الكلمة ليست مجرد صوت ينطلق من الفم ، ولكنها تمثل معنى ينطلق من العقل و القلب و من كل الوجود في حركة المسؤولية ، فالكلمة هي وسيلة نقل الفكرة وبها ينقل الناس لبعضهم البعض أفكارهم ، و الكلمة هذه تتحول الى فكرة عندما يقتنع بها العقل ، وتتحول الى عاطفة عندما ينبض بها القلب ، وتتحول الى حركة عندما يتحرك بها الواقع ، والكلمة على نوعين ، خبيثة و طيبة :فالكلمة الطيبة هي التي تتضمن الفكرة الطيبة والمفهوم الطيب ، لإنها تتحرك في حياة الناس لتعطي الحق كله و العدل كله و الخير كله ، و تطوف الكلمة الطيبة في حياة الناس الفردية لتصنع الإنسان الطيب ، وتتحرك في حياة الناس الإجتماعية لتصنع المجتمع الطيب ،  وتنطلق في واقع الناس السياسي لتصنع السياسة الطيبة ،  و تبقى متحركة مع الأجيال تنتقل من جيل الى جيل لتعطي بركتها للحياة كلها ..وأما الكلمة الخبيثة فهي كلمة الظلم و الباطل و الشر و الجريمة و الخيانة ، والكلمة الخبيثة هي كلمة الغيبة و النميمة و الكذب وهي التي تسيء الى وجدان الإنسان و حاضره و مستقبله ، لأنها تنطلق من سطح الغرائز و الشهوات ، فهي لا تتحرك من موقع المسؤولية ، هذه الكلمة لا يمكن أن تتعمق فهي تسير ما دامت الأمور الصغيرة سائرة ، ثم بعد ذلك تموت و يموت صاحبها معها !!ولنلقي نظرة فاحصة على التاريخ ..... أين هم أصحاب الكلمة الطيبة الآن ، وأين هم أصحاب الكلمة الخبيثة ؟ الكلمة الطيبة بقت نوراً يمشي في الأرض يضيء القلب و العقل و الحياة ، و الكلمة الخبيثة كلمة ميتة في التاريخ ليس لها ذكر سوى اللعنات التي تُصّب على أصحابها مدى الدهر !!! فلنكن صادقين في كلماتنا ، ولنكن خيرين في كلماتنا ، ولنكن محقين في كلماتنا  ولنكن العادلين في كلماتنا ، ولنكن المخلصين في كلماتنا ،  فكلمتنا إلتزامنا ، وإذا تكلمنا بها فعلينا أن نؤكدها في مسؤلياتنا في كل ساحات العمل والواقع والحياة ..