الأحد 2024/5/5 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
لا تُعيد.. إختراع العجلة!
لا تُعيد.. إختراع العجلة!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

   في حكمةٍ وموعظةٍ للإمام علي(ع) ترى بِمنْ تشابّه يوماه،على إنّه مغبون،نتلمسها واقعاً ينطوي على العظيم والكثير من معاني تقييم قيّم العمل ونزعات التجديد في عموم فرص الإندفاع نحو خلق حياة مثمرة،مترعة بالعلم والعمل والمعرفة في كل محافل ونوافع الخير والبذل والعطاء،تبدو مسلّمات ترجيح قوة ذاكرة الفرد على ذاكرة الجماعة أمر واجب الإتنباه إليه،وجوباً بجوانب تعلّل أهمية الحلول الناجعة في مسارات الانجازات التي يُحققهّا الفرد نفسه داخل مجموعته،يعني ذلك أن الشعوب أو الجماهير عموماً سرعان  تنسى ما يمر بها،بحكم إختلاف أنماط  التفكير/ نوع الثقافة/ وطبيعة المحيط والبيئة والتنشئة الإجتماعية،فيما يختزن الفرد مُحتفظاً بالكثير من دقائق الأمور و تفاصيل الأحداث بتوالي ظروفها التي عاش،من هنا علينا تحاشي فكرة دوّامة الدخول لما يمكن أن نطلق عليها ب"النجاحات المنقرضة"،إبتعاداً وتلافيّاً  لأي مرواحة من شأنها السير في ذات المكان،بالأخص وأن زمن الأحلام الجماعية قد تلاشى وقد أنتهي،أمام ما هو حاصل في حياة اليوم،أغتني فرصةً ترديد ما قال -زمان- الشاعر محمد الماغوط "من أن تحرير العقل العربي  يبدو أصعب من تحرير فلسطين"،ولكي أجدُ مبتدأ لما أود الخوض فيه،وما نحن فيه الآن من واقع محرجٍ بمذاق مًرّ، في وقت تلجأ فيه الكثير من  السياسات بحكوماتها وثقل تأثريها في التأثير والسعي لتمرير غاياتها وأهدافها بحكم إمتلاكها لذلك الذكاء الكافي للإحتفاظ بوجودها قدر ما ممكن و متاح،حيث  تفكر وتعمل الدول باقصى جهوزيّة طاقاتها بغية كسب ضمان المستقبل بجميع أبعاده وتنسيقات الاستفادة منه،على أتمّ تصوّر وحال،فيما نحن نقف متلّفتين،حائرين في ترتيب صفوف أفكارنا،وماذا علينا أن نعمل أمام وأثناء اية أزمة تقابلنا،أو طارئ سواء أكان إقتصادّا/ صحيّاً /مناخيّا ومن غيرها،كثير والحمد لله!!،لعل ما تنطوي عليه وعلى منواله مهارات المكر واللعب السياسي الساعي،لا تعدو أن تكون مجرد محاولات تخدير وعقد تهدئة مؤقتة،عادة ما تكون هشة لا تقاوم عصف أدنى ريح طارئة،مما تتبعه الحكومات من تلك لا تُحسن السير في ترسيم استراتيجيات بخطط تنموية بمراتب خمسية أو عشرية،أو"دهرية" كما في البعض الكثير من الدول التي ترى المستقبل بأكثر من عين صافية مثل عين الوزة- على سبيل التقريب والتقييم-،ولكي لا نبتعد كثيراً عن موضوع العجلة التي أكتشفها أجداد أجدادنا منذ أقدم العصور التي عرفها تأريخ  البشرية،مُذ كان طفلاً يحبو،لذلك كثيراً ما نردده ونتدلّيل به ونفخر بإنجازاتنا الحضارية كما إكتشاف الحرف الأول وتشريع القوانين وغيرها، نعم من حقنا-حقا-أن نفخر،ولكن ليس من الفخر أن نبقى نراوح في أمكنتنا والعالم يتراكض لهاثاً من أجل أن يبقى واقفاً على رجليه،في أقل أفضل حال وتقدير.

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 55   تاريخ الإضافـة 24/04/2024   رقم المحتوى 44364
أضف تقييـم