الأحد 2024/5/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
فوق المعلق معماريو الصدفة
فوق المعلق معماريو الصدفة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

دعوني  أتفاءل (شوية ) بأجيال درست فن العمارة وانخرطت في حقل العمل او فتحوا مكاتب استشارية،  بغية التواصل مع مهنة الهندسة والعمارة ، هي واحدة من اهم المهن التي تتطلب مواصفات خاصة بأعلى معدل دراسي يوازي الطب والهندسة بفروعها المتعددة ، وسواه من الاختصاصات النادرة اذ ان المعماري والمخطط يؤثر في حياة المجتمع بينما الطبيب يؤثر في حياة المريض فحسب. ان خريجي الجامعات الأهلية على وضعها الحالي ، جعلت المعماريين القدامى ، المحنكون بالمعرفة و العمل الطويل ، والمواصفات الشخصية التي كانت تطلبها الجامعات الحكومية منذ الخمسينات ، بما فيها من مواصفات في توافر موهبة الرسم ، ويسر الحال لمتطلب الانفاق ،  حيث الاختصاص يتطلب مجهودات مالية  مستمرة ، وشراء مواد لا توفرها الجامعات لانها خارج ميزانياتها ، كل ذلك فرض

واقعا جديدا ضمن مخرجات منظومة الفوضى وسياسة ( شله واعبر )كما يقول المثل العراقي. حاولت التعرف على اراء المعماريين العراقيين من جيل المبدعين حول ذلك وانتبهت إلى الحوار الذي دار في احد المجموعات ما بين المعمار والمخطط تغلب المقيم حاليا في كندا وله مساهمات فاعلة في ترسيخ ثقافة علمية في بناء المدن والحفاظ على تراثها وضرورات تحديثها ، حيث يقول لصديق من نظرائه : ( بعدك ما شفت شي عزيزي …

انتظر معماريي الجامعات الاهلية ابناء اصحاب الاموال السحت وسترى العجب …) ويؤيده معماري آخر من نفس الجيل بالتالي ؛

( التشرذم باين صدقني بدات تظهر أعمالهم المخربه للمدينه

كل واحد تخرج وره نص ساعه فتح صفحه عالفيسبوك باسم المهندس الاستشاري فلان الفلاني وهو ابعاد الطابوقه ما يعرف يفرقهه عن البلوكة) كما يقول عمر العزاوي ،

ويذهب المعمار تغلب الوائلي ابعد من ذلك للتحذير من نتائج هذه الظاهرة بقوله؛ ( هذه  الظاهرة  هي امتداد للسياسات الحكومية المتجذرة التي تمارس بكثرة في غياب معايير التقييم واحترام الخبرات …

فما هو فرق هذا المعمار او المهندس عن المسؤول الحكومي الذي يتصور انه بمجرد تعيينه رئيسا لدائرة او مستشارا فانه يصبح خبيرا متخصصا في "كل شيء"

اللجان غير المتخصصة وغير المتفرغة التي تشكلها الحكومة وتتخذ القرارات الاستراتيجية والمصيرية التي تتعلق بالبلد والمواطن هي خير مثال على ما يحدث ) ،

ما دار في هذا الحوار يعبر بصدق عن مرارة المعماريين ذوي الخبرة والمعرفة والذين قضوا عقودا من العمل المضني عن ما يحدث في بلدهم من كوارث تخطيطية ومعمارية وهندسية …

هل نقول لهم تنحوا جانبا لا تناقشوا وأفسحوا المجال لان هنالك اجيال طالعة تعرفون انها غير كفؤة ولاتملك تجربة حقيقية ، دعوها "تخيط وتخربط" كي تتعلم من اخطائها هي ومتخذي القرارات ؟

اخشى ان تضيع ملامح المدن التاريخية وتضيع هوية المدينة لنعود نندم بعد سنوات ولكن لات ساعة مندم … لماذا لايحدث تفاعل حي بين القديم والجديد ؟ الاول بخبرته وما يملكه من معرفة ومن وذاكرة المدينة والثاني باندفاعة ورغبته للعمل والتعلم ، اسئلة كثيرة وإجابات غائبة ، نتيجة ضعف المؤسسات المسؤولة وعدم اعتمادها على الخبرات كامانة بغداد وبلديات المحافظات ووزارتي الإسكان والتخطيط والتي هي ليست بمؤسسات مستحدثة بل هي مؤسسات قديمة ، ومسؤولة عن تطوير كادرها الهندسي من خلال الاعتماد على الخبرات العراقية والعالمية بدلا من تخبطها الحالي فالحضارة لا تبنى من دون علم ومعرفة وبغداد ليست مختبرا لتجارب المبتدئين او محاولات القفز التي تجري من قبل معماريي الصدفة …

المشـاهدات 54   تاريخ الإضافـة 23/04/2024   رقم المحتوى 44294
أضف تقييـم