الإثنين 2024/4/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 27.95 مئويـة
في الهواء الطلق أبابيل من الصواريخ
في الهواء الطلق أبابيل من الصواريخ
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

انقسمت الدول العربية بين من باع القضية الفلسطينية من حكام تلك الدول وشعوبها المغلوب على امرها حيناً والصامتة حيناً اخر والمنتفضة في بعض الاحيان ، وبين دول اختارت علنا الوقوف مع اسرائيل بذرائع عدة منها خرق اجوائها من قبل السلاح الايراني بينما التزمت الصمت حينما اخترقت اجوائها لقصف مواقع ايرانية وغير ايرانية من قبل الصهاينة وحلفائهم ، ودول عربية اخرى وقفت موقف المتفرج والحياد الجبان بذريعة ان الصراع الاسرائيلي الايرانية لا يعنيها من جهة وانها غير ملزمة بموالاة ايران لاسباب عقائدية وطائفية من جهة اخرى رغم ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دخلت الصراع من باب عقائدي اسلامي وليس طائفياً بدليل انها كانت الداعم الاول لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وهي مغايرة للطائفة التي تتبعها ايران ومطابقة للطائفة التي تتبعها معظم الدول العربية التي وقفت مع اسرائيل او التي تفرجت على ما يحدث من دون اي موقف يذكر.

تكمن المشكلة في الوطن العربي المخترق في تغلغل وسائل الاعلام المشبوه وغير المسيطر عليه وما يعرف بمواقع التواصل والمنصات الالكترونية ، فالاختراق الذي توغل في معظم الدول العربية (الاختراق الاعلامي للتلاعب بالرأي العام وتشويه الحقائق) جندت له الالاف من العملاء والمأجورين من باعة النفس مقابل المال والسلطة ، وهؤلاء استطاعوا ـ او لم يستطيعوا ـ التأثير على عقول بعض السذج واقناعهم بتصوير الصراع على انه صراع شكلي وان ايران تمثل محور (الشر) في المنطقة ويجب اضعاف قوتها ونفوذها كي لا تنقلب وبالاص على المنطقة واستقرارها.

صحيح انه محور (شر) لكن ليس على دول المنطقة والدول العربية وانما شره ووباله على المصالح الامريكية والصهيونية ، ويكفي ان نعرف ان من اطلق على ايران هذه التسمية هو (الشر) بعينه (امريكا واسرائيل) وكل من يعادي الشر فهو معاكس له بالتوجه.

اسرائيل وامريكا هي من تحارب وتحاصر ايران سياسيا واقتصادياً لانها تمثل نقطة قوة ومصد بوجه الاطماع الاستعمارية ، وبالتالي تضطر ايران الى اللجوء الى جميع الوسائل المتاحة لتحصين دولتها وتقوية دفاعاتها العسكرية والسياسية والاقتصادية.

ومن الواضح ان اي دولة قوية في المنطقة العربية وفي اسيا تشكل تهديدا او عقبة امام توسع الاطماع الاستعمارية الامريكية التي بدأت تفهم مؤخراً ان سياستها المستندة على القوة والردع والاحتلال لم تعد مجدية ولم يعد من الممكن تكرارها في دول اخرى بعد ان فشلت في العراق من جميع الجوانب.

اما الدول او الجهات التي وقفت موقفاً مشرفاً وهي تساند ايران مثل اليمن و لبنان والعراق وغيرها سواء بشكل رسمي او غيررسمي فهي تشكل القوى الساندة التي يجب ان تتعاظم لحماية المنطقة من السقوط والانجرار الى تفقير الدول والشعوب وتجويعها وارضاخها واستعبادها بعد تكبيلها المديونيات الجسيمة التي تخرسها في مثل هذه المواقف ، فسقوط العديد من الدول العربية وغير العربية سيجر الى سقوط المزيد منها اذا تخلخلت الدفاعات الايرانية بمقابل تضاعف الوحشية والهمجية الاجرامية الاسرائيلية.

ان ابابيل الصواريخ التي غطت السماء على الصهاينة حققت اهدافها في ضرب القاعدة العسكرية الحصينة والمطار الاسرائيلي الذي اديرت منه عملية قصف القنصلية الايرانية في سوريا والتي استدعت الرد الايراني عليها بعد صبر وتكتيك وحسابات دقيقة وبعد ان القت الحجة على مجلس الامن الدولي الذي رفض ادانة القصف الاسرائيلي وبالتالي يفترض انه ليس من حق المجلس ان يدين القصف الايراني كونه جاء كرد على اعتداء.

ابابيل ايران كشفت عورة الصهيونية مرة اخرى وبشكل اكبر من 7 اكتوبر ، كما وصلت الرسالة الى اسرائيل بامكانية ابادتها في عقر دارها ومن دون الحاجة الى الحرب بالوكالة فالطائرات والصواريخ انطلقت من الاراضي الايرانية ، وهي لا تمثل سوى جزء بسيط من قدراتها القتالية بحسب مصادر عسكرية ايرانية ، كما ان الاوضاع السياسية في اسرائيل وامريكا كلتيهما غير مؤاتية لتوسيع فجوة الصراع مع ايران ، وبعد هذه الضربة العاصفة التي مزقت الهيبة المزيفة للكيان الصهيونية بات على الصهاينة ومواليهم اعادة النظر في طريقة التعامل مع باقي الدول خصوصاً ان المحاور بدأت تتسع وتقوى مقابل مراوحة المحور الامريكي ـ الصهيوني.ومن الممكن ان يؤدي رئيس الوزراء العراقي خلال زيارته الحالية الى واشنطن دور الوسيط والمساعد في حلحلة الصراع والتهدئة ، على ان تكون الجلسات التفاوضية المقبلة مشروطة باحترام حقوق الشعوب والدول و عدم التجاوز عليها مع امكانية ربط المصالح الاقتصادية المشتركة بما في ذلك مصلحة العراق والتوجه نحو طريقة وفكر واسلوب جديد لطبيعة رسم العلاقات الدولية خارج العنتيرات التي ذهبت مع الريح.

 

المشـاهدات 54   تاريخ الإضافـة 15/04/2024   رقم المحتوى 43758
أضف تقييـم