الخميس 2024/5/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
نافذة من المهجر الردّ الإيراني على إسرائيل ... إجابة شجاعة على أسئلة معلّقة
نافذة من المهجر الردّ الإيراني على إسرائيل ... إجابة شجاعة على أسئلة معلّقة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

الكيان الصهيوني المجرم المحتلّ للأراضي العربية في فلسطين منذ ما يزيد على خمسة وسبعين عاماً , ظلّ متمادياً في سلوكه الوحشيّ اللاإنساني في المنطقة , وهذا الكيان اللقيط  يسعى دائماً للتوسّع والنيل من كلّ مقدّساتنا وثوابتنا , بالمؤامرات والدسائس ودسّ الفتن ومحاولة ترويض النفوس الضعيفة والحكومات الهشّة لتعضيد مشروعه  الاستعماري المقيت , ولا أريد هنا استعراض ما حصل من أحداث مؤلمة منذ احتلال فلسطين العزيزة عام 1948 وحتى الآن  , لأن التاريخ متاح للذي يريد معرفة ما حصل وما فعله الصهاينة من جرائم آزرها الغرب المنافق وعلى رأسه أمريكا التي تعدّ  البلاء الأدهى في العالم والعدوّة الأولى للعرب والمسلمين , وهي كما يعلم الجميع تقود المنظمات الدوليّة الكبرى التي تصدر قراراتها لتنفذها الدول الضعيفة في العالم , بينما إسرائيل فلا تنفّذ أيّ قرار ولا تمتثل لأيّ عقوبة لأنها البنت المدللة لأمريكا , التي إن حدث وطالبت الدول بفرض عقوبة عليها . فأن أمريكا سرعان ما تعترض بحق النقض " الفيتو " 

لذلك تمادت إسرائيل في غيّها، وواصلت مسلسل جرائمها واستهتارها  في المنطقة، فيما العرب يتفرّجون على المشاهد المريعة وحملات الإبادة الدائمة التي يقوم بها الصهاينة، حتى جاء السابع من أكتوبر في العام الماضي ليهزّ ركائز معادلة الصمت والغرور الذي يغلّف عالم أمن إسرائيل المزعوم  وهي تستهين بقدرات المقاومة التي شنت هجمات شجاعة جعلتهم يردون بأبشع الوسائل ويرتكبون مجازر جماعيّة وحملات قتل انتقامية وحشية  ضد الأطفال والنساء والشيوخ، كل هذا والمنظمات الدولية لا تريد إدانة هذا الكيان المستهتر المنفلت، وتنظر للأحداث بعين حولاء , لتقلب الحقائق التي لا تتطلّب فطنة وذكاء لمعرفتها والإشارة إليها , لكنه تعاضد الحاقدين الأشرار ضدّ أهلنا في فلسطين والذين تحمّلوا وصبروا وظلّوا صامدين , أمّا الصهاينة فقد مدّوا مخالبهم بشكل أبشع يتخبّطون ويضربون كلّ الأهداف التي يخشون انفجارها عليهم , حتى ضربوا القنصليّة الإيرانيّة في دمشق , ليغتالوا فيها عدداً من قادة الحرس الثوري الإيراني في غارة غادرة تتمثّل باختراق سيادة سوريا وأجوائها , وكذلك ضرب مرفق حكومي تابع لدولة أخرى , وهذا الانتهاك لم تقف عنده المنظمات الدوليّة ومجلس الأمن تحديداً , والأمر هذا لا يثير الاستغراب بسبب هيمنة إسرائيل ووراءها أمريكا على المجلس وقراراته ...

وتصاعدت الأحداث , فشنّت إيران هجوماً صاروخيّاً مباشراً من أراضيها على أراضي الصهاينة , وهذا الهجوم كما أعلنت السلطات الإيرانية يمثّل ردّاً مستحقّاً على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الايرانية في دمشق ...

إن القراءة الأوّليّة للهجوم الإيراني على إسرائيل تفصح عن الاستعداد الإيراني للتعامل مع النتائج وردود الأفعال المتوقّعة , وبالذات من حلفاء إسرائيل وأعوانها وأتباعها والمتعاملين معها , وهذا الأمر يجعل المنطقة كلّها في حالة الحذر والاستعداد لأيّ نتائج محتملة , فإيران المعروفة بأناتها وصبرها وعدم التسرّع في اتخاذ قراراتها , حذّرت الدول الأخرى في أن تكون مثابات ومنطلقات لهجمات ضدّها , وكذلك قدّمت رسائل واضحة لإسرائيل في حالة الرد العسكري عليها ...

وعلى الرغم من عدم اطّلاعي على خفايا الأمور في هذه المواجهة , إلا أنني واثقة -  ولستُ هنا منحازة لإيران أو غيرها , لكنني مع ضرب إسرائيل التي  تمادت في وحشيّتها والتي تمثّل العدوّ الأوّل لنا نحن العرب والمسلمين – أقول أنني واثقة من أن هذه الخطوة التي تحاول إسرائيل وأبواقها التقليل من وقعها , واعتبارها " مسرحيّة " من قبل بعض الأطراف التي تكنّ كراهية لإيران , هي إجابة على أسئلة معلّقة وخطوة جريئة وضربة قويّة شجاعة لغر ور إسرائيل التي بدأت تعيد حساباتها بقلق بدا مفضوحاً من خلال تصريحاتهم ومن خلال كلمة ممثلهم في مجلس الأمن والذي ألقى خطاباً مليئاً بالحقد والطائفية والتطرّف والكراهية .

أدعو الله تعالى أن ينصر الحقّ وأهله , وأن يزيل الغمّة عن أهلنا في فلسطين العزيزة وهم يتحمّلون ويقاومون ويقدمون قوافل من الشهداء الأبرياء الذين يصعدون إلى جنان الخلد , تبقى كل صفعة بوجه الصهاينة مباركة شجاعة لأنها تمثّل الردّ اللازم على الكيان الصهيوني العنصري الحاقد .

المشـاهدات 83   تاريخ الإضافـة 20/04/2024   رقم المحتوى 43999
أضف تقييـم