سنحت لي الفرصة شخصياً، سواءً بالحضور المباشر او المشاهدة من خلال وسائل الاعلام او التواصل الاجتماعي، متابعة العديد من الفعاليات والمناسبات والمهرجانات والبطولات الرياضية التي تنظمها دول العالم المختلفة وعلى مدار العام.

واغلب العوامل والصفات المشتركة والمميزة بين هذه الفعاليات باختلاف انواعها ، ان هناك احترافية عالية وتنظيم متميز للقائمين عليها، مع مراعاة توفر كل معايير الجودة في اخراج وادارة المناسبات، الامر الذي يوفر اريحية عالية ومتعة اضافية لكل من يحضر او يشاهدها.

وتحاول الدول او المؤسسات او الشركات المنظمة لهذه الفعاليات الاستعانة والزج باكفأ موظفيها وكوادوها العاملة، فضلاً عن الاستعانة في احيان كثيرة ببعض الشركات والمكاتب المتخصصة بتنظيم هذه الفعاليات وتوفير متطلبات نجاحها، بدءاً من الخطوات الاولى للتخطيط والتصميم، وصولاً الى مراحل الاستعدادات النهائية ومن ثم بناء الهوية البصرية للفعالية والتسويق الاعلامي وتوفير الأمن والسلامة للمشاركين والحضور والجمهور، فضلاً عن العمل على توفير الخدمات اللوجستية والفنية والادارية اللازمة لتنظيم الفعالية واخراجها باحسن شكل.

ومن الدول المتميزة في هذا المجال، يبرز اسم قطر، التي خطت لنفسها مساراً ذو خصوصية عالية في تنظيم مختلف الفعاليات الرياضية، ومنها على وجه الخصوص نجاحها الباهر والواضح في استضافة مونديال كرة القدم، الذي مثل تحدياً كبيراً للمؤسسات الرياضية في هذه الدولة، فضلاً عن عدد اخر كبير من البطولات والمهرجانات الدولية، التي قدمت صورة مشرقة عن هذا البلد وتسويقه كمضيف كبير وناجح لاهم الفعاليات الكبرى.

ومن خلال متابعة اغلب التفاصيل التنظيمية الخاصة بهذه الفعاليات، نجد ان هناك فريق عمل احترافي يمتلك خبرة متراكمة، يتولى المهام بشكل تفصيلي ومحدد، يأخذ بنظر الاعتبار كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة الخاصة بالنشاط، بالتنسيق مع الجهات الاخرى المعنية، سواءً الرسمية منها او غير الرسمية، فما تحققه الفعاليات الرياضية من اهداف تتجاوز محيطها المرسوم لها الى فضاءات اوسع، تصل الى ايصال رسائل واضحة ترتبط بالهوية الثقافية المحلية والتاريخية وغيرها من المسائل المهمة المتعلقة بتسويق البلد في مختلف المجالات.

ان ما حققته قطر وغيرها الكثير من الدول لم يأتِ من فراغ، بل جاء عبر تضافر مختلف الجهود والاستعانة بالكوادر المحترفة من داخل البلد ومن خارجه، والتي يمكن ان تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل مفاصل العمل، مع الاهتمام بتفاصيل التنظيم كافة، سواءً تلك المرتبطة بالجهات المسؤولة والمنظمة وحتى الجمهور المستهدف، من خلال بناء الوعي وايصال الرسائل الايجابية عن البلد، وتسويقه بشكل اكثر تأثيراً الى الخارج، زيادةً على الاستعانة بالافكار المبنية على الابتكار والتطور والتقنية والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي لتوفير متطلبات نجاح الفعاليات والنشاطات ومن ثم انعكاسها بشكل ايجابي على مختلف المسارات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية.

والسلام ختام