بغداد ـ الدستور

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ بالتعاون مع بيت الشعر العراقي ببغداد؛ صدر كتاب «غيمٌ على سرير  مختارات من شعر عبد الرزاق الربيعي اختارها الشاعر"عماد جبار" وقدَّم لها الناقد الأستاذ الدكتور "سعد التميمي،الذي اشار في التقديم الى انفراد الشاعر "عبد الرزاق الربيعي" عن جيله باتساع تجربته الشعرية وعُمقها وتنوعها، وحضوره الفاعل والمستمر في الساحة الشعرية ومحاولاته الدؤوبة في التجريب والتجديد في القصيدة على مستوى اللغة والأسلوب والمعالجة والمفارقة، فضلًا عما تعكسه قصائده من عمق معرفي عكسه التوظيف الواسع للتناص بأشكاله المختلفة ومستوياته المتنوعة  ، إذ تمتد تجربته الشعرية لما يقارب الخمسة عقود انطلقت منذ نهاية السبعينات وأثبتت جدارتها في  الثمانينات التي كوته وجيله بنارها فخرج منها بمآسٍ وأحزان ترجمها الى قصائد عكست حجم التحديات في تلك الأيام، لتبدأ بعد ذلك رحلة الغربة في المنافي ليغرف من كل منفى معاني ودلالات ازدانت بها قصائده ، فهو القادم من صومعة الشعر حاملاً هموم الوطن وجراحاته وآلامه وخازنًا في ذاكرته صور الخراب والموت التي اختلط فيها الدم بالدموع، وتداخل فيها صراخ الأرامل والأطفال باحثًا عن الأمل والحب والحياة، لذلك كان المنفى استراحة لاستعادة  ما حملته الذاكرة من أوجاع من جهة ومتابعة الوطن بكل ما يمر به من محن ومآسٍ والتفاعل معها كما هو الحال في ديوانه (طيور سبايكر).  من هنا تأتي أهمية تجربة عماد جبار الشاعر المبدع ، بوصفها تجربة تكشف عن رؤية شاعر تسعيني كتب الأشكال الشعرية الثلاثة لكن قناعته الراسخة تقوم على أن الإيقاع جوهر الشعر وأهم عناصره، اقتنع  بأهمية التجربة الشعرية للربيعي الذي يمتلك مشروعًا شعريًا ورسالة انسانية وجمالية تعبر عن موقفه من الوجود ،بوصفه شاعرًا لا يركن الى موضوع واحد أو فكرة واحدة بل هو في بحث دائم عن الأفكار الجديدة والتجريب في المعالجة، والانفتاح على الآخر المتمثل بالفكر والفلسفة والأساطير والقرآن، فضلا عن الانفتاح على الواقع بتفاصيله اليومية.