السبت 2024/5/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 18.95 مئويـة
ضرورة التوازن بين الخطاب و الموقف السياسي رسميا و شعبيا
ضرورة التوازن بين الخطاب و الموقف السياسي رسميا و شعبيا
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين عبد القادر المؤيد مفكر و سياسي
النـص :

في ظل الشحن العاطفي و سيطرة الأفكار المؤدلجة و رواسب و تراكمات السياسات الثورية، تضيع العقلانية السياسية على مستوى الرأي العام في العالم العربي و الإسلامي، فتضيع البوصلة، و يُحشَر قطاع واسع من الجماهير المنفعلة، في مواقف خاطئة و ربما أجندات مغرضة و عدائية، كالأجندات الطائفية أو المؤدلجة دينيا.آن الأوان الذي ينبغي أن يثوب الرأي العام، لا سيما النخب المثقفة، الى العقلانية و التفكير العلمي في كل المجالات، و من أهمها المجال السياسي، فالسياسة علم و فن ومهارة في الإدراك و التخطيط و الإدارة، تستند الى مجموعة متنوعة من المعطيات و المعلومات، و الى قراءة مدروسة و معمقة للواقع و الأحداث، و هذا ما لا يتأتى إلا عبر أجهزة و مراكز و مؤسسات، فليس من السهل و لا من الصواب، أن يعتقد أي فرد من عامة الناس، أو حزب سياسي، في قضايا سياسية معقدة و متشابكة و غير واضحة المعطيات، أنه صاحب رأي في الأحداث، و أن رأيه هو الصواب، و أن من حقه محاسبة أصحاب القرار و الحكم على السياسات و القرارات. من حق كل إنسان و كل حزب سياسي، أن يفكر و أن يكون له رأي، و من حقه أن يعبّر عن رأيه، و لكن يجب أن يعرف أن رأيه السياسي، لن يبلغ النضج اللازم، ما لم يستوفِ المعطيات و المعلومات و الدراسة التي يجب أن تحصل لتكوين مقاربة واقعية و قراءة أقرب للصواب.و إذا كان أصحاب القرار أنفسهم، على الرغم من كونهم على رأس مؤسسات وظيفتها طبخ القرارات، في معرض الخطأ، فكيف بغيرهم ممن لم تتوفر لديه حتى بنسبة معقولة، ما تتوفر لدى أصحاب القرار من المعطيات.من جهة أخرى، ينبغي على المؤسسات الإعلامية ذات الصلة بالمؤسسات السياسية، توضيح المواقف و تقديم القراءة التي قادت الى القرار و بيان ما يتاح بيانه من معطيات، لأن ذلك يسهم في وعي الجمهور و الأحزاب لقرارات الدولة، و تعديل قراءاتهم و مواقفهم، أو تفهم قرارات الدولة.هناك فرق بين الثورية في الخطاب السياسي، و الموقف السياسي لرجل الحكم، فقد يلجأ بعض رجال الحكم الى الشعبوية- و هذا برأيي خطأ- ، فيغلب الطابع الثوري على خطاباتهم السياسية، و تتقد جمرة الثورية في نفوس شعوبهم، لكنهم عند اتخاذ القرار، يكونون أمام معطيات لا تتيح لهم المواقف الثورية، فتحصل نتيجة المفارقة بين الخطاب السياسي و الموقف السياسي، انعكاسات غير إيجابية.إن التوازن كما هو مطلوب في الموقف السياسي، كذلك هو مطلوب في الخطاب السياسي و الإعلامي، و في التنشئة السياسية للجماهير و الرأي العام.

 

المشـاهدات 92   تاريخ الإضافـة 21/04/2024   رقم المحتوى 44152
أضف تقييـم