذا الجوعٌ والسغبٌ ؟

وقطٌ في حنايا الكوخ يؤنسني

أٌداعبهُ أُلاعبهُ

فكيف اليومُ آكلهُ ؟

وهذا اللحمُ والحطبُ

شواءٌ يُسكرُ الصحراءُ

أرى الأنصارٌ قد فصموا حبالٌ العروةِ الوثقى

الى الثاراتِ قَد وثبوا

وأبنٌ أبي في حُللٍ

من الديباجِ يرتقبُ

وآنسُ في حُنيفَةَ عاهرةٍ

مسيلمةٌ يُنادمها

يقاسمها خطايا الردةٌ الكبرى

أرى كٌسرى يُعربدُ عندهُ اللهبُ

وعرشُ الرومُ مؤتَلِقا"

يزينٌ صدرهُ الذَهبُ

وحسيناً من وراء الغيبِ ملْء عيونهٌ الغضبٌ

يعضُ يديه من أسفٍ

على الأوطانٌ تنتهبُ

على الأعراضُ تُغتصبُ

يقولُ وسفيه البتار من نزقٍ

لهُ في الغمدِ يضطربُ

كذّبتم لستمُ عرباً

همُ الأبطالُ ماكذّبوا

لغير مواطن الأمجاد ماأنتسبوأ

كفرتُ بناركم خمدتْ

فلا تغري

ولا في طبعها العطبُ

فلا تعدوا ولا تثبُ

وبالسيفِ الذي قد صار في حجرٍ

من التسويفِ يحتجبُ

وبالشعراء ماقالوا وما كتبوا

باقلامٍ لِكم تسعى

لمن يعطي ومن يَهبُ

غَدت ذيلا" لِمَنْ أَكلوا

على أشلاءِ قتلاكم وَمَنْ شَربوا

ومن رقصوا على أَناتِ جرحاكمْ ومن طربوا

ربيب المجدِ مَن يسقي دموع القلب ريشتهُ فتنتحبُ

وأن عزت دموع القلب يسقيها

دماءُ الجُرحِ نيرانا" فتلتهبُ

علي كريم حسن