الإثنين 2024/5/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
جوائز للبيع
جوائز للبيع
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

ناصر أبوعون

سؤال ساذج: هل يمكن أن يشرح لنا العباقرة الذين يدافعون بكل أسلحة التدجيل والشعوذة الفكرية وألاعيب تضليل الرأي العام، والتعمية على ما يحدث خلف كواليس الجوائز الأدبيّة العربية، ولماذا يمعنون في تغطية سوأتها التي تهتّك عِرضُها في ساحة "اللعب على المكشوف"، وهل يمكن أن يشرحوا لنا آليات وحيثيات منح هذه الجوائز؟!

ومن عجائب الزمن العربي أن نسمع عن جوائز تمنحها لجان "الجوائز" لروايات وكُتب ودواوين شعرية مازالت (مخطوطة) لم يجف حبرها ولم تدخل المطبعة، ولم يقرأها غير "تراب الرفوف"، ولم تصدر عن أية دار نشر في أية طبعة تجريبية أو إلكترونية أو حتى ورقية محدودة؛ وكأن القراء خارج حسابات لجان التحكيم التي يترأسها أكاديميون مرموقون كل غايتهم استئصال المبدعين المعارضين للتطبيع والتتبيع والتمميع والتلميع والترويع.. إلخ من كل أشكال الانبطاح والاستراخاء في زمن الانحطاط الحضاريّ الذي مازلنا نرسف في قيوده منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين.

وأحيانا العيب لايكون في الجهة المانحة للجائزة ولا في الشخص الممنوح؛ بل العيب كل العيب في لجنة التحكيم التي يتصل أعضاؤها بالمبدعين وتعرض خدماتها عليهم؛ بل وتصف بعض المبدعين بأنه عبقري زمانه وأُوتِيَ خِبْرَةَ الإنس والجان، وتستبعد المبدعين الحقيقيين على نحو ما حدث للشاعر المصري "هشام الجُخ" في جائزة "أمير الشعراء" عقابا له على قصيدته "التأشيرة" التي هاجم فيها النظام الرسمي العربيّ.

وكلنا يتذكّر كيف حظي الأديب توفيق الحكيم بتكريم الغرب جزاءً لدوره المعروف في تأييد سياسة التطبيع مع إسرائيل ودعمه للمساعي التي بذلتها مصر في عهد الرئيس السادات في هذا الاتجاه فيما جاء كتابه (عودة الوعي) الذي أصدره خلال هذه الفترة ليمثل هجوما سافرا على سياسة الحرب التي انتهجتها مصر ضد إسرائيل.

وفي إطار تشجيع الأدب المنحرف أخلاقيا قام الفرنسيون بتخصيص جائزة تقدمها أكاديمية (الكونكور) الفرنسية لما يسمى (أدب الوقاحة)؛ ففي عام 1412هـ (1992م) قدمت هذه الهيئة جائزتين لكاتبين مغربيين، ويطلق على الجائزة (جائزة أطلس)، وهذان الفائزان هما سامي أمالي وبريل سعيد.

ومازال نُقاد الغرب مدعومون بأجندة صهيونية يُبدون اهتمامًا غير عادي بأدب المغربي محمد شكري، وما كتبه في رواية (الخبز الحافي)، وما مارسه سلمان رشدي من دجل، ووما سوّدته (تسليمة نسرين) من شعوذات شيطانية يمكن تصنيفها في خانة (قلة الأدب)، وغيرها، من الكتابات المسيئة للدين الإسلاميّ والأخلاق المستندة للفطرة الإنسانية النقيّة.

وفي عام 2009 ندد علماء أزهريون بمنح وزارة الثقافة جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية للكاتب المثير للجدل (سيد القمني)، الذي وصف الإسلام بأنه "دين مزوَّر اخترعه الهاشميون من أجل السيطرة السياسية على قريش ومكة) وإنه (بحالته الراهنة، وبما يحمله من قواعد فقهية بل واعتقادية، هو عامل تخلف عظيم؛ بل إنه القاطرة التي تحملنا إلى الخروج ليس من التاريخ فقط، بل ربما من الوجود ذاته"

وفي "لغة الكتابة" رأينا نقادًا غربيين اهتموا بـ"الأعراب" الذين يكتبون أدباً باللغات الأوروبية، مثل الطاهر بن جلون الذي يصرح بأن (الفرنسية هي التي تُعبِّر عنه وعن إحساسه)، فانهالت عليه الجوائز الأدبية من كل حدب وصوب.

ولا تزال أصداء "جائزة البوكر العربية"، التي فاز بها الروائي السعودي عبده خال، عن روايته (ترمى بشرر)، تثير جدلاً واسعاً، حتى بعد إعلان النتائج، فالصراعات المزمنة التي صاحبت هذه الدورة، وانسحاب إحدى عضوات لجنة التحكيم، اعتراضاً على عمل اللجنة لمحاولتها فرض روايات بعينها أفقدها مصداقيتها، ومازالت تمنح جوائزها لكُتّاب "الفنكوش" و"البلح"، ومازال هذا المنهج يتوغل وينتشر.

وحتى قيام الساعة ستظل قصاصات الجرائد، والأحاديث خلف الكواليس، ومجالس النميمة الأدبية، وحوارات التلميع والفبركة تثير الاشمئزاز، وتسيل لُعاب أنصاف الموهوبين للمكافآت والجوائز الأدبية والإبداعية والرياضية حول العالم التي تفوح منها روائح النفاق والتدليس والمحاباة.. (فلله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ).

 

 

المشـاهدات 60   تاريخ الإضافـة 20/04/2024   رقم المحتوى 44118
أضف تقييـم